فصول من كتاب الحزن الجميل
أناسٌ لو تأمَّلهم لبيد,,
حسين العروي
هذه المساحة البيضاء المفعمة برؤى مسطورة تتأبى عليّ,, يا لها من مقامرة حمراء تخضر على صحاري العمر!,, لغة تبحث عن لغة,, لكن أشجار الاسمنت تلهث خلف ألق
مسربل بالليالي,, وشعر مسافر نحو جزائر حزن مهجورة,, أتذكر تلك الأيام,, حين يفج الجفاف نهر مفاجىء تسكبون الطفولة حوله في غيبوبة التوجس المحموم الذي
هاجر الى أغوار النفس فيما بعد,, تلون الشمس اقناء نخلة مفردة أرهقها السمر الطويل مع ألم كوني لم يدون كلمة (النهاية) في قاموسه الجنازي,, الكئيب
التفاعيل,, تلقي بغدائرها المصفرة على كتفي بيت صفيح مثخن بالرؤى السوداء يكاد يركع تحت قدمي ريح تنفث غباراً جحيمياً يعيد تشكيل الافق بلون سخيف كنبطي من
اهل السواد يدرس أنساب أهل الفلا,
نخلة مفردة,, وبيت صفيح,, وحزن ابيض يمتطي جواد ايام يكاد الخبز ينكرها,, وبيان منكسر يبكي وضوحه في ظل سحاب أحمر يتسرب - ذات سكون - الى قرارة اعتنقت
الهدوء ايمان شاطىء ساج فحالت أشجارها سوداً,,رغم ابيضاض العابرين الى لغة ما ضاءها مطر,, ولا خطرت على قلب بشر,, ولد الهوى والشعر والفقر معاً,, في عام
جدب كالرمادة,, والاب ينضد أحلامه التي اغتيلت في كتاب شمالي مهزوم,, عام اخلف نؤوه,,
وهل كل عام روضة وغدير! لك الله,, تلك الجبهة السمراء الشامخة المطالبة بحق ضائع تناهشته الكلاب المستذئبة في اطار يشكله الطائي
متى أرت الدنيا نباهة خامل
فلا تنتظر الا خمول بنيه
لكنه نظر الى المشرق حيث تأملق الأحجار الكريمة على جبين ذكاء وكتب على أوراق سيرة هلالية غربت
ما يضر البحر اضحى زاخراً
أن رمى فيه غلام بحجر
غزا الملح براءة القصائد,, فتشابهت المبادىء واشتبهت,, والمرارة - مقطرة - ان يتساوى الناس وبين حلومهم بون,, ويرقى - في هذه الظروف الرمادية - من ليس
يدري: أسعد الله أكثر أم جذام!! الحرباء تصل ذروة الشجرة ساعة مستمتعة بحمى الخصب,,
وذوو الألوان الثابتة يعيبهم ما يتمتعون به من ثبات مبدئي ويشمخر السؤال المر: اذا محاسني اللائي أدل بها,,,؟
وتبلغ المأساة ذروتها حين يخذلك,, ولا تجترىء بغيرهم كالشنفرى بسيده وأرقطة وجيئلة، ويقتلك الصدى الذاهب في عمق الصحراء,
وكم سقت في آثاركم نصيحة
وقد يستفيد الظنة المتنصح!،
فتنكفىء على نفسك جامعاً مزقك مكوناً وطناً جديدا محاطاً بالأمل والقلق والحزن والصمت,, والرثاء المسكوب,, والايام المقبلة نحو الموت,, واشياء أخر,, تردد
واجماً وجوم آخر بني الاحمر، مردداً مع الكندي: ولم تزل قلة الانصاف,,, تسوء ظنونك,, وتصدق ما يعتادك من توهم، لكن الجود يفقر والاقدام قتال، وانت مفرد
كتلك النخلة، وما الأسد الضرغام الا فريسة اذا لم,,,
على رسلك,, ايها الممزق روعة هذا البياض فحظك من ايامك حظ المتنبي من حبيبه,, يجب عليك وزن المعادلة حتى تكون,, والكينونة هي السؤال,, ألم ينبئك - قبل -
رجل مستر اتفورد,, لكن كيف تكون، وساكبو الوان الطيف على وجوههم يغلقون الطرق,, لم تيأس,, ألم يقل جدك القديم
وزلة يكثر الشيطان ان ذكرت
منها التعجب جاءت من سليمانا
لا تعجبن لخير زل عن يده
فالكوكب النحس يسقي الارض أحيانا!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved