Thursday 3rd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 15 ذو القعدة


إجراء
أبو جراب؟!
بدر آل سعود

ضغوط الحياة تفرض على الإنسان أحياناً روحاً انهزامية,, فيستجيب عندها لأول بارق يشير له بأن ثمة مخرجاً مما يعاني منه,, هذا البارق قد يبدو مفيداً ومنقذاً وربما كان معوجاً ومهلكاً أيضا,, والأخير حسبما ألاحظ واستنادا لمشاهدات شخصية حقيقية وليست مختلقة: الأقرب والأسهل والأسرع مفعولاً مثلما يبرر معظمهم,, كما أنه كذلك - والكلام لي هنا - نذير شؤم!! ببدء العد التنازلي لكارثة مقبلة يكون موعدها بإعلان انطلاق رحلة الهروب من الواقع المرفوض إلى مجرد خيال يستمر لبعض الوقت ثم ينفك فيطلب لينفك ويطلب مرة أخرى وهكذا,, إلى أن يصل الشخص لمرحلة يطلبه فيها فقط ليعود طبيعيا كما الآخرين تصوروا!!,, عموماً ما قصدته بما سبق هو المخدر!! ذلك المستحضر أياً كان الذي يفقد الإنسان إدراكه بما حوله ومن حوله,, لمجرد البحث عن متعة زائفة وقتية لا معنى لها,, أو لنسيان الهموم,, أو حتى لأغراض التقوية الجنسية,, واعتقد بأن الفياغرا!! ومؤخراً الاكتشاف الفرنسي الفتاك!! المتفوق عليها طبقاً لما أشارت إليه وكالات الأنباء العالمية,, أوجدا حلا لمشكلة التقوية؟!,, فلا داعي إذن لإثارة موضوع الجنس وربطه بالمخدرات بعد الآن,, ولا حاجة بنا إجمالا للتلويح بالحجج الواهية كي نقنع أنفسنا ونجد لها عذرا مشوها مفتعلا؟!,, مع علمنا بأن ذلك وغيره لم ولن يجدي نفعاً وبالتأكيد لن يطبب جرحاً مستفحلاً,, فحل المشكلة مشكلة بحد ذاتها,, بل وإيقاع الحاضر المعاش لا يغير شيئاً وإنما يسهم طرديا في استفحال الأمر,, المهم,, ألا تلاحظون معي بأن الفراغ يحتل مساحة واسعة مما نعاني؟!,, وشغله يشكل هماً مستعصيا وعويصا للكثيرين منا؟!,, ويزيد الطين أكواما طينية متعاقبة؟! افتقاد المؤازرة في النكبات والمآسي بسبب المدنية الحديثة وسيطرة نظرية أبو جراب القائلة: نفسي فطوفاني لغيري!! مما يجعل الانقياد نحو المحظور والخطر بطبيعة الحال لا يحتمل مفرا وحيدا يتسع لفأر؟!,, فالطرق كلها مغلقة,, وكل شيء ينسجم والفطرة السوية بمثابة الفاكهة المحرمة,, ممنوع اللمس!! ممنوع الاقتراب!! ممنوع النظر!! وتطول قائمة الممنوعات لتطول معها قائمة المخالفات والانحرافات؟!,, وبمناسبة الممنوع والمخدر وعلاقات القربى وحسن الجوار فيما بينهما,, ألا توافقونني الرأي بالله عليكم أننا كمجتمعات عربية نتعرض لموجة تخدير مكثفة وموجهة أغلب الظن دون علم أو قصد القائمين عليها؟!: فالحقنة!! أغاني لا تصلح للاستهلاك الآدمي والمسحوق!! كرة تتلاعب بها الأقدام ومسك السموم سائل!! زئبقي فضائي رقراق يخامر العقول ليثير الغرائز الحيوانية متى انساب عبر الهواء بسرعة تفوق الضوء والضوضاء والشائعة!! وتحدث أثرها التدميري المطلوب بكل بساطة وسلاسة وخفة ومرونة ولا نستبعد قريباً مشاهدة ما إلك إلا هيا !! كنتيجة لنجاح سابقة الشهير معدوم الصلة بالرياضة ووثيقها بأمور أخرى تعرفونها عندما تغلق الأبواب؟!!,, استجابة لاعوجاج الأنفس ووصولاً لأقصى حد تخديري يمكن بلوغه,, وفي هذا الخضم التخديري المتلاطم لا أجد دوراً يناسب مؤهلاتي المتواضعة جداً وقناعاتي ذات الأصول الجليدية والحجرية إلا أن أشارك بتنظيم الصفوف والطوابير وإقامة النوافذ لتوزيع التذاكر المعطرة بأريج الرسيفر!! والعرق!! والمهلوسات البصرية!! مباركا ومهللا ومسرعاً قبل الجميع باتجاه مستقيم ينحدر بشدة جهة الهاوية المنتظرة بشوق ولهفة لاحتضان الجميع؟!!,, واستنادا لقائمة هذياني المسترسلة أحبذ تعليق الفرس!! فالموضوع لا يناسبه جرس!! ضئيل؟! والهدف تذليل النهاية لتصبح دربا سالكاً للبقية إن وجد بقية أصلا؟! ورحم الله مهووسا عرف قدر جرعته؟!!.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved