سكرتيرة صدام تتكلم
الكتاب الوثيقة الذي يكشف أسرار المنظمة السرية التي تحكم العراق,, ويفضح جرائم القتل والتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان هناك
الحلقة الخامسة والأخيرة
،*عرض وتحليل : حماد بن حامد السالمي
بعد تطويق العراق بعشرات السجون وعشرات المعتقلات، وفرض الرقابة عليه من خلال العديد من المؤسسات الامنية والعسكرية سرية وعلنية ونشر الرعب في النفوس من
خلال الاعتقال والتعذيب والتمثيل والقتل واهانة كرامة الانسان، وهو بعض مما مر معنا في الحلقات الاربع الماضية,, سألت نفسي وانا اتصفح آخر صفحات كتاب
خالدة عبدالقهار: ألا يكفي هذا,؟ هل بقي في هذا الشعب الصابر عرق ينبض بالمقاومة والعدوانية للمنظمة البعثية السرية التي تحكم العراق بقيادة صدام التكريتي
وأبناء عمومته وزمرته,,؟!،
الإجابة نجدها عند سكرتيرة صدام في ختام الفصل التاسع من كتابها,
عصابة الرفح والجبل
يوجد في العراق - عراق صدام وزمرته طبعا - عصابات خاصة يرأسها ويمولها صدام او أولاد عمه او برزان وجماعته,, من هذه العصابات عصابة الرفح وهي سرية جدا
وشكلها صدام مع برزان وسعدون شاكر,, وتضم ابشع رجال القتل والاجرام، ووضع خططها خبير أجنبي تقول المؤلفة: لا اذكر هويته او اسمه فهو (جيمي جوني)، وقد
تدرب على يده رجال اقوياء حقراء لا ضمير لهم ولا انسانية مثل ابراهيم الاسود وهو عربي من زمار، طويل القامة، اسود الوجه، كث الشاربين، دُرب على أبشع
أنواع الاغتيال والارهاب، وكذلك محمد ملا ابراهيم الجحيشي، واخوه عبدالعزيز الجحيشي، وثلاثة اشخاص من حمام العليل، وعدة اشخاص من تكريت من نفس العائلة،
والمقدم نجيب الخير، وهذا يتنقل من دولة الى اخرى، ومن مدينة الى ثانية,
اما عصابة الجبل فيرأسها اولاد عم صدام (حسين كامل) وعلي حسن المجيد، وبقية من المرتزقة الاشرار,
مهام العصابتين
تقول خالدة وهي تكتب عن وقائع قبل عام 1990م:
ان اعضاء هاتين العصابتين اكثر من 2500 عضو من ابرزهم - اضافة - الى من سبق صباح مرزا واخوه محمد مرزا وآخرون,, ولديهم اماكن خاصة بالقرب من البناية التي
تحتوي على البيوت الخاصة بالعائلة التكريتية، وعندهم اجهزة وادوات مختلفة، وهؤلاء يتلقون الأوامر من (المجلس التنفيذي السري) الذي يرأسه صدام واقرباء
محددون من العائلة, ومدير المكتب حسين كامل,
ومن مهام هذه العصابة:
،1- قتل الوزراء ورجال الحزب الكبار والقياديين ذوي المستويات السياسية العالية التي تزعج صداما,, وفنون واساليب القتل عندهم متنوعة حتى لا يفتضح امرهم,
مثل اغتيال (حجي الهركي) عن طريق الدهس بالسيارة ووضعه امام احد الملاهي,
،2- قتل بعض النساء المهمات واللاتي لا يستجبن لهم,, كقتلهن بالضرب المميت، ووضعهن في الدار مع زجاجات الخمور حتى لا يستطيع الاهل التكلم بالقضية,
،3- قتل بعض الشخصيات الدينية باسقائهم القهوة او الشاي المسموم، وعناصر العصابة ينتشرون حسب عملهم، فيكونون رياضيين ورجال أعمال او اصحاب محلات مثل محل
،(حلاقة في منطقة قريبة من باب الشيخ),, كان يجمع العصابة عنده فيتهيأون للقيام بعمليات مختلفة,
،4- اضافة الى ان كادر (اتحاد نساء العراق) كله عصابات وجواسيس، وله أعمال منسقة مع المخابرات,
أن تطرد من وطنك؟!،
طرد المواطنين العراقيين من ديارهم,,!! ما أبشع الفعل وما أبشع الفاعل, وما اقسى هذا التصور,,, أن تطرد من وطنك، ويحال بينك وبين أهلك وارضك وتاريخك
وجغرافيتك وذكريات الصبا,,!،
هذا الموضوع كانت المؤلفة تطرحه بحرقة,, وألم في الفصل العاشر من كتابها,
التخطيط لشن الحرب على إيران كان قبل يوم 22 أيلول عام 1980م, تقول خالدة: خططوا لها خططا عسكرية وسياسية، انعقدت (حسب اطلاعي) عدة جلسات سرية بين المجرم
صدام واعضاء المجلس التنفيذي السري, وكان يحضر في كل جلسة طلفاح وبرزان,, وكان صدام بطبيعته يطرح بعض القضايا ويناقش فيها ويسألهم عن النتائج، وكان من
جملة المناقشات والقضايا المطروحة قبل الحرب بوقت كثير قضية (التهجير),, وكان صدام يناقشهم في هذا الموضوع كثيرا ويقول، (اذا اخرجنا التبعية الايرانية -
راح يصير بيها ضجر), فكان خيرالله طلفاح يقول: (ابدا,, كل ضجة ما بيها اعلام قوي أوفد حادثة حادثتين قبل التهجير والاعلام والصحف والتلفزيون يتكلمون على
اساس هذوله تبعية إيرانية ويقومون بأعمال تخريبية),, وفعلا حدثت عدة حوادث مثل حادثة الجامعة المستنصرية التي على اثرها القى المجرم صدام خطابا، وفي نفس
اليوم الذي حدث فيه الانفجار (فأقسم اليمين بأنه سوف ينتقم منهم، وسوف يهجرهم جميعا، ويقصد بذلك الشيعة، والتبعية الايرانية) وتضيف خالدة: قبل الطرد بعدة
أيام عمموا قرارا الى غرفة التجارة وطلبوا فيه اجتماع جميع التجار، وفعلا تم الاجتماع بناء على طلب القيادة، وعلى اثره القي القبض على التجار الشرفاء
جميعا، والذين كانوا غير متعاطفين مع السلطة الجائرة,
قبل الطرد وبعدة ايام صدر قرار سري للغاية من القصر الجمهوري الى كل البنوك والمصارف العراقية طلبوا منها تهيئة جرد كلي عن قيمة المبالغ المودعة في
بالبنوك بالنسبة للأرصدة الشخصية وحماية المعامل والمشاريع التجارية، وذلك حتى يطلعوا على مقدار ممتلكات الناس قبل التهجير,, وفعلا بدأ التهجير,, وطريقة
التهجير كانت بشعة للغاية,, فقد كانوا يجمعون العوائل والاطفال ويضعونهم في سيارات حمل لوريات ثم يرمون بهم على الحدود في منتصف الليل، او في الصيف
الحار، او في الشتاء البارد ويأمرونهم ان يمشوا ساعات طوالا حتى يصلوا الى اراضي ايران,
اسلوب الطرد
كانوا يأخذون الناس غفلة من مقرات أعمالهم او كلياتهم او مدارسهم فيهانون ويسجنون، ويحقق معهم ثم يجبرونهم على التنازل عن كل ممتلكاتهم المنقولة، وغير
المنقولة، ورؤوس اموالهم في البنوك والمعامل,, ولا يسمح لهم بأخذ شيء حتى ملابس اطفالهم، وقبل التهجير يؤخذون الى ملعب الشعب فيتم تفتيشهم بدقة وتجرد
