Thursday 3rd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 15 ذو القعدة


الآخر
شعر الرأس يحول دون دخول متعاطي المخدرات لسوق العمل
المدمن يتوقف عن التعاطي قبل أربعة أيام من التحليل التقليدي
شعر الرأس يكشف التعاطي للمخدر قبل 90 يوماً مضت

إعداد :محمد نجيب علي
بالرغم من أن شركة قراند رابدز Grand rapids لتصنيع الموبيليا ولوازم الحديد بميتشجان - الولايات المتحدة الأمريكية تشترط في معاينتها لمن يرغبون العمل بها تحليل البول للكشف عن تعاطي المخدرات منذ عام 1970م إلا أنها عانت لعقد من الزمان بسبب تفاقم المشكلة لديها وخروج تعاطي المخدرات بها عن دائرة السيطرة,, كل ذلك إضافة إلى أنها تخضع منسوبيها لبرنامج خاص بمعالجة المخدرات مدته ثلاثون يوماً وذلك بمعدل عامل كل يومين ونصف.
وقد قدر توم هندر شوت Tom Hender Shot مدير إدارة الصحة والسلامة بالشركة أن كل منتسب للشركة يخضع لعلاج يكلفها ما بين 9 ل12 ألف دولار,, وبما أنهم يدركون أنهم سيكونون عرضة مرة أخرى للفحص فإنهم يتوقفون عن تعاطي المخدرات قبل أربعة أيام من موعد الفحص تفادياً لاكتشاف أمرهم من خلال التحليل.
لذا لجأت الشركة لاستحداث تقنية جديدة أثبتت كفاءة نادرة وهي: فحص شعر الرأس,, إذ يمكن بواسطتها تحديد المتعاطين للمخدرات مهما قل حجمها حتى 90 يوماً من تاريخ التعاطي لأخر مرة,, الأمر الذي عرض العديد من العمال إلى الفصل والابعاد,, وفي هذا الصدد قال توم هندر شوت : تحليل الرأس أثبت كفاءة ودقة متناهية,, لقد تمكنا من اختيار منسوبينا وجعلهم من النخبة بفضل تلك التقنية .
لذا فالشركة حالياً تشترط إجراء فحص شعر الرأس إضافة لتحليل البول كفحص أولي لمن يتقدمون طالبين العمل بها,, ولإيضاح جدوى فحص الشعر في الكشف عن تعاطي المخدرات فقد توصلت الشركة بواسطة تحليل البول أن 3% من المتقدمين في مجموعة معينة كانوا من متعاطي المخدرات بينما أثبت تحليل شعر الرأس أن 18% من تلك المجموعة هم من متعاطي المخدرات؟!.
فمنذ خمس سنوات مضت وقع خطأ في توظيف 400 شخص بالشركة المذكورة كانوا متعاطين للمخدرات وأغلبهم خضع لبرامج معالجة,, أما الآن فالشركة تستخدم تحليل شعر الرأس لفحص كل متقدم يطلب العمل بها أو لأي من منسوبيها تسبب في حادث سواء مروري أو أصابة عمل وذلك للتأكد من عدم تعاطيهم المخدرات الأمر الذي قلل من نسبة الذين يحتاجون للمعالجة من هذا الداء.
وجهود هذه الشركة مثال لجهود العديد من الجهات التي تعمل لمكافحة المخدرات في مكان العمل,, وذلك بسبب تركيز تجار المخدرات لنشاطهم فيها بعدما أحكمت المحاربة سيطرتها على الشارع إذ قال المحامي مارك دي بير ناردر المدير التنفيذي لمعهد مكافحة المخدرات في مكان العمل بواشنطن دي سي : العديد من الأماكن قد تضررت بالمتعاطين,, والدليل على ذلك: الغياب المتكرر، عدم الاستمرار في العمل، سرقة الموظفين، حوادث المرور وإصابات العمل، أخطاء التصنيع، انخفاض الانتاجية بالإضافة إلى الجريمة والعنف في مكان العمل ,, وأضاف: قبل فترة كان أرباب العمل يقولون لسنا مسؤولين عن مكافحة المخدرات,, إنها ليست مهمتنا,, أما الآن فقد اكتشفوا أنها من أولوياتهم .
هذا وقدرت وزارة العمل الأمريكية بأن استخدام المخدرات في مكان العمل يكلف أصحاب العمل ما بين 75 ل100 بليون دولار أمريكي سنوياً وذلك من جراء: ضياع الوقت، الحوادث، المعالجة الطبية وتعويضات العمال لإصابات العمل,, ف65% من إصابات العمل تكون بسبب المخدرات أو الكحول,, كما أن 74% من متعاطي المخدرات يعملون وليس عاطلين عن العمل وذلك طبقا لاحصائية مارك دي بيرناردو .
وعلى ضوء تحليل المخدرات النصف سنوي الذي تجريه معامل إثميث كلاين بيشمان الطبية فإن نسبة تعاطي المخدرات في مكان العمل قد انخفضت من 8,5% عام 1996م لتصل ل5,4% في الستة شهور الأولى من عام 1997م, وذلك بسبب استخدام فحص شعر الرأس للمتقدمين حقيقة أنها طريقة ذكية وناجحة هذا ما قاله ري كوباكي Ray Kubacki مدير المؤسسة الطبيةفي كامبرديدج ماسوشتست الرائدة في اختبارات تحليل شعر الرأس والتي أثبتت دراستها التالي:
59% من النتائج الموجبة في النصف الأول من عام 1997م كانت بسبب الميرجوانا وذلك مقارنة ب52% لنفس الفترة من عام 1996م، أما الكوكاين والذي ظلت نسبته ثابتة لسنوات وهي 24% فقد انخفضت إلى أقل من 18% عام 1997م أيضا تبين أن 95% من الشركات التي توظف 500 فأقل هي التي توظف متعاطي المخدرات دون كشف,, واتضح أن 60% من متعاطي المخدرات يتجهون إلى تلك المؤسسات إضافة إلى أن تجار المخدرات ركزوا نشاطهم في مثل هذه المؤسسات ببيع المخدر يوم الاثنين للعمال دون قبض الثمن على أن يدفع يوم الجمعة في نهاية الأسبوع وقبل العطلة.
والغريب في نتائج مؤسسة ربي كوباكي أن الدراسة التي أجريت قبل سنتين بمؤسسة طبية بواسطة المركز القومي لمكافحة المخدرات بجامعة كولمبيا أوضحت بأن النساء أكثر ادماناً للمخدرات من الرجال وأوردت كذلك أن 4,5 مليون امرأة أمريكية مدمنة على الكحول و3,5 مليون امرأة تتعاطي الأدوية المخدرة المصرح استخدامها تحت إرشاد طبيب بطريقة الإدمان,, و3,1 مليون امرأة تستخدم المخدرات المحظورة بانتظام؟!.
وأبانت الدراسة أيضا أن الفتيات أقل من عشرين سنة يتساوى الفارق بينهن وبين اللاتي يتعاطين الكحول والمخدرات ففتيات اليوم يبدأن في تعاطي المخدرات قبل سن ال15!! والنتائج تلك مؤكدة حسبما أورده المعهد القومي لمكافحة المخدرات نيدا Nida مما يشير لأن النسبة لدى الذكور الفتيان ربما أسوأ وجميعهم يتوجهون للعمل للكسب ودفع تكاليف المخدر الأمر الذي يجعل مكان العمل مرتعاً لهم وسوقاً لتجار المخدرات.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved