أول قصيدة حب شعر: فيصل أكرم |
 ودعتها، قبل السماء بنجمتين
واليوم قد شاهدتها,.
بعد التراب بحفرتين، ولم أزل
أتذكر الأيام، والأحلام
والزمن الوديع:
كانت تحب قصيدتي
كانت تقول الشعر أحياناً
وأحياناً تضيء بصيرتي,.
كانت على خجل الصبايا
تسكب الخصر الجميل على ذراعي
لا تفكر في وداعي،
لا تقول سوى: أحبك
يا قصير العمر - أدري,.
لم تكن تدري بأن العمر معترف بنا
سنعيشه، حتى نقول له: كفى
قلنا، وكانت لا تفارق كفها كفي,.
ويجمعنا التساؤل: كيف حالك؟
كنت أعرف أنها كانت تنادي
في الصدى، كانت تناديني
تنادي حالتي الأخرى,.
بلادي، والمنارات العظيمة
مكة النور الذي سكن القلوب
كتابنا العالي,.
أحبكِ، لا أقول
كما يقول العاشقون
ولا انادي غير نفسي:
يا كتاباتي القديمة، لم يزل اهداؤك المنسيّ
جرحاً لا ينز,, ولا يسيح مع البياض
ولم أزل وحدي، أغيب ولا أغيب
ولم أكن غير الحبيب
ولن أكون سوى الغريب
أنا أحبكِ، كنتُ من قبل الزمان
بفرحتين,.
الفرحة الأولى: الولادةُ
والأخيرة لم تزل تجري، وأجري خلفها,.
سأحبّ من؟ من بعد حبك
من أحبُّ؟
أحب أوراقي,, تطيرُ؟
أحب عمري؟ راح يحرقه الضميرُ,.
قضيتي كانت لديّ، وكنتُ فيكِ
وكان يسعدني الكلامُ,.
الآن يفزعني الظلامُ، يهدّني,.
ويعضّ جفني
يستريح إذا رماني للبعيد،
فلا أصيح ولا أنام,.
فهل أقول الشعر؟
إني لن أصب الماء في الشفة العظام,.
ولن أذوب، كما يذوب الملح في حلقي
إذا مرّت دموعي فوق خدي
لن تكون الآه ردي,.
سوف أرجع مثل طفلٍ عائدٍ للبطن,.
قبري، حيث أمي في المكان الرطبِ
حيث العطر، والعشب المخضّب في ثيابي
حيثُ جيراني القدامى
حيث أنتِ، وأنت في عيني تماماً,, يا حبيبة
هل تنامين الصباح؟
وهل تنامين المساء؟
فلا تخافي، إنني آت اليكِ
سوف آتي قبل ان يصل السلامُ
وقبل تفسير الكلامِ
أنا سآتي,.
سوف أحضر فوق نعش الطيبين
ورغم أنف القابضين على الحياة
أنا سآتي,.
لا أقول كما يقول الشاعر الذهبي
في عرض القصيدة، لا وربى
إن عمري قد مضى، أدري بهذا
ان كل الصدق في قولي: سآتي
واسألي عني التراب
أو اسألي من مات قبلاً
مثل امي، أو شبابي، أو أبي,.
أنا لا أريد سوى الرحيل
ولا أحبّ الأرض من أعلى
سأدخلها أفتش عن كلام الحب
عن قدري، وأهلي، والحساب الصعب
عن عمري الذي ماعشتُ طفلاً
إنني سأحب ذلك جيداً,.
سأحبّ ذلك جيداً,.
|
|
|