Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 12/03/2013 Issue 14775 14775 الثلاثاء 30 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

يدشن فعالياتها الأمير سلمان بن عبد العزيز اليوم الثلاثاء
عدد من كبار المسئولين يتحدثون عن أهمية المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية (الجزء الثاني)

رجوع

المدينة المنورة - مروان قصاص:

يدشن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع غدا الثلاثاء وفي احتفالية كبرى مناسبة المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية 2013م.

هذا وقد عبر عدد من أصحاب المعالي الشخصيات والوزراء ومدير الجامعات عن سعادتهم بالمناسبة وقال مدير جامعة طيبة الدكتور عدنان بن عبد الله المزروع تجسد المدينة المنورة تاريخاً عظيماً حافلاً بالإنجازات الإسلامية الخالدة التي سطرها أولئك العظماء على مر التاريخ، فمنذ أن استقبلت سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، في الثامن من شهر ربيع الأول حينما هاجر إليها قبل 1434 عاماً، شكلت نقطة تحول في مسيرة الدعوة الإسلامية الخالدة، وتأسست فيها دولة الإسلام الأولى، وتولدت في ثراها الطاهر وفي محيطها أعظم روايات التاريخ وقال إن اختيار المدينة المنورة لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام 2013م، يمثل مناسبة عظيمة لنا جميعاً نحن المسلمين، حيث نرتبط جميعاً بهذه البقعة الطاهرة لما تحويه من إرث إسلامي وإنساني عظيم نعتز به ويجسد فخر كل مسلم ومسلمة.

وقال المزروع عندما نتحدث عن المدينة المنورة فإنه يستحيل أن نستوفي قدرها في كلمات موجزة، ولكننا ندرك يقيناً عظم المسؤولية والأمانة التي نحملها أمام الله تعالى أولاً، ثم أمام أبناء الأمة الإسلامية، في سبيل خدمة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخدمة أبنائها وزوارها.

وفي هذا المقام، يسرني أن أتقدم بوافر الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس اللجنة العليا لمناسبة المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية على جهوده الموفقة في سبيل العناية والمتابعة والإشراف على كافة الأعمال المرتبطة بهذا الحدث، ضمن الاهتمام الذي يوليه سموه الكريم لكل ما يخدم طيبة الطيبة وأهلها وزائريها الكرام، وحرص سموه الكريم على إبراز المناسبة بما يليق بمكانة المدينة المنورة.

وقال معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو): لقد كان اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1434هـ / 2013م اختياراً حكيماً ينسجم تماماً مع المكانة السامية التي تتبوأها المدينة المنورة، على صاحبها أزكى الصلاة والسلام.

والمدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية منذ القرن الهجري الأول، فعلى أرضها انفجرت ينابيع العلوم الشرعية، وتدفقت جداول الثقافة الإسلامية، ومنها انطلقت كتائب الفتوحات الإسلامية التي أخرجت العالم القديم من الظلمات إلى النورإن المدينة المنورة ليست فقط عاصمة للثقافة الإسلامية، بل هي عاصمة للدولة الإسلامية الأولى في عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهي ملاذ الصحابة والتابعين وتابعي التابعين . وحتى حينما انتقلت عاصمة الدولة الإسلامية إلى الشام ومنها إلى العراق، بقيت المدينة المنورة محتفظة بهذا الإشعاع النوراني، دائمة الإشراق، لها في قلوب المسلمين وضمائرهم المنزلة التي لاتضاهيها إلا المنزلة التي لمكة التي كرمها الله وجعلها أول مهبط للوحي ومبعثاً للرسالة، ومهداً للدعوة المحمدية.

لقد اكتسبت المدينة المنورة هذه الأهمية البالغة والمنزلة الرفيعة والقيمة التاريخية والعلمية والثقافية والحضارية العالية، من أنها المدينة التي احتضنت وآوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين اشتد عليه أذى عشيرته له في مكة، وجاء يثرب مهاجراً بالدين الحنيف الذي وجد في هذه المدينة الملاذ الآمن والظل الوارف من هجير الحصار والعنت والاضطهاد، فأشرقت بنور الإسلام لتكون مشعلاً لأنوار الهداية التي أضاءت أركان الدنيا ولا تزال.

وهذه المناسبة عظيمة الشأن، وهي من المناسبات المهمة التي ينبغي استغلالها على أحسن الوجوه، وبأفضل الأساليب وبأقوى الوسائل لتوظيف الرموز التي تنطوي عليها، ولتحقيق الأهداف المتوخاة منها.

ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية، التي هي من الداعمين الدائمين لبرنامج عواصم الثقافة الإسلامية، ستولي أهمية كبيرة لهذه المناسبة، وستحرص على أن تكون مناسبة عظيمة لها نتائج ثقافية وحضارية عالية القيمة، ولها تميزها وخصوصيتها اللتان تليقان بمدينة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام .

وقال معالي الدكتور فهد بن عبد الله السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز رئيس اللجنة الاستشارية للمناسبة وعضو مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الاحتفال بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الحالي 1434هـ/2013م فرصة مواتية لاستظهار القيم الإنسانية النبيلة في الإسلام وإعادة قراءتها بصوت عالمي، وتقديمها للعالم في حقيقتها الخالصة كونها المكون الرئيس في الثقافة الإسلامية، وكذلك السعي لإبراز معاني التسامح والتكامل مع الآخر وعمارة الأرض بالخير والسلام والأمن، فمن طيبة الطيبة انتشرت تعاليم ديننا الحنيف السمحة وشعّت رسالة الإسلام للناس كافة، وسنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وأعيدت صياغة الأخلاق، وجسدت المبادئ والتعاليم الربانية في التعاملات الحياتية فكانت المدينة المنورة المجتمع الأول لتطبيق تفاصيل الشريعة الغراء، وبناء مرتكزات الثقافة الإسلامية قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، كما أنها مناسبة جديرة بإعادة قراءة تاريخ المدينة المقدسة، والعناية بمآثره العمرانية والفكرية، وتجديد استقراء الحدث التاريخي الإسلامي وإظهار جوانبه العميقة في النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للذود عن الإسلام وتنقية الأفكار المشوشة والمعكرة لدى الآخر عن رسولنا صلى الله عليه وسلم والوقوف بالحجة الدامغة أمام الإساءات المتكررة له عليه الصلاة والسلام وللشخصية الإسلامية بصفة عامة.

وما يزيد المناسبة ألقاً وعمقاً الرعاية الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فسموه - حفظه الله - مهتم كل الاهتمام بالتاريخ الإسلامي بل ويرى أنه من الضروري استجلاء مزيد من القيم الإسلامية فيه لم تطرق بعد بالبحوث والدراسات المعمقة، ورعاية سموه - حفظه الله - لهذه المناسبة الثقافية والإسلامية يعكس ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لمكة المكرمة والمدينة المنورة بصفتهما المنبع التاريخي والجغرافي لتعاليم الشريعة الإسلامية وكون خدمتهما واجباً إسلامياً وشرفاً لنا دون غيرنا وأمانة تاريخية، فرعاية سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لانطلاق فعاليات المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية سيعطي المناسبة بعدها الدلالي ويعطيها زخماً ثقافياً يؤصل للاهتمام السعودي بالمدينتين المقدستين وتاريخهما الإسلامي الشريف. وهذه الرعاية من سموه - حفظه الله - للمناسبة الغالية هي امتداد لما يقدمه ويوليه سموه للجوانب العلمية والتوثيقية لتاريخ المدينة المنورة أيضاً من خلال رئاسته - حفظه الله - لمجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الذي يحظى بمتابعة مباشرة وعناية كبيرة من سموه - حفظه الله.

فإذا كانت الفرحة والغبطة بهذا الاختيار الصائب كبيرة حباً في المدينة المنورة دار الهجرة وطيبة الطيبة وإضافة إلى القيمة الحضارية للمملكة العربية السعودية التي تشير إليها المناسبة كونها تحتضن الأماكن المقدسة وعلى رأسها قبلة المسلمين وما يعكسه ذلك سواء على مكانتها في العالم أو في خدمتها الشريفة للمدينتين المقدستين، فإن هذه التظاهرة الثقافية العلمية تصب في سياق الحراك الثقافي الذي تعيشه بلادنا الكريمة في ظل الدعم الحكومي لهذا الشأن وتتزامن مع التوسعة الجديدة التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ للحرم النبوي الشريف وكل ذلك يضفي للتاريخ الوطني خصوصية قد لا تتوافر لأي تاريخ متزامن، فالفعاليات الثقافية خلال العام المخصص ستكون بمثابة إضاءة ساطعة على الثقافة التي أفرزتها العقيدة الإسلامية ونقتها من الشوائب وعقلت فيها الانفلات والتجاوز، بدءاً من الدعوة التي هي في أصلها حوار ومروراً بالتغيير المبارك في أخلاقيات الإنسان بفضل العقيدة الإسلامية وانتهاءً بالانعكاسات الإيجابية على المنجزات الحضارية للمسلمين وخاصة في جانب الفكر والمعرفة والنتاج الثقافي.

فالمدينة المنورة شهدت أول معركة في تاريخ الإسلام وتأسس على إثرها أخلاقيات الحرب والثقافة العسكرية الإسلامية، كما شهدت أول مجلس شورى وكان بمثابة التطبيق الأول لمبدأ الشورى، كما ظهرت بالمدينة المنورة أول وثيقة لحقوق الإنسان في تاريخ المسلمين أنشأها المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن هنا تتأصل القيمة الحضارية لهذه المدينة المقدسة ودورها في البناء الحضاري الكوني، وكل هذه المعطيات ستكون محل اهتمام المسؤولين عن المناسبة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس اللجنة العليا للاحتفال بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية.

عام كامل ستكون المدينة المنورة عاصمة ثقافية وتلك سانحة مهمة لتوطيد الصلة بين المسلمين جميعاً وتوثيق عرى التواصل مع المكتنزات الثقافية لطيبة الطيبة ولجذب مزيد من الباحثين في تاريخها الإسلامي للتأمل والتفحص وإنتاج مزيد من الدراسات وخدمة تاريخ المدينة المنورة وتراثها، أيضاً المناسبة تتضمن دعوة لتوثيق العناية السعودية بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عموماً والحرم النبوي الشريف خصوصاً وما حظيت به من الخصوصية والعناية الفائقة امتداداً لعناية الدول الإسلامية السابقة كونها البقعة التي نبتت وترعرت فيها الثقافة الإسلامية في جانبها التطبيقي. والله الموفق.

وقال معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي إن عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- والدار التي اختارها الله لتكون مهاجر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقامت فيها النهضة الإسلامية مدنية وعلمية شكلت في تاريخ العرب والإٍسلام ما يستحق الاهتمام الكبير.

فبيئة ظهر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- وقام فيها برسالته، وما سبقها من توطئة تم بها حماية الدعوة وإضاءة مصابيح النبوة حتى تهيئ الواقع لتنبت أصول الشريعة وكلياتها الحاكمة وتثبت في رسم النهج والمنهج النبوي القائم على العبودية لله، وإعمار الأرض بالروح والشريعة الضابطة للمادة بما فيها من قواعد ونظم كان لها أعظم الأثر في حياة العالم.

فانطلق الرواد إلى العالم بشعوبه ومتغيراته، فاستطاعوا أن يتعاملوا مع أكبر إمبراطوريتين كانتا تتحكمان في الواقع إبان تلك المرحلة، وكان ذلك التعامل يقوم على إدراك الدور الواجب القيام به تحقيقاً لسعة الدنيا والآخرة، وإظهاراً لعدل الإسلام. ومدرسة النبي صلى الله عليه وسلم تخرج منها عباقرة القيادة ونوابغ الساسة والإداريين والحكام والقضاة.

ولأهل المدينة في القرون المفضلة حضور في الميدان الفقهي، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: « مذهب أهل المدينة النبوية - دار السنة ودار الهجرة ودار النصرة إذ فيها سن الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم سنن الإسلام وشرائعه وإليها هاجر المهاجرون إلى الله ورسوله وبها كان الأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم - مذهبهم في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم أصح مذاهب أهل المدائن الإسلامية شرقا وغربا ؛ في الأصول والفروع.

وهذه الأعصار الثلاثة هي أعصار القرون الثلاثة المفضلة ؛ التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من وجوه: (خير القرون القرن الذي بعثت فيهم؛ ثم الذين يلونهم؛ ثم الذين يلونهم) «

فإن تتبع هذا النهوض ودراسة فصوله ومعززته والبيئة التي رسمت هذا النجاح في مضمونها وشخوصها لهو في رتبة الأولية في خطط الدراسات والمؤتمرات بكافة تخصصاتها.

ونحن إذ نعيش فعاليات مناسبة المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية1434هـ/2013م وبرعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله نؤكد من خلال تلك الفعاليات أن المدينة المنورة عاصمة المسلمين العلمية والثقافية مذ هاجر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولما تحول الثقل السياسي عنها إلى عاصمة الخلافة الأموية في دمشق، ثم العباسية في بغداد؛ تركزت فيها الحركة الثقافية في مجموعات من العلماء ظهروا في بقية عصر الصحابة ثم عصر التابعين، واستمرت المدينة المنورة عاصمة علمية وثقافية للمسلمين.

ثم توالت جهود علماء المسجد النبوي من أبناء المدينة المنورة والمجاورين والزائرين، وظلت شعلة الثقافة متوقدة على مر العصور، تشتد حيناً وتهدأ حيناً آخر، لكنها لا تنطفئ.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها) رواه البخاري. فقلوب المسلمين في أنحاء المعمورة تهفو وتتطلع لزيارة المدينة المنورة، للصلاة في مسجدها، والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وطلب العلم في المسجد النبوي الشريف.

ولقد حظيت المدينة المنورة دار هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالشيء الكثير ولله الحمد من أعاظم العلماء والأثرياء من المسلمين الذين استقروا فيها وقاموا بحركة التعليم والتعلم وذلك بإقامة المدارس والأربطة الوقفية. فأصبحت مهوى قلوب كثير من العلماء وطلاب العلم وكتب التاريخ والتراجم تشهد على ذلك. والمدرسة في تلك العصور عبارة عن مكان للدرس وطلب العلم وسكنى للعلماء وطلاب العلم والوافدين إما للزيارة أو المجاورة .فكانت مركز تجمع علمي يسمو بالمطارحات والمناظرات التي تعكس بدورها عميق الفكر والفقه الذي يجمع بين المنقول والمعقول، كما أن التدوين الفقهي و التفنن في صياغاته وتقريب مضامينه للمشاركين في تنفيذه أوجد حراكاً فقهياً فاعلاً ومتفاعلاً في التعامل مع المتغيرات وفق محتكمات الفقه وأصوله وقواعده.

ومن أثر المناسبات بقاء نتائجها تتحرك في الواقع الملموس، و من هذه المناسبة التى تعنى بكشف أصالة المدينة النبوية في سياق الشريعة ومسيرة الثقافة عبر التاريخ، وريادتها في المعرفة ورسم أصول الثقافة الإسلامية أقترح من خلال هذه الأسطر تبني العلماء ورجال الأعمال من المسلمين والمثقفين المشاريع المبرزة لهذه الريادة وإنشاء الأوقاف الداعمة لها، والتواصل مع مراكز الثقافة في العالم للوقوف على الكنوز العلمية المهاجرة إلى المدينة المنورة والمنطلقة منها في حقب تاريخية سالفة.

سائلاً المولى للجميع التوفيق و السداد، كما أسأله تعالى أن يوفق ولاة أمورنا لنفع البلاد والعباد كما أسأله تعالى أن يرحم بهم خلقه وينشر بهم شرعه، وفي هذه المناسبة أشكر جميع القائمين على هذه الفعاليات من أصحاب الفضيلة والسعادة من الإداريين والفنيين وكافة المشاركين.

وقال معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإن لله سبحانه الحكمة البالغة فيما يخلق ويختار ومن ذلك اختياره بعض الأماكن والبقاع وتفضيل بعضها على بعض وإن من أجلى ذلك الاختيار اصطفاؤه سبحانه طيبة الطيبة المدينة النبوية المنورة لتكون مهاجر رسوله صلى الله عليه وسلم ومأرز الإيمان والخير والصفاء نقرأ في تاريخها سيرة أمة، ولدت مع انبثاق فجرٍ أشرقت شمسُه، ومع انبثاقه أشرق تاريخها، فإذا به تاريخ دولة حافل بكل المعاني والمثل، إيماناً وعقيدة وعمراناً وحضارةً وعلماً، إنها المدينة المنورة، وطيبة الحبيبة

بطيبة رسم للرسول ومعهد.. منيرٌ وقد تعفو الرسوم وتهمدُ

يتردد اسمها في ذاكرة الزمن، وينتشر صداها في أعماق الآفاق حيث التاريخ الذي يفوح بأريج سيد الخلق، وهادي البشرية، ومنقذها من الضلال، رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وواضع الأسس الأولى للدولة الإسلامية في المدينة المنورة التي انطلقت منها الدعوة إلى مشارق الأرض ومغاربها وأصبحت مهوى أفئدة العالم الإسلامي، ولا غرو أن تكون عاصمة الثقافة الإسلامية الأبدية امتداداً لتاريخها العريق هي وأختها الكبرى مكة المكرمة .

أحن إلى المدينة إن فيها.. محمداً بالهدى والدين باها

هي البلد الذي من رام خيرا.. وهدي الله أوغل في هداها

وإن اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية استثمار إنساني ومكاني وإسلامي يؤكد ضرورة التعريف بتاريخ المدينة منذ نشوئها خاصة في العهد النبوي، وإذا حان ذكر العهد النبوي فإن علينا تعريف العقيدة الإسلامية والسنة المحمدية تعريفًا صحيحًا يتسم بالاعتدال والوسطية، وتوضيحاً أكثر لدوافعه في نهضة الإسلام في المدينة، لاسيما ارتباطها بقيادة النبي محمد وما بعده وكيف نهضت الأمة الإسلامية وأصبحت ذات نفوذ جغرافي واسع، واستثمار هذه المناسبة من الناحية الإعلامية خير استثمار، بحيث يمكن اسثتمار قيمة اختيار المدينة المنورة كعاصمة الثقافة الإسلامية وتنطلق هذه الفعاليات من كل الوسائل الإعلامية خاصة الإعلام الإلكتروني الذي أصبح قوة مؤثرة وذا فاعلية كبيرة لا يستهان بها في هذا العصر وكذا إعداد الوثائق والأفلام والموسوعات المتنوعة للتعريف العالمي بمختلف اللغات عن عقيدتنا وحضارتنا وبلادنا،

مهاجر المصطفى الهادي ومضجعه... وموئل الأسد إن أنف الوطيس الحمى

مع التأكيد على أهمية التعريف بعاصمة الثقافة الإسلامية وبتاريخها الإسلامي القديم والحديث ودورها الثقافي والعلمي والأدبي في بناء وتنمية العقيدة والشريعة الإسلامية في مختلف مناطق ودول العالم، وما ذاك إلا لأن للمدينة المنورة ميزات لا تجدها في أي مدينة أخرى بالعالم فهي أول عاصمة في تاريخ الإسلام، وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة، وتأسست قبل الهجرة النبوية بأكثر من 1500 عام وعُرفت قبل ظهور الإسلام باسم (يثرب)، وتضم أقدم ثلاثة مساجد في العالم، ومن أهمها عند المسلمين، ألا وهي: المسجد النبوي، ومسجد قباء، ومسجد القبلتين.

ومسجدي كان بل ما زال أمنية.. تحبو إليه ِ قلوبٌ ضلتِ السبلا

وفي هواي ملايين تنام على.. ذكري وتصحو على طيفي إذا ارتحلا

حيث تستمد المدينة أهميتها عند المسلمين من هجرة النبي محمد إليها وإقامته فيها طيلة حياته الباقية وكذا مؤاخاته عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والأنصار والوثيقة التاريخية التي تعد اللبنة الأولى في بناء أكبر دولة في التاريخ ومنها انطلقت أكثر الغزوات فتحاً لهذا الدين ودخولاً للناس في دين الله أفواجاً وإن الأنظار لتتطلع والأعناق لتشرئب إلى هذه البقعة المباركة لتعيش هذه التظاهرة العظيمة التي تستحضر البعد الإسلامي والحضاري على مدى أربعة عشر قرناً وإنها لتمثل الحدث الأكبر في مدينة المصطفى لعام 1434هـ 1435هـ وتمتلك من المقومات الحضارية ما يؤهلها بحمد الله لهذه الرسالة العظيمة.

وإن من فضل الله سبحانه أن هذه المدينة المباركة حظيت بالعناية الفائقة والاهتمام من ولاة الأمر في بلادنا العزيزة، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، ثم عهود أبنائه البررة رحمهم الله، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز يحفظهما الله.

والشواهد على ذلك كثيرة، وماثلة للعيان، وناطقة بأفصح بيان، من خلال ما تم إنجازه، من مشاريع عملاقة، وفي أواخر العام الماضي شهدت المدينة مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المتمثل في أكبر توسعة للمسجد النبوي على نحو يتيح الفرصة لاستيعاب أكبر عدد من قاصدي المسجد النبوي وزواره من أنحاء العالم.

فجزى الله خادم الحرمين الشريفين على جهوده المباركة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وسمو ولي عهده الأمين وسمو أمير منطقة المدينة المنورة على متابعته الدائمة لكل ما يتم بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

يا أخت مكة في السماء تألقي.. وبالفخر تيهي ألقاً وأشرقي

وإنني بإسم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لأتقدم بالشكر الجزيل والتقدير الوافر للقيادة الرشيدة على ما تولي الرئاسة من اهتمام وعناية وحرص ورعاية في كافة المجالات كما أن الرئاسة تشرف بأن تشارك في هذه المناسبة التاريخية في منظومة من المناشط المختلفة من لقاءات ومحاضرات ومعارض ومشاركة في المحاضرات والندوات وكافة الفعاليات امتداداً لرسالة المسجد النبوي الشريف العالمية.

سدد الله الخطى وبارك في الجهود وجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم إنه جواد كريم.

وقال معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية رئيس اللجنة العلمية للمناسبة إن اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام (2013م) من قبل منظمة التعاون الإسلامي ما هو إلا تأكيد على مكانة المدينة المنورة ودورها الرائد في مسيرة الثقافة والحضارة الإسلامية والإنسانية.

فاختيار المدينة المنورة لهذه المناسبة الهامة لا شك اختيار موفق؛ فهي أول عاصمة في الإسلام امتد وهجها الثقافي والحضاري إلى كافة الأقاليم والأقطار، حيث كانت النواة الحضارية الأولى، وفيها كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أمور دينهم ودنياهم لتمتد هذه الثقافة بتوارث هذا العلم إلى يومنا هذا، فالمدينة كانت ولازالت تصنع الثقافة والعلم وتحتضن العلماء ضمن ما تحتضن من علم وثقافة، كما أنها تعد موئلاً ومهاجراً لجميع المسلمين من كافة الأقطار ينهلون من شتى المعارف ثم يعودون إلى أوطانهم ومجتمعاتهم لينشروا عبير ما قطفوه من عبق ثقافة المدينة النبوية.

وقد استمر هذا العطاء الثقافي من طيبة الطيبة حتى عصرنا هذا حيث حظيت باهتمام ورعاية قادة المملكة العربية السعودية وعنايتهم بها في شتى المجالات، ومنها الجوانب الثقافية.

وتشرف الجامعة الإسلامية بالمشاركة في هذه الفعالية الثقافية الكبرى بالكثير من المناشط والبرامج من مؤتمرات ومحاضرات ودورات علمية متنوعة تسلط الضوء على جوانب وزوايا متعددة في ثقافة هذه المدينة المباركة.

وفي الختام دعوات صادقة نتضرع بها إلى الله تعالى أن يكتب التوفيق والنجاح لهذه الاحتفالية، وأن يقدم فيها ما تستحقه المدينة المنورة، ثم الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على اهتمامهم بالمدينة المنورة وعلى دعمهم لهذه المناسبة، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس اللجنة العليا المنظمة لمناسبة اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م والشكر لجميع المشاركين في هذه المناسبة الغالية.

والله أسأل أن يديم على بلادنا نعمة الإسلام والأمن والأمان إنه سميع مجيب.

وأكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، أهمية اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م والتي ستنطلق فعالياتها برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله - بتاريخ 30 ربيع الآخر عام 1434هـ الموافق 12 مارس 2013م.

وقال معالي الدكتور آل الشيخ: إن المدينة المنورة لها مكانة خاصة لدى المسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها منذ أن هاجر إليها الرسول عليه الصلاة والسلام لتصبح عاصمة الإسلام الأولى، ومنها انطلقت رسالة الإسلام الخالدة إلى أقطار الأرض قاطبة.

وبين معاليه في تصريح بهذه المناسبة أن المدينة المنورة شهدت انطلاقة تطبيقات مبدأ الشورى الإسلامي، فبعد أن نزلت الآيات القرآنية التي تتحدث عن الشورى في مكة المكرمة، أصبح تطبيق منهج الشورى الإسلامي واقعاً عملياً في المدينة المنورة حيث مارسها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام مع أصحابه حتى أضحت الشورى من أبرز ملامح المجتمع المدني، ولعل من أهم الممارسات الشورية في صدر الإسلام وشكلت أحد المنعطفات المهمة في تاريخ أمتنا المشرف اجتماع الصحابة رضوان الله عليهم في سقيفة بني ساعدة للتشاور حول اختيار خليفة للرسول بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، حيث تم اختيار الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفقاً لمنهج الشورى المستوحى من هدي الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.

وأكد معالي رئيس مجلس الشورى أن مناسبة فعاليات المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية هي فرصة سانحة لتبيان سماحة الدين الإسلامي والتعريف بديننا الحنيف وأخلاق وقيم الرسول صلى الله عليه وسلم خصوصاً أن هذه المناسبة تأتي بعد محاولات البعض تشويه صورة نبينا الكريم عليه أزكى الصلاة وأفضل التسليم.

وأضاف: إن للمدينة المنورة مكانة ثقافية وتاريخية واجتماعية مميزة منذ عصر صدر الإسلام وحتى يومنا هذا، ولها رمزية خاصة للثقافة الإسلامية التي أشرقت من طيبة الطيبة ونثرت نور العدل والمساواة والعلم والأدب.

ولاشك أن المدينة المنورة منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مروراً بأبنائه البررة من بعده وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهد ه الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزارء وزير الدفاع - حفظهما الله، حظيت باهتمام واسع و لها مكانة عالية ترجمت من خلال الدعم والاهتمام الكبير وبجملة من المشروعات التنموية يأتي في مقدمتها عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف، ومشروع تطوير المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والذي يعد أكبر مطبعة في العالم لطباعة المصحف الشريف وأحد المعالم المشرقة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء العالم، إضافة إلى عدد من المناسبات الثقافية والفكرية التي تحفل بها طيبة الطيبة ويأتي في طليعتها جائزة المدينة المنورة وجائزة الأمير نايف لخدمة السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة والتي تنظم كل عام وتحظى باهتمام من جميع الأوساط الثقافية والعلمية وتندرج ضمن اهتمام ولاة الأمر بتشجيع العلم والعلماء والبحث العلمي وتقدير الإنجازات المميزة ورعاية النبوغ والتفوق.

وختم آل الشيخ تصريحه بالقول إن هذه المناسبة تأتي أيضا فرصة لتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، وإشاعة قيم الحوار والتفاهم بين الشعوب، ومن المهم استغلال هذه المناسبة في نشر الثقافة الإسلامية بشكلها الصحيح وتجديد مضامينها وتحديث رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعاصمة الإسلام الأولى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

واعتبر معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، اختيار منظمة التعاون الإسلامي، المدينة المنورة، التي انطلقت منها الرسالة الإسلامية إلى أقطار الأرض قاطبةً، شرفًا كبيرًا للمملكة العربية السعودية؛ وتقديرًا للمكانة الكبيرة التي تحملها المدينة مُهَاجر المصطفى عليه السلام، بين مدن العالم الإسلامي، دينيًا، وثقافيًا وتاريخيًا واجتماعيًا بصفتها عاصمة للثقافة الإسلامية العالمية؛ وما تختص به من قدسية في قلوب المسلمين؛ وما تحتضنه من زخم إسلامي، وتاريخي وحضاري وثقافي كونها دار المجتمع الإسلامي الأول؛ واستلهاماً لتلك الأصالة والنوعية التي تميزت بها في العصر النبوي وتنزل التشريع الإسلامي على صعيدها المبارك .

وبهذه المناسبة، رفع معاليه أسمى عبارات التهاني، وآيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على دعمه السامي الكريم لاحتضان هذه الفعالية الأممية بما يبرز المكانة الدينية، والعلمية والثقافية والحضارية لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما رفع معاليه خالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على مساندته ودعمه لهذه المناسبة الإسلامية الثقافية الكبرى.

وأشاد معاليه بهذا الاختيار، لإبراز إسهام المدينة المنورة الديني والثقافي في مسيرة الحضارة الإسلامية، والتعريف بأشهر أعلامها، وإلقاء الضوء على أهم معالمها الدينية والحضارية والأثرية، من خلال عدد من البرامج والأنشطة الثقافية التي تكشف عن الجوانب الثقافية والتاريخية للمدينة النبوية ومؤسساتها العلمية؛ ونشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وتحديث رسالتها وإعادة رصد الأمجاد الثقافية والحضارية كنموذج للعواصم الثقافية الإسلامية بالنظر لما قدم على أرضها عبر العصور من خدمة للثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية؛ وإبراز ما حظيت به مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، من رعاية واهتمام منذ توحيد المملكة العربية السعودية وحتى عصرنا الزاهر.

وأثنى ابن معمر على الجهود المبذولة للجنة العليا لمناسبة اختيار المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة وأعضاء اللجنة؛ لتحقيق الأهداف المنشودة من هذه المناسبة المهمة لإبراز إنجازات المملكة العربية السعودية في تطوير وتنمية المدينة المنورة؛ وتدعيم الأنشطة الثقافية المتنوعة؛ وزيادة الفرص للمبدعين والمثقفين لإبراز إبداعاتهم في إطار الهوية الإسلامية؛ زيادة الاهتمام بالثقافة الإسلامية وإبراز خصائصها، وإثراء الدراسات الفكرية والبحوث العلمية والمناهج التربوية؛ مع التعريف بالآثار الحضارية والعطاء الثقافي للمدينة المنورة خلال العصور المختلفة.

وأعرب معاليه عن ثقته في أن تضطلع هذه الفعالية التاريخية بتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة؛ وتعزيز الوسطية والاعتدال بين المسلمين؛ وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب، مشيرًا إلى أن الثقافة الإسلامية، قد استمدت جوهر التعايش والتعارف من طيبة الطيبة وشقيقتها مكة المكرمة؛ كما ترصده مواقف وأحداث تاريخية متنوعة.

ودعا معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في ختام تصريحه، إلى استثمار هذا الحدث الثقافي الهام لمناسبة اختيار المدينة المنورة، عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م، لتعزيز تلك المكانة ولاستدامة الإشعاع الديني والعلمي والثقافي والحضاري الخالد في مدينة مُهَاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي يؤمّها كل شهر مليون معتمر وزائر فضلا عن موسمي الحج ورمضان المبارك من مختلف أصقاع العالم، الذين يطّلعون على ثقافتها ومعاملة ورقي أهلها، وتطورها، ونقل هذه الصورة الحضارية إلى الملايين في أوطانهم بما يخدم في النهاية حركة الثقافة والحوار في وطننا وتقديمنا للآخر من خلال هذه المعطيات الخلاقة، لصالح وطننا الكبير؛ وذلك بإعداد برامج وخطط عن إشاعة ثقافة هذه المفاهيم، يشارك في صياغتها جامعاتنا ومؤسساتنا الثقافية؛ وقطاعات التعليم بمساندة القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع الأهلي؛ والخروج بأفكار بناءة تجعل من هذه المناسبة الإسلامية العالمية فرصة لتجديد أثر المدينة المنورة ودورها التاريخي كمصدر إشعاع ثقافي للعالم.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة