اصعب ما على الانسان عندما يكوِّن لنفسه مبادىء واخلاقا منذ الصغر,, يؤمن بها ويعيشها,, وعندما يكبر ينقلب كل ذلك,, تتدحرج هذه القيم والمبادىء للوراء تنتكس,, من اجل من؟ من اجل اشخاص نقابلهم ,, نعطيهم اكثر من حجمهم,, يتغير الكثير من الاشياء من اجل ارضائهم وكسبهم!!
هم في الحقيقة لا يستحقون كل ذلك, لكن متى نعلم ، ,, بعد ان نعطي بلاحدود,, لاشخاص لاحدود لخدعهم,, واكاذيبهم,, واحاسيسهم الذائفة,, الزئبقية اشخاص يأخذون قلوبنا,, يجتذبونها ليلقوا بها الى سابع الارض,,, بعد ان كانت, كنجمة مضيئة!!
اشخاص لمشاعرهم ترمومتر لا يستقر على حال يريدون كل شيء وفق رغباتهم,, اما الطرف الاخر فله طوفان البحر!!.
اشخاص يستحقون ان نصرخ في وجههم ,, يامن تمتلئون ,,, بالسوء ,, كفى !!
* سمية
21/10/1419ه
** يحكي عزيزتي ان هنالك فلاحة بسيطة حملت على رأسها ذات صباح باكر اناء مملوءا باللبن,, وهي في طريقها الى السوق راحت تحدث نفسها,, سابيع اللبن واشتري به بيضا,, وسيصبح البيض كتاكيت وهذه الكتاكيت ستكبر,, وستصبح دجاجا ابيعه واشتري بثمنه بقرة صغيرة تكبر ويكون لها مع الايام ابناء ذكور واناث ابيعها واشتري بيتا وارضا وقصرا,,, و,,, و,,,,, لقد كانت تفكر,, بصوت مرتفع ,, حتى تعثرت بحجر ثقيل,, لم تلحظه,, فسقط الاناء وانكسر وشربت الارض كميات اللبن,, وشربت معه كل امالها,,واحلامها,, وسعادتها!!!
غاليتي ,, كثيرة جدا هي امنياتنا التي للأسف الهاها التكاثر ,, فأجبرت عنوة,, امام اصطدامها بالتسرب,, بالضياع,, بالاهمال,, ان تحط رحالها في مقبرة لا بعث منها!!
وللأسف ايضا,, ان كثيرا من امنياتنا تلك,, يلهيها التكاثر في عالم,, اناس,, ضليعين في السير في جنازة القتيل,, بعد ان يردوه ارضا .
لكننا ,, نكتشف متأخرين جدا,, ان س من الناس ذلك الذي اختصرنا في اسمه حروف الهجاء واعتمدنا ملامحه,, لكل الملامح,, وخلنا ان اللون الوردي بدأ يتسرب الى لوحة حياتنا لتصبح اجمل لم يكن الا ,, لاشيء يذكر!!
مشكلتنا ياغاليتي تلك المشاعر القابلة للتسرب تغرقنا فلا نشعر إلا بان لا تنفس تحت الماء,, هؤلاء,, البشر,, مشاعرهم,, الجوفاء لا تسمعين لها الا جعجعة,, فقط جعجعة,, صراخ وهم في حقيقتهم,, لا يحركون ساكنا!!
لكنك بالتأكيد تستغربين ,, كيف يصدق الاخرون انتفخاهم هذا,لماذا,, ينخدعون بهم؟!
ولماذا لا يعرفون ذلك الا بعد فوات الاوان؟.
عموما,, لاتكتئبي كثير من الاشياء لانعرفها الا بعد فوات الاوان!!
لا مشكلة,, المهم اننا اصبحنا نعرف,, ان ذلك ال س لم يكن الا فقاعة صابون على هيئة انسان,, تصاعدت عاليا,, وانفجرت.
المهم, بالنسبة لك,, انت توقفت عن ارواء نبتتك في تلك الارض الجرز,, وايقنت انها لازرع لك فيها,, ولا حصاد!!,المهم,, انك علمت وتعلمت,, ان توالد الامنيات والاحلام,, سيجعلنا نخسر اغلب الاشياء كبائعة اللبن!!.
المهم انك ادركت ان لا ملامح تستحق البقاء عندما تكون تلك الملامح,, مقرونة بعرض,, عنترية مشاعرها وفي لحظة ما وبعد مدة قصيرة,, ينفجرون,, على لاشيء!!.
غاليتي:
جميل منك ,, هذا الانتصار وجميل منك تلك القدرة على التخير وجميل منك معرفة,, ان الملامح الصادقة هي تلك، التي تتسيد مساحات مشاعرنا!!
** لعلمك بائعة اللبن في مخيلتي,, عادت وملأت الاناء من جديد هذبت امنياتها وسارت بخطى واضحة,, واثقة ,, ثابتة.
احاينا كثيرة,, ياعزيزتي,, لانتعلم الا بعد ان تنكسر في داخلنا اشياء جميلة.
ولكن الا ترين,, ان القادم يحمل الكثير من المفاجآت,لك تحياتي
غادة عبدالله الخضير