Friday 12th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 24 ذو القعدة


القرآن الكريم في برمجيات الكمبيوتر
كل فرع من فروع المسابقة بحاجة إلى برمجة مستقبلية
مزنة الوابل

يتراكض القاصي والداني والصغير والكبير حول اقتناء اجهزة للحاسوب تطبق المستحدثات العلمية وهو ما نعرفه باسم التقنية الحديثة, وتلهث جميع المجتمعات لاحقة التطورات والمكتشفات العلمية والتكنولوجية للحاسب الالي، بل تتنافس فيما بينها تنافسا حادا للوصول الى قصب السبق في مجال الابتكارات والاختراعات فيه، فمن البريد الالكتروني (الانترنت) الى القرية الالكترونية العنكبوتية.
ومع انتشار اجهزة الحاسوب انتشارا مذهلا في بلادنا فاق كل التوقعات الا ان الامر لم يخل من مثالب اثيرت من قبل المفكرين والمهتمين عن هذه الاجهزة ومحتواها وعن القيم الثقافية الموجودة ببرامجها المستوردة ومدى توافقها مع معتقداتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وعن مدى تأثيرها في تنمية ثقافة اطفالنا.
وبعيدا عن الخوض في تفاصيل البرامج المستخدمة في الحاسوب والتي تبعث الحياة في اوصال هذه الالة الصماء فتبدو ككائن حي قادر على ان يتجاوب ويتكيف وينتج سواء برمجيات التشغيل او برمجيات ترجمة الاوامر والتعليمات او برمجيات التطبيق لاجراء العمليات والمهارات المختلفة، فإن البرمجيات التعليمية التي تعنى بتدريس الطالب محتوى تعليميا معينا هي ما يهمنا في هذا الموضوع وذلك ان كثيرا من الدراسات والابحاث التي اجريت حول التعليم بواسطة الكمبيوتر او بمساعدته اكدت على ان هذا النوع من التعلم يفوق التعلم بالطرق التقليدية الاخرى, ففي احدى التجارب على تلاميذ الصف الاول اجراها العالم (اتكنسون 1968) وجد ان التلاميذ يتدربون على القراءة لمدة عشرين دقيقة يوميا عن طريق الكمبيوتر بخلاف التلاميذ الذين يتدربون على القراءة عن طريق المطالعة المعتادة في كتبهم.
ولعل ذلك يجعلنا نتطرق الى اهمية هذا الجهاز في تدريب التلاميذ على حفظ القرآن الكريم وتلاوته بصورة سليمة فيما لو اوجدت لكتاب الله الجهات التي تتعهد برمجته على اقراص مرنة للحاسب الالي - غير ما نراه اليوم من اقراص تعتمد على التلاوة فقط - عن طريق تعليمه فمهما وصل المعلم او المعلمة للدرجة العالية من الاتقان في تدريس القرآن الكريم الا ان للكمبيوتر مميزات منها:
- انه لايبدو عليه ضجر او ملل مهما تكرر موضوع الدرس مرات عديدة ولا يتطرق اليه التعب او التقصير فيما يقدمه.
- الكمبيوتر لا يبدو عليه اي غضب مهما اخطأ المتعلم واخفق في فهم الدرس.
- شعور المتعلم بالحرية والارتياح اثناء تعامله مع الكمبيوتر وذلك لمعرفة أنه لا يحاسب ولا يصدر احكاما ضده.
- امكانية تقويم الوسائط التعليمية المستخدمة لانجاز ومساندة التعليم مثل الشرائح الفوتوغرافية والاشرطة السمعية والافلام الضوئية واساليب العرض باستخدام شاشة انبوبية الشعاع، الكاثود Tube Ceathodarg ولوحات اللمس وكشكول الرسوم التخطيطية والالات الكاتبة,, وغيرها.
وحيث ان تلاوة القرآن الكريم تعتمد على احكام التجويد فإن استخدام الكمبيوتر له دور كبير وفعال في تطوير تعليم هذه الاحكام وتحسين اداء القارىء ليس في جانب او حكم واحد من احكام التجويد ولكن في جميع احكامه التي يصعب ايجاد حدود بينها والتي تتداخل مع بعضها وتتسم بالتفاعل معا.
خصوصا انه يعطي اهتماما شخصيا لكل متعلم على حدة وبالتالي يعالج المشكلات الفردية التي لا تسمح الفصول المعتادة ولا الوقت المخصص في الخطة الدراسية لادائها كما انه لا يفوتني هنا ان انوه بأن ايجاد العديد من البرمجيات التعليمية في مجال القرآن الكريم يجب ان تحكمه ضوابط ومعايير معينة لان جميع ما يوجد حاليا من برمجيات للاطفال والناشئة يعتمد على الالعاب والتسلية - وان كانت تعليمية - حتى لا تنظر اجيالنا لهذا الكتاب المحكم في تنزيله (انه مجال للتسلية) وهذا يقع على عاتق جميع الجهات والمراكز التي تعنى بجميع الشؤون الخاصة بدراسة القرآن الكريم وحفظه, واجد ان وجود مسابقة مثل مسابقة الامير سلمان لحفظ القرآن الكريم فرصة لان تقوم وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد ممثلة بالامانة العامة القائمة على تنفيذ هذه المسابقة باعداد برمجيات على الحاسب الالي تتطابق في نوعيتها وتتوافق مع ضوابط هذه المسابقة ومستوياتها وفروعها من خلال التنسيق مع الجهات المسؤولة عن انتاج مثل هذه البرامج حتى لا نجد ان اسواقنا في يوم من الايام مليئة ومكدسة ببرمجيات لا تتعهد كتاب الله الكريم تعهدا يليق به او يتناسب مع قدسيته بل هدفها الربح في الدنيا او تستغل ضوابط هذه المسابقة للكسب المادي.
نسأل الله العفو والعافية من كل زلل,, انه نعم المولى والنصير.
* المشرفة المركزية بالإدارة العامة للإشراف التربوي بالرئاسة العامة لتعليم النبات
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
فروسية
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved