وراقيات قدم له الغذامي البقاعي يصدر الترجمة الثالثة للذة النص |
* الكتاب: لذة النص.
* المؤلف: رولان بارت
* الترجمة: محمد خير البقاعي.
* الناشر: المجلس الاعلى للثقافة - القاهرة.
عن المشروع القومي للترجمة الذي يصدره المجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة صدرت الطبعة الثالثة من كتاب (لذة النص) لرولان بارت وبترجمة محمد خير البقاعي وقدم له الدكتور عبدالله الغذامي.
يذكر البقاعي في مقدمته ان بارت كتب هذا الكتاب في وقت كانت تنسج فيه الخيوط الاخيرة لما يسمى ب(نظرية النص) تنسجها لسانية وادبية تنتمي الى مجموعة فكرية كان بارت احد اعضائها واعني جوليا كريستينا.
ويرى ان مصطلح (اللذة) الموجود في العنوان ظهر عند بارت بطريقة تعبوية فقد رأى ان الحديث الفطري في ايامنا هذه يكيف نفسه لواجبات اخلاقية تنفي مفهوم المتعة نفيا قاطعا وكان رد فعله ادخال هذا المصطلح في حقله الخاص دون اي حجر او استبعاد ليس الحديث عن اللذة جديدا يقول المؤلف ويضيف: وليس بارت أبا عذرة هذا الضرب من المطالبة بالمتعة في النصوص,, ان لذة القراءة معروفة منذ زمن بعيد وليس هناك كما يقول بارت سبب يدعو لانكارها والحجر عليها حتى لو كانت تفصح عن نفسها في اطار ما يمكن ان نسميه بالفكر النخبوي.
ويتطرق المترجم الى ماعنيه (لذة النص) عند بارت اذ يقول: اما عبارة (لذة النص) ككل متكامل فتعني عند بارت قيمة قديمة ويكاد يكون بريخت هو اول من منح بارت الحق النظري في اللذة ما دامت عبارة لذة النص قديمة فما الجديد الذي يقدمه بارت؟ يتساءل البقاعي ثم يقول ان الجواب عن ذلك يذهب في اتجاهين حسب بارت نفسه, الاول: هو انها تضع لذة الكتابة ولذة القراءة على قدم المساواة فليس النص عنصرا انتصاريا موجبا ولا سالبا وليس هو مادة استهلاك تفترض وجود مستهلك ولا تعبوية سلوكية تفترض فاعلا,, والثاني ان اللذة في عبارة كهذه العبارة ليست قيمة جمالية وليس المعنى هنا ان (نقدس) النص ولا ان ننعكس فيه او ان تشارك في صنعه وان كان النص مادة فان ذلك يتم بالمعنى التحليلي النفسي الخالص, وتميل لذة النص في رأي بارت يقول البقاعي الى شيء تجهله الجمالية كل الجهل وخصوصا الجمالية الادبية ونعني به المتعة: وهي ضرب من الاغماء والغاء للفاعل.
تطرح المقدمة السؤال الاتي لماذا نقول (لذة النص) ولا نقول متعة النص ما دامت المتعة مرحلة متقدمة عن اللذة؟ والجواب يقوله المترجم: ان الممارسة النصية تحتوي انواعا متفرقة من الفواعل يستطيع كل منها ان ينتقل من التماسك (حيث الفرح والامتلاء والرضا، اي اللذة بمعناها الحقيقي) الى الضياع (حيث الالغاء والتلاشي والمتعة).
ويرى البقاعي في النص البارتي: عددا من المقابلات تميزه وتمنحه غنى وطرافة وليس ذلك بجديد بل نجده موزعا على اعمال بارت كلها فنجد مقابلته بين الكتابة والكتابية وفي نصنا بين (اللذة) و(المتعة) وهي مقابلات ينبغي الا نسعى للموزانة بينها حرفيا كأن تتساءل ازاء نص من النصوص ان كان ينضوي تحت لواء اللذة او المتعة انها مقابلات تسمح بازالة الانقاض وبالتوغل بعيدا وبكلمة بسيطة بالكتابة والكلام على ان الفارق بين الكلمتين موجود وليس بارت وحده من لاحظ ذلك فاللذة مرتبطة بتماسك الانا، تماسك الفاعل الذي يفرض نفسه قيمة من قيم الطمأنينة والحيوية والراحة وهذا كما يقول بارت هو مجال القراءة الكلاسيكية اما المتعة فهي نظام قراءة او نطق ينداح الفاعل عبره بدل ان يتماسك ويعيش تلك التجربة، تجربة الانفاق المجاني التي هي في حقيقة امرها: المتعة.
وبناء على ذلك يرى المترجم انه: اذا اردنا اليوم ان نقيس النصوص بهذا المقياس فان عددا كبيرا من النصوص التي نعرفها ونحبها هي نصوص لذة ونصوص المتعة هي نصوص نادرة ربما لا تعجب وقد تثير لكنها على الاقل تبدل جوهريا وتنتج ذلك الانفاق المجاني انفاق الانا التي تذهب سدى.
ويطرح البقاعي ان النص الذي نقدمه اليوم لقراء العربية نص متعة فكأنما اراد مؤلفه ان يضع ما يكتبه في حيز التطبيق فهو يصف نص المتعة بنص آخر للمتعة يمكن ان يصل بالقارىء الى درجة الملك لانه يعرض امورا مجردة يحاول الكاتب ان يمنحها جسدا مغريا,.
الدكتور عبدالله الغذامي في مقدمته ذكر ان هذه الترجمة هي بمثابة الاقتراب الاكثر من النص من الترجمتين السابقتين وفي رأيه ان كل محاولة للاقتراب امر مطلوب: لان نص رولان بارت نص قلق وزئبقي ونقل الحس اللغوي المتوتر يحتاج الى جهد خارق ليتنشأ في اللغة المنقول اليها حس مماثل لما هو في الاصل ويقول الناقد الخبير بنص بارت المسألة ليست في معان تنقل,, ولكن النص ليس حمال معنى فحسب انه حس وحياة فكيف تنقل الحياة من جسد الى جسد,,؟ هذا جهد خاص وهم دقيق وتولع لا يدخل فيه سوى عاشق يضحي ويمنح دون ان يأخذ ويرى الغذامي ان هذا ما يبرر تكرار الترجمة ويعطي هذا الجهد معنى,,.
|
|
|