النقود والحلي والساعات اليدوية وجميع الامتعة من قبل عصابات الامن العام والمجرمين فتطلق المرأة من زوجها وتسجن ويفرق بين الاسر,
قرار التهجير
اصدر مجلس الثورة البعثية قرارا حول التهجير برقم سري 2884 في 5 نيسان 1980م وفيه:
،1- يهجر جميع الايرانيين الموجودين في العراق وغير الحاصلين على الجنسية العراقية,
،2- كل الذين يحملون الجنسية العراقية ولم يستثنوا بقرار جمهوري تسحب الوثائق منهم ويرمون خلف الحدود,, ومن ثم ترسل الوثائق الى الوزارة,
،3- العسكريون يسلمون الى الانضباط العسكري,
،4- عدم تهجير الشباب ، وتسحب الهويات منهم وايداعهم في السجون تحت طائلة الحجز الى إشعار آخر,
،5- يستثنى من التهجير الارمن الايرانيون، لا يشمل التهجير اللاجئين السياسيين الايرانيين,
وقرار التهجير ترك آثارا سلبية نفسية واجتماعية وجروحا لا تندمل فهو في حد ذاته ظاهرة غير حضارية ولا انسانية، فكل القوانين المعمول بها في العالم تتضمن
اعطاء الجنسية وحق المواطنة لمن يولد في وطن ويبقى فيه فترة اكثر من عشر سنوات,, والذين هجروا الى ايران اجدادهم ولدوا في العراق,, وبعضهم لديه الجنسية
العثمانية, وقد ولد في العراق ولكن صداما وحزبه يسخرون من كل الاعراف الدولية والانسانية، وهجروا آلاف الناس بحجة ان اجدادهم من التبعية الايرانية، وتسبب
ذلك في قلة الايدي العاملة وانخفاض المستوى الاقتصادي والمعاشي وخسران الكثير من الكوادر الكفُؤة والتجارة الوطنية,, واشاع العداء العقائدي والطائفي
والعرقي,
وجل هذا تم - ويتم - على ايدي العفالقة - والتكارتة - في العراق البلد العربي المسلم,
القضية الكردية
ان قضية الاكراد في شمال العراق مثال صارخ على همجية النظام الحاكم في العراق وسوء فهمه للسياسة الداخلية عوضا عن السياسة الخارجية التي لا يعرف من
ابجدياتها شيئا,
لقد عاش العرب والاكراد وسائر القوميات الاخرى في العراق قرونا من الأمن تجمعهم الاخوة والوطن الواحد,, والاكراد يسكنون مناطق شمال العراق ويكونون 30% من
عدد سكان العراق,, ولكن النظام تعامل معهم بسياسة إبادية تعتمد على النفي والقتل والتشريد والتهجير ومن صور هذه السياسة السقيمة في التعامل مع المسألة
الكردية,
،1- تهجير الاكراد من قراهم الشمالية الكردية الى المناطق الجنوبية وبشكل جماعي,
،2- تم هدم جميع الدور العائدة لهم ب(بلدوزرات) وحرق القرى بالمواد الحارقة,
،3- وسلبوا اموالهم وممتلكاتهم وحيواناتهم، ونقلوهم حفاة عراة الى الجنوب,
،4- نقلوا العمال والموظفين الاكراد من الشركات والدوائر الرسمية التابعة للمنطقة الشمالية وعينوا المصريين والمغاربة عوضا عنهم,
،5- الغاء مديرية الدراسات الكردية العامة,
،6- الغاء المجمع العلمي الكردي,
،7- ردم جميع عيون المياه العذبة والصالحة للشرب ووضع مادة الزئبق فيها كي لا يستفاد منها,
،8- الغاء مديرية اعمال الشمال، ووزارة شؤون الشمال,
،9- غلق المدارس الكردية,
،10- اعتماد اسلوب السحق والسحل والابادة ففي دفعة واحدة (وجبة) القي القبض على الساكنين في المجمعات السكنية دون سبب وفي ليلة واحدة اقتادوا 8000 شخص, ولم
يعد يعرف احد مصيرهم حتى اليوم، وفي (وجبة) ثانية اخذوا 4000 شخص من القرى واختفوا بهم,
وذكر اسماء القتلى والمعدمين والمسجونين تملأ آلاف الصفحات,
اما قصف حلبجة بالكيماوي عام 1988م وقتل عشرات الآلاف من الأكراد في (وجبة) واحدة فهذا حديث يطول شرحه,, وهذا السلاح ما زال ضحاياه يتساقطون واحدا تلو
الآخر وبفعله ماتت الاشجار والطيور والحيوانات وتشوه البشر وخسرت الارض وكثرت الافاعي السامة,!،
تمثيلية قصف المفاعل النووي!،
هل فعلا قصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي ام ان ذلك تمثيلية عفلقية سبكها الاعلام البعثي لحصد المزيد من التمجيد والتأليه لصدام واستنزاف اموال عربية
وخليجية على وجه الدقة,,!،
الفصل الثاني عشر يناقش هذه المسألة وخالدة عبدالقهار لها رأي في هذا الموضوع لا نملك الا أن نحترمه وان نناقشه بهدوء وبخاصة انها مواطنة عراقية وانها
كانت سكرتيرة الرئيس العراقي وقت الحادث وما تحمله من اسرار وتعرفه من خفايا لا يتيسر لسواها,
ولمعرفة ملابسات هذا الامر نسوق الحيثيات التالية:
تأسس حزب البعث في ظروف غامضة سنة 1947م، على يد عميل المخابرات الصهيوني (ميشيل عفلق) في العاصمة الفرنسية - باريس، وبمشاركة الصليبي (صلاح البيطار) وفق
متطلبات المخابرات الامبريالية والرأسمالية والصهيونية, وكانت هناك اتصالات ودية بين (جولدا مائير) رئيسة وزراء اسرائيل وميشيل عفلق واتفقا على التعاون مع
المنظمة الصهيونية في فرنسا,, وأبدى عفلق استعداده بعد ان اغرته المخابرات الامريكية، وبعد ان اطلعت جولدا مائير والمسؤولون الصهاينة والامريكان
والرأسماليون في كل مكان على جهود عفلق ونشاطه ازدادت اواصر الصداقة بين الطرفين، وتكريسا للثقة به تزوج عفلق بنت (جولدا مائير) واستمر عفلق بمساعدة
المخابرات الامريكية في توسيع نشاطه مع العناصر المشبوهة في العراق مثل خير الله طلفاح وعبدالرزاق النايف وعبدالرحمن الداود وصدام حسين، وصالح مهدي عماش,,
وهكذا اطاحوا بنظام عبدالكريم قاسم واستولوا على السلطة وضربوا كل الحركات الوطنية، واعدموا خيرة ابناء العراق، وبهذا فسح المجال امامهم لينفذوا كل
متطلبات الأمبريالية، وكان من جملة مخططاتهم ان تساهم الدول الغربية في مساعدة العراق لتكديس السلاح فيه واقامة المشاريع حتى تستثمرها الدول الاجنبية، ومن
جملة اتفاقياتهم شراء مفاعل نووي من فرنسا، وقد شرطوا على العراق - بالاتفاق مع عفلق - ان يشرف على المفاعل خبراء فرنسيون وعناصر صهيونية تحمل الجوازات
الفرنسية فقط,, وتضيف المؤلفة قائلة:
واراد صدام تثبيت نفسه حاكما على العراق ومستبدا فيه ومسيطرا على البلاد العربية بأي طريقة تخدم مصالحه وتثبت حكمه حتى ولو جعل العراق رهينة بأيديهم، وكان
في زمن عبدالسلام محمد عارف، ابن عم لطارق حنا عزيز يدعى (منير روفر) قد سرق طائرة من نوع ميج وهرب بها الى اسرائيل، وبمساعدة طارق حنا عزيز وموافقة -
صدام تم تعيين هذا الجاسوس السري سفيرا فوق العادة في اسرائيل، وبواسطة هذا الجاسوس تم الاتفاق على قصف المفاعل,
السر الخفي,,؟
,, ثم تقول في سرد قصة المفاعل العراقي:
اسرائيل ارسلت تسع طائرات حربية عبرت شرقا ثم دخلت الاجواء العراقية، وقد ابلغت السلطات العراقية المضادات الجوية في بغداد عدم اطلاق النار عليها بحجة
وجود مناورة جوية من قبل طائرات عراقية في نفس يوم دخول الطائرات الاسرائيلية، وكذلك اتفق دخول الطائرات الاسرائيلية في الاجواء العراقية مع عطلة نهاية
الاسبوع بالنسبة للاجانب، حيث ان جميع الخبراء الفرنسيين الذين كانوا يشرفون على المفاعل غير موجودين داخل مبنى المفاعل، وقد نزلوا الى داخل مدينة بغداد,
والمسافة بين بغداد ونقطة الحدود الاردنية 150 كم فلماذا لم يعط رادار العراق انذارا الى المضادات الجوية بوجود تسع طائرات حربية معادية في الاجواء
العراقية,؟
ولماذا لم تخبر الاجهزة الدقيقة والرادارات المهمة بدخول هذه الطائرات المعادية لاجوائها,؟ ولماذا لم تخبر الرادارات الاردنية الحكومة العراقية بدخول
الطائرات الاسرائيلية الى الاجواء العراقية,؟
تقول سكرتيرة صدام
ان هذا السر الخفي لا يعلمه أحد,, انه كان (تواطؤا مدبرا بين طارق حنا عزيز وصدام حسين ومنير روفر) وسببه الحرب العراقية الايرانية, حيث ان التحرك البعثي
الاسرائيلي جاء في وقت اندلاع الحرب بين العراق وايران,
فصدام حسين اتفق مع اسرائيل على هذه الخطة حتى يشيروا للعالم بأن اسرائيل تساعد ايران في الحرب وتضرب العراق,, وحتى تبعد الانظار عن مساعدة وعمالة صدام
للصهاينة,
واذا كان ما اوردته المؤلفة صحيحا - فإن اسباباً اخرى يمكن ان تضاف الى حيثيات لعبة قصف المفاعل النووي العراقي من اهمها اظهار صدام كبطل قومي لكل العرب
بدليل ان اسرائيل تضرب ارضه بالطائرات وكسب المزيد من تأييد وتعاطف الشارع العربي الذي يعشق مظاهراته وصخبه، واستنزاف المزيد من اموال دول الخليج لبناء
قوة عراقية، تدفع بعراقه الى منصة الزعامة العربية,, وهذا التوجه يفسر على ضوء غزو الكويت وما تبع هذا الغزو من تداعيات حتى اليوم,
اما قصف المفاعل اذا تم فعلا فكيف نفسر وجود آلة الحرب البيولوجية والكيماوية والجرثومية والصاروخية المدمرة في العراق اليوم,؟!!،
أسرار الحرب مع إيران
هذا موضوع الفصل الثالث عشر والاخير من الكتاب,, وفيه تقرر المؤلفة - أن شن الحرب على إيران بني على نوايا خبيثة مبيتة لدى الحزب البعثي الحاكم، وتم
افتعال ارهاصات لتنفيذ مخطط عدواني دمر العراق والعرب جميعا وتقول خالدة عبدالقهار:
الحقيقة حسب اطلاعي على الاحداث، وانا بالقرب من البعثيين، وقد مر امامي الكثير منها:
،1- المخطط بدأ منذ سنة 1979م بمفاوضات ومعاهدات ورسائل سرية بين مساعد وزير الخارجية الامريكية ووزير الخارجية من جهة وبين حكومة العراق متمثلة بعدنان
خيرالله وطه ياسين الجزائري وطارق عزيز وسعدون حمادي من جهة، وبحضور رئيس الاركان العامة للقوات الفرنسية,
،2- تشجيع العراق بدوافع متعددة لشراء الاسلحة من روسيا وبعض الدول الاشتراكية الاخرى والبرازيل وفرنسا بطرق علنية وسرية عن طريق دول اخرى,
،3- جرت اجتماعات عائلية واجتماعات المجلس التنفيذي بصدام وزمرته وكيفية الاستعداد لهذه الحرب التي قرروا شنها وبأي أسلوب يواجهون الشعب العراقي بها,
،4- الاجتماعات القيادية خاصة بين صدام وعدنان خيرالله واللواء صديق مصطفى وعبدالجبار شنشل والجزراوي وماهر عبدالرشيد وسعيد حمو وميشيل عفلق وغيرهم من
القياديين والعسكريين والحزبيين والتشاور لوضع صيغة لها مدلول عدائي خبيث لبدء شن الحرب,
،5- تحركات الملك حسين - رحمه الله - النشطة والقوية والاستفزازية والمشاورات المتعددة معه وذهابه الى بعض دول اوروبا,
،6- بدء عمليات التهجير,
،7- قتل المثقفين والعلماء والطبقة المتخصصة المحللة للأمور,
،8- التشديد على الداخل وعلى اعضاء الاحزاب المعارضة والبطش بهم وعوائلهم والتقليل من نفوذهم وقتلهم وسجنهم,
،9- اثر القتل والتشريد والتهجير فقلت الطبقة المجادلة فلم يبق الا المقربون والمؤيدون لصدام,, اما الطبقة الضعيفة الجاهلة - فلا تفهم في الحرب شيئا,
،10- لا يوجد من يحاسب صداما ويقول لماذا الحرب؟ بل كلهم وبكل غباء بين مؤيد ومصفق,
،11- خطب صدام في يوم حادثة المستنصرية التي دبرها الحزب حسب التخطيط الصدامي الامبريالي خطبته الشريرة (والله ولله والله سوف اشنها حربا على ايران)!،
،12- افتعال التحرشات الحدودية من قبل النظام العراقي بالاعتداء عدة مرات على القرى والمدن الايرانية الحدودية,, وكان من بينها اعتداء ضد مدينة مهران
الحدودية في نيسان سنة 1979م، وكانوا فرحين جدا بذلك حتى ان احدهم جاء وقال: اخذنا (خوش غنم) استهزاء بالايرانيين,
،13- حدثت تحرشات اخرى من سنة 1979م الى 1980/9/22م, بايعاز من القيادة العراقية الى ان صدر قرار من مجلس قيادة الثورة اي القيادة العسكرية بشن الحرب,, وفي
يوم 22 ايلول سنة 1980م صدر القرار التالي:
ان احفاد المجوس الموغلين في حقدهم على العراق والامة العربية والضالعين بالمخططات المشبوهة استمروا في غيهم لذلك قرر مجلس قيادة الثورة الايعاز الى
قواتنا العسكرية الشجاعة بتوجيه ضربات رادعة الى الاهداف العسكرية الايرانية لاحباط مخططاتهم ومخططات اسيادهم للنيل من امن العراق العظيم),،
وفي نفس اليوم خرج صدام في التلفزيون معلنا للملأ بأنه رجل ويجب ان يدافع عن ارض العراق واعادة سيادة النظام العراقي على مياه الخليج ( شط العرب) تلك
التي تم تنازله عنها في اتفاقية الجزائر,
واخرج الاتفاقية ومزقها واعلن انه خرق الاتفاقية ثم بدأت الحرب الطاحنة، لأكثر من ثماني سنوات اكلت الاخضر واليابس وطحنت مئات الآلاف من العراقيين
والايرانيين الذين لا ذنب لهم، كما استنزفت ثروات عراقية وعربية كبيرة,
جرائم ,, جرائم
وكما هي عادته امر صدام قطاعاته العسكرية بارتكاب الجرائم وسجن المسلمين ومن ذلك:
،1- تفجير جميع المباني الحكومية والمدارس والمساجد,
،2- نهب الأمتعة المنزلية والاثاث والحلي والمجوهرات,
،3- قتل الناس الابرياء بدون سبب وبلا رحمة,
،4- اختطاف النساء والاعتداء عليهن,, ومن ثم دفنهن احياء حيث اعترف احد الضباط العراقيين بذلك بعد اسره,
،5- اخذ الناس اسرى الى العراق,
،6- اختطاف ناس ابرياء واخذهم الى المستشفيات العراقية لاخذ دمائهم ثم قتلهم,
،7- صدور قرار من صدام يقضي بقتل الجرحى وعدم نقلهم الى المستشفيات العراقية,
،8- ضرب المدن الايرانية بصواريخ ارض ارض الممنوعة دوليا واستخدامها على المدن الآمنة ومدينة ذرفول وحدها ضربت ب154 صاروخا,
،9- عند اسر العوائل كان نصيب الاطفال هو القتل على يد مرتزقة البعث المجرمين في الاراضي المسيطر عليها من قبلهم,
،10- ان بعض الضباط البعثيين قد بنوا دورا بواسطة المواد المسروقة من المدن الايرانية بعد هدم البيوت والاستفادة من الشبابيك والابواب والطوابق واخذها لهذا
الغرض,
،11- نهب جميع المحلات والاسواق العامرة بأمر من صدام الذي قال للقيادة هذه غنائم الحرب منها لكم ومنها للدولة,
،12- استعمال الأسلحة الكيماوية والمحرمة دوليا حيث ان الاستكبار العالمي اهداها له,
،13- قصف الناقلات النفطية والسفن التجارية,
،14- الاعتداء على الطائرات المدنية,
بعد,,؟
في ختام عرضنا وتحليلنا لهذا الكتاب الذي كتبته سكرتيرة حاكم العراق وذكرت فيه وقائع ثابتة لا تقبل الجدل, ومع ان الكتاب يتكلم عن وقائع حدثت قبل عام
،1990م وابان حرب العراق مع ايران الا ان كل ذلك يمكن فرزه وعرضه على ما تلاه من حوادث بدأها العراق بغزو الكويت وضرب الجسم العربي في الصميم وتشتيت الامة
وهدر قدراتها وثرواتها وتوفير المبررات تلو المبررات للوجود الاجنبي في المنطقة ودفع الشعب العراقي الى المزيد من البؤس والشقاء والعزلة,, هذا كله حدث
امامنا وثابت بأدلة قاطعة، وهو في مجمله يدلل على كل كلمة قالتها المؤلفة، في كتابها آنف الذكر,, فالتآمر على الامة العربية والاسلامية، وعلى شعب العراق
وثرواته ومقدراته من أسس سياسة صدام حسين وزمرته الحاكمة,, ووجود صلة لهذا الحكم مع الامبريالية العالمية والصهيونية لضرب العرب في خاصرتهم تبدو الادلة
عليه منطقية ومعقولة، في ظل السلوك المناهض لكل مصالح العرب في هذا العالم, والدموية التي اتسم بها الحزب الحاكم العراقي لا يمكن ان تكون في حكم يمت
لهذه الامة وللشعب العراقي بصلة قربى او مصالح قومية وطنية تفرضها الدساتير ويبررها وجود النظام نفسه على رأس الحكم,
وكان الله في عون الشعب العراقي العربي المسلم,, وكان الله في عوننا ما دام في بغداد كلاب مسعورة تنهش في لحوم العرب باسم القومية العربية,


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved