مع انعقاد مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني
دوران النُّخَب في أنديتنا الأدبية,,
،* انعقاد مؤتمر الادباء السعوديين الثاني في مكة المكرمة يعد تحريكا للمياه الراكدة في الساحة الادبية المحلية، ذلك ان المؤتمر تأخر في انعقاده، لذلك بقيت
مياهه راكدة لزمن طويل,, صحيح ان الادباء يلتقون بين وقت وآخر في اجتماعات الاندية السنوية او نشاطات الاندية نفسها من خلال منابرها المختلفة، تلك
النشاطات تتمحور في اندية تعد على الاصابع,, وللاسف الشديد,, هناك اندية تغط في سبات عميق,, لا انشطة ولا لقاءات الا تلك التي تأتي بجهود ذاتية من بعض
الاعضاء,, اندية اخرى لها نشاطاتها ومواسمها الثقافية، بأصواتها المرتفعة,, البعض قد يرى ان الاصوات تخضع (لمزاجية) الرئيس او نائبه او سكرتير النادي، اي
في عدد محدود,,
ما هي الاسباب؟
سؤال يفتح الابواب امام حقيقة (تغضب) البعض وهي ان الحاجة تتطلب في المرحلة الراهنة مواجهة المرحلة القادمة لتجديد الدماء داخل الاندية الادبية لتعطي دفعة
قوية من النشاط والحيوية والفاعلية,, اولئك اعطوا ما عندهم ويشكرون على ما قدموا,, فلابد من اعطاء فرصة لآخرين,, لحركة (دوران النُّخَب) ان جاز التعبير,,
فلابد من دوران الحياة,, لابد من تفعيل لمرحلة قادمة مختلفة عن سابقتها,, نحن بحاجة الى اصوات اخرى,
مؤتمر الادباء القادم فرصة لتجديد الدماء,, لنقلة نوعية في العمل الادبي,, ليس المهم ان تعقد المؤتمرات,, تلقى خلالها كلمات الانشاء والتصفيق وأرقام اوراق
العمل,, انما المهم النتائج العملية,, ان يتحول المؤتمر الى فعل، لا الى ايام وذكرى وتنتهي,, وتبدأ دورة تدور حول نفسها,
المؤتمر بحاجة الى ان يتحول الى مناسبة تبقى في الذاكرة,, لتكريم من له بصمات واضحة على خارطة الوطن الادبية,
سمو الامير فيصل بن فهد بما يملكه من تجربة ووعي وثقافة ودور رائد في رعاية الادباء وتكريمهم قادر على (تحويل) المؤتمر الى حركة متواصلة في الجسد الادبي
من خلال مبادراته التي يطرحها وهو الذي وضع الارضية القوية لصوت ادبي واساس قوي بوقوفه خلف بناء هيكل ادبي في الاندية الادبية التي وقف خلفها حتى ارتفعت
قامتها وانتشرت مقارها في مواقع متعددة بمناطق الوطن,
انديتنا الادبية (بصريح العبارة) في حاجة ملحة وماسة الى تجديد دمائها,, لابد من تطويرها بشكل ينسجم ويتواءم مع تطلعاتنا التنموية الطموحة في كل مجال
وميدان, بالمقابل فإن حركتنا الادبية لابد ان تتواكب مع القفزة المنتظرة,, والتمهيد لها من الآن,, وهذا يعني ان عملية (دوران النُّخَب) لابد ان تصل الى
عالم الادب بتجديد ثيابه ورفده بدماء اخرى تكون مهيأة لتحسس التطلعات المستقبلية وتعمل بمقتضاها,, فإذا كان ذلك (الدوران) يؤدي فعالياته المحمودة وفق
الانظمة الثلاثة التي اصدرتها القيادة (الحكم والشورى ونظام المناطق) فإن الضرورة تستدعي النظر بعين الاعتبار لدوران ريادي في المجالات الادبية, فنظرة
دمائنا الواعدة الجديدة لتفعيل حركات الادب في هذا البلد بمختلف مساراتها واتجاهاتها الحميدة لابد ان تأخذ فرصتها,, ودورها الطبيعي لتعطي ما لديها من
افكار سوف تؤدي بالضرورة الى خلق واقع ادبي جديد تنشده اجيالنا الحالية,
هنا لا اغمط تلك الادوار الريادية الهامة التي وضعتها ادارات انديتنا الادبية لتكون قاعدة اساسية للانطلاق، فتلك الادوار تذكر فتشكر ولأولئك الرواد
مكانتهم الكبرى في قلوبنا جميعا,, فهم يمثلون الركائز الحيوية التي قامت عليها حركاتنا الادبية الواعدة في هذا البلد الكريم,, فلولا دعم اساتذتنا الافاضل
في ادارات الاندية لفعاليات هذه التجمعات الخيرة لما تجسدت الخطوط العريضة لابعاد تلك الندوات الادبية المتلاحقة والامسيات القصصية والشعرية والمسامرات
الفكرية ذات الاهمية القصوى في التعرف على ارهاصات شبابنا وتطلعاتهم، ولما امكن التعرف على انشطتهم الفكرية من خلال هذه الاصدارات المتتالية التي لا تزال
تستحوذ على اهتمامات انديتنا الادبية,
هذا كلام صحيح لاجدال فيه,, واتفق مع جميع القائلين بأن الرعيل الاول من العاملين في القطاع الادبي، وفي انديتنا الادبية على وجه الخصوص وضعوا بصماتهم
بقوة على خارطة العمل الأدبي,,
ولايعني هذا أن انديتنا الادبية في حالة احتضار,, او انها في طريقها الى غرف الانعاش,, فما قصدت ذلك,, وانما قصدت تحديدا ان انشطتنا الادبية بحاجة الى
تجديد,, بحاجة الى تطلعات شبابية لابد منها,, بحاجة الى رؤى جديدة لا يمكن رسمها بوضوح الا من خلال تلك الدماء التواقة الى صياغات مختلفة تتماشى مع تلك
النقلة الحضارية المرتقبة,, فالتجديد ضروري في كل مجال وميدان ونشاط,, وازاء ذلك جاءت تلك الانظمة الجديدة الثلاثة ليأخذ الشباب ادوارهم الطليعية للنهوض
بهذا الوطن العزيز وتعزيز منطلقاته الحضارية الواعدة نحو صناعة مستقبله الافضل,
نحن في زمن تتسابق فيه الدول والشعوب نحو الافضل والامثل,, ويفترض ان نساير تلك الشعوب وألا نتخلف عن ركب التقدم والتحضر,
انديتنا الادبية بحاجة الى افكار تطويرية جديدة,, الى تفعيل حركتنا الادبية الحالية,, الى رسم أبعاد اخرى لاهدافنا الثقافية المنشودة,, وهذه وغيرها,, لا
يمكن ان تتأتى الا من خلال عملية (ألتغيير) او عملية (دوران النُّخَب) التي طرحتها قبل اسطر,
العالم يجري من حولنا ,, ولابد من مسايرته,, وقد احسنت حكومتنا الرشيدة صنعا حينما عمدت إلى اصدار تلك الانظمة الثلاثة,, غير انني ارى ان ما ينطبق على
مجلس الشورى على سبيل المثال لا الحصر من تجديد وتغيير لابد ان ينطبق على انديتنا الادبية,,
فنحن ننتظر من هذه المنابر الحيوية فعاليات جديدة لابد ان تكون متطابقة مع تطلعاتنا المستقبلية الطموحة لصنع مناهج (التغيير) ليس في اساليبنا الاقتصادية
والصناعية فحسب، بل في اساليب حركاتنا الادبية حتى نتمكن من صنع نهضة شاملة منتظرة يتوق الى تحقيقها كل مواطن في هذا البلد الكريم,, فهي نظرة سوف (تغير) ،
واقعنا الحالي الى واقع جديد آخر,,
غير ان مجتمعنا السعودي في واقع الامر ليس مجتمع نفط واستهلاك كما يقال احيانا في بعض وسائل الاعلام الغربية ولكنه مجتمع فكر وثقافة وادب, وهذا يعني ان
التغيير المنتظر لابد ان يشمل عطاءات انديتنا الادبية وارهاصاتها التي يفترض ان تتواكب مع تلك النقلة الحضارية,
فالح عبدالعزيز الصغير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved