Thursday 11th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 33 ذو القعدة


في البدء,, كان السؤال
لولو بقشان

(1)
كل الذين يحبونني،
يستقلون القطار **
(2)
كل الذين يحبونني،
يهدونني السفر,.
يتركون صورهم
معلقة على أبواب المطارات,.
ألتقيهم لحظة الفراق,, اشرب معهم
قهوتي السوداء، وأترك لهم،
في تلك الحقائب الشرهة،
كل قطع السكر,.
(3)
محطة القطار
يخنقها دخان السفر،
كلهم مسافرون،
إلا هو,.
ذلك القابع في وسط الزحام،
يحزم الحقائب،
يقول بأنه سيسافر,.
فأترك له الابواب مشرعة،
علّه يغادر،
علّه لا يعود,.
وجهه,, هنا وهناك,.
في كل المطارات,.
كل الذين يحبونني يرحلون,.
وهو أكثرهم تعلقاً بمساءاتي,.
إذن لِمَ لا يرحل؟
لِمَ لا يستقل الغيمة الهاربة؟
لِمَ يثبتُ همي,.
لِمَ يثبت حزني,.
بأنه أكثرهم تعلقاً بعيني؟
لذا يوهمني دوماً بأنه راحل,.
وحين أعطيه تذكرة السفر،
يتصنع البلاهة!!
(4)
كالبحر الصاخب بالحياة,.
أريد سفراً,.
رحيلاً بلا حدود,.
بلا اسئلة,.
كالبحر يسافر دون أمتعة،
دون حقائب,.
أريد أن اسافر مثله,.
بلا حقائب,.
لأنها تمتلئ دوما
بكل ما نود نسيانه,.
لذا لا أريد حقائب,.
ولا أريد ان يصطف المودعون
في طريقي,.
حتى همي,.
حتى حزني,.
لا اريده أن يودعني,.
لا أريد أن ارى وجهه الشاحب
حزنا لفراقي,.
لأنني حين ارى عينيه،
وفيهما أشجار البكاء الكبيرة,.
ربما أتعبني حزنه،
وربما دعوته للسفر.
(5)
لِمَ يبتاع الناس حقائب السفر؟
لِمَ يسافرون؟
إن كانوا لن يتركوا دمعهم،
ولن يفارقوا همهم؟
(6)
قالت : أخاف السفر,.
أخاف ان فتشوا حقائبي الصغيرة,.
ان يروا بقايا صوتك
يناديني,, فيعتقلوه,.
حينها,.
سيعلن السفر الحداد,.
وستأخذ الطرقات مني
جواز السفر,.
** عنوان لفيلم فرنسي حاز على جائزة سيزار عام 99م.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved