Saturday 13th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 25 ذو القعدة


الهمداني واختراع الأنساب والأخبار
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري

قال الهمداني: (وقالت الفرقة الخامسة: حجة من احتج ممن تقدمنا قوله بمعادّة الآباء سبب لا يوقف على حقيقته إذا صح، لأن اعمار الناس تختلف، وإنما هود عابر كما قيل في فالغ فالخ، وفي تاريخ آزر وفي يقطان قحطان بالسريانية والعبرية.
ولا يبعد أن يكون كما قال الاخرون نبياً ولم يرسل، لان الله قد نبأ بشراً من عباده، ولم يرسلهم ولم يذكرهم في كتابه.
ولا يبعد ان يكون ابراهيم في عصر من ذكروا، لأن بينه وبين وفاة نوح تسع مئة واثنتين واربعين سنة وسبعة أشهر وخمسة عشر يوماً، وبين ميلاده والطوفان ألفا وثلاثا وعشرين سنة.
وقد يمكن ان ننزل (1) من عدد الآباء بين ابراهيم وبين عابر مثلما نزل بين غيرهما,, فأما عصر ابراهيم عليه السلام وعصر سبأ فمتقارب جدا) (2) .
قال أبو عبدالرحمن: قاعدة أهل النسب ان يعطى كل فرد في سلسلة النسب جيلاً وهو ثلاثون عاماً.
فإذا قلت عن الملك عبدالعزيز المتوفى سنة 1373ه: عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل: كان معنا في السلسلة ثلاثة افراد بتسعين عاماً تطرح من 1370ه، فيكون الإمام فيصل من اعيان 1280ه، فاذا زدنا في السلسلة اسم والده الإمام تركي كان معنا ثلاثون عاما تطرح من 1280ه، فيكون تركي من اعيان العقد الخامس، وقد قتل رحمه الله آخر عام 1249ه.
وهذه القاعدة مطردة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي اعمارها بين 60 و70 عاماً,, ولكن كيف الوضع في الامم السابقة المعمرة؟,, لنفترض ان زيداً ولد عام 100ه، وكان عمره ثلاثمئة عام.
وله ولد اسمه سعد ولد عند بلوغ زيد الحلم، وكان عمر سعد ثلاثمائة عام.
ولسعد ولد اسمه محمد ولد عند بلوغ سعد الحلم وعمره ثلاثمئة عام، فستكون وفاة زيد سنة 400ه وسيكون مولد سعد سنة 130ه تقريبا وستكون وفاته سنة 430ه، وسيكون مولد محمد سنة 160ه تقريباً، وستكون وفاته سنة 460ه، فإذا قلنا: محمد بن سعد بن زيد صار معنا تسعون عاماً نسقطها من 460ه فيكون زيد من اعيان عام 370ه فهذا صحيح.
ثم لنفترض ان كل واحد منهم ولد له في آخر عمره، فيكون سعد ولد سنة 390ه فيكون موته سنة 690ه.
وولد محمد سنة 680ه فيكون موته سنة 980ه .
ثم نقول: محمد بن سعد بن زيد,, فنسقط تسعين عاماً، فيلزم ان يكون زيد من اعيان 890ه وليس الامر كذلك لأن زيداً مات سنة 400ه.
ولو أضفنا التسعين الى تاريخ مولد سعد، ولم نسقطها من تاريخ مولد محمد سنة 390ه: للزم ان يكون محمد من اعيان 480ه وليس الامر كذلك.
قال أبو عبدالرحمن: إذن تنخرم قاعدة النسابين في فرضين:
اولهما: ان يكون كل فرد في السلسلة معمراً.
وثانيهما: ان يكون كل فرد في السلسلة ولد آخر حياة أبيه.
وتنطبق القاعدة كلما كان مولد الابن خلال العقد الثالث من حياة ابيه، اذ ذلك هو المعتاد.
ويقل الانضباط كلما تأخر مولد الابن الى آخر حياة ابيه ثم تأخر مولد ابنه هو الى آخر حياته هو.
وتخلّف القاعدة في اعمار امة محمد صلى الله عليه وسلم يجعل القاعدة نسبية يزداد يقينها بجعل اربعة افراد للقرن الواحد اذا علم او افترض ان الابناء في السلسلة كانوا في اواخر اعمار آبائهم,, ووجه النسبية التي تكون يقينا بزيادة فرد في القرن ان المعتاد كون الولادة في العقد الثالث والرابع والخامس وندرة مجيىء كل ابناء السلسلة آخر اعمار آبائهم، فيحتاط بفرد في القرن يضيف ثلاثين عاما، لاحتمال الولادة في العقود الثلاثة التي لم تبين عليها القاعدة وهي الرابع والخامس والسادس.
وتحليل عدد من سلاسل النسب المعلوم تاريخ وفاة اعيانها يوضح ان القاعدة رجحانية مفيدة العلم.
قال ابو عبدالرحمن: وهذا التحرير من اجل بيان قاعدة النسابين بغض النظر عن حجية هذا السياق الذي يقصه الهمداني.
وعقد الهمداني بابا سماه (فرق بين قحطان وعدنان) جاء فيه: (اما الذين ذكروا ان قحطان من ولد اسماعيل فإنهم تعلقوا بظاهر حديث ابن ابي حدرد الاسلمي,, قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بناس من اسلم خزاعة وهم يتناضلون، فقال: ارموا بني اسماعيل، فإن اباكم كان رامياً,, ارموا وأنا مع ابن الأدرع فأمسك القوم بأيديهم، فقال: مالكم لا ترمون؟.
قالوا: أنرمي يا رسول الله وقد قلت: وانا مع ابن الادرع,, وقد علمت ان حزبك لا يغلب!؟ فقال: ارموا وأنا معكم كلكم.
معنى قول رسول الله: ارموا بني اسماعيل (وهم من الازد، ثم من قحطان): ان العرب قد اختلطت بالصهورية، فالقحطانية ابناء لإسماعيل بالأمهات، والنزارية ابناء القحطان بهن, كما نسب عيسى عليه السلام الى آباء امه (4) فقال: }ونوحا هدينا من قبل، ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصحالين{ (سورة الانعام/ 85).
ومن ذلك قول لوط: }هؤلاء بناتي هن أطهر لكم{ (سورة هود/ 78),, جاء في التفسير انه اراد نساء القرية ان يزوجهم بهن لا يرتكبوا الفاحشة (5) .
وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعتاب بن أسيد: اني مستخلفك على اهل الله,, يعني اهل مكة.
ومثله قول عبدالمطلب:
نحن آل الله في بلدته
لم يزل ذلك على عهد ابرهم
وليس بين الله وبين احد قرابة، وكذلك آل حاميهم (6) ، وكذلك قول الله عز وجل {ملة ابيكم إبراهيم{ لا يخرج منها احد من العرب، لأنه قد أولد الجميع بالرجال والنساء (7) ,, ومن ذلك قول حسان بن ثابت:
ورثنا من البهلول عمرو بن عامر
وحارثة الغطريف مجداً مؤثلا
مواريث من أبناء نبت بن مالك
ونبت بن اسماهيل إما تحولا (8)
وينشد لحسان:
فمن يك عنا معشر الأزد سائلاً
فإنا بنو الغوث بن نبت بن مالك
ابن زيد بن كهلان نما سبأ له
الى يشجب فوق النجوم الشوابك
ويعرب ينميه لقحطان ينتمي
لهود نبي الله فوق الحبائك
يمانون عاديون لم يلتبس بنا
مناسب شابت من ألى وأولئك (9)
وقال حسان ايضاً:
ونحن بنو الغوث بن نبت بن مالك
بن زيد بن كهلان وأهل المفاخر
فذكر نبت بن مالك، ولم يذكر نبت بن اسماعيل.
وقال علقمة بن ذي جدن، فعرض، ولم يصرح:
ونحن مقاول فزنا بملك
صميم إن والدنا صميم
فلسنا آخذين أبا بديلا
بوالدنا وان كرم الاروم
قال الهمداني: ومن الحجة الاكيدة في ذلك ما روي من جهات كثيرة من حديث فروة بن مسيك الغطيفي ثم المرادي,, قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فقاتل بقومك من أدبر بمن أقبل.
فلما ادبر قال: ردوه علي,, فلما اتاه قال: انه نزل القرآن بعدك,, قال:
ما هو يا رسول الله؟,, قال: }لقد كان لسبأ في مساكنهم (10) آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور{ (سورة سبأ/15).
فقال ناس من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما سبأ: أرض أو امرأة؟.
قال: لا ارض ولا امرأة، ولكنه رجل من العرب اولد عشرة أبطن، فتيامنت ستة، وتشاءمت أربعة.
قالوا: من هم يا رسول الله؟.
قال: أما الذين تيامنوا فكندة، ومذحج، والاشعرون، وحمير، وأنمار، والأسد.
وأما الذين تشاءموا: فجذام، ولخم، وعاملة، وغسان.
فقال قائل من العرب: يا رسول الله: فما خثعم وبجيلة؟.
قال: بطنان من أنمار (11) .
قال الهمداني: ومما يؤكد ذلك انا نجد في التاريخ الاصلي (12) : ان بين الطوفان (وهو يوم الجمعة) وبين مولد ابراهيم عليه السلام (وهو يوم السبت)من السنين ألفي سنة ما (13) ذكرناه.
وبين مولد ابراهيم وبناء سليمان مسجد بيت المقدس ألفا ومئة سنة واحدى واربعين سنة,وذلك في عصر بقليس بنت الهدهاد بن شرح بن شرحبيل بن الحارث الرائش بن آل شدد بن الملطاط بن عمرو بن ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوار بن عبدشمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن ايمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود (14) .
وبين بناء بيت المقدس واول يوم من ملك بخت نصر، (وهو الذي أخر به الكرة الاولى) مئتي سنة وثلاث وسبعين سنة وثمانية ايام.
وما بين ملك بخت نصر (وهو يوم الاربعاء) الى اول يوم من الطوفان ألفي سنة وثلاث مئة سنة وخمسين سنة وسبعة اشهر كاملة العدد، ثلاثة وعشرين يوما (15) .
وذلك في عصر عدنان بن أد، ويقال أدد، وعصر شعيب الذي أخذ بثأره بخت نصر، وهو شعيب بن مهدم بن ذي مهدم بن المقدم بن حضور بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة (وهو حمير الاصغر) بن سبأ الاصغر بن كعب بن سهيل بن زيد بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن ايمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ.
فليس يمكن ان يكون ما كان في عصر عدنان بن أدد مثل شعيب بن مهدم (وهو يعد من الآباء الى حمير دون نوح وعابر سبعة وعشرين أبا (16) من ذوي الاعمار الطويلة والاجسام (17) الكثيفة) من ولد ابراهيم عليه السلام لصلبه.
قال أبو عبدالرحمن: وجه هذا الاستبعاد ان ما بين الطوفان ومولد ابراهيم الخليل الفا سنة وان ما بين الطوفان وملك بختنصر ألفا سنة وثلاثمئة سنة وست وخمسون سنة 2356، وان ما بين الطوفان وبناء سليمان بيت المقدس 3141 سنة وعلى هذا فملك بختنصر قبل البناء بمدة 785 سنة فكيف يكون عدنان المعاصر لشعيب المعاصر لبختنصر في 2356 بعد الطوفان من ذرية ابراهيم عليه السلام وليس بين ابراهيم وبختنصر سوى 786 سنة في حين ان ما بين شعيب الى قحطان أجداد كثيرون ذوو أعمار طويلة وذلك يقتضي قرونا كثيرة أكثر من ثمانية قرون؟,, إذن ليس قحطان من ذرية ابراهيم ما دام الاجداد بين شعيب وقحطان تقتضي سنين أكثر من السنين بين شعيب وابراهيم.
قال أبو عبدالرحمن: ويلاحظ ان في سياق الهمداني وهما لا أعلم أهو تطبيع ام خلل في الاصل؟!!,,وخلاصة الوهم انه نص على ان ما بين الطوفان وملك بختنصر 2356 سنة، وذكر قبل ذلك ان بين الطوفان ومولد ابراهيم عليه السلام 2000 سنة، وان بين مولد ابراهيم وبناء بيت المقدس 1141 سنة، وان بين بناء البيت وملك بختنصر 273 سنة.
قال أبو عبدالرحمن: على هذا يكون ما بين الطوفان وملك بختنصر 3314 سنة لا مجرد 2356,.
والى لقاء.
(1) في الاصل: ان نزل,, والصواب ما اثبته او (انه نزل).
(2)الاكليل 1/87 - 102.
(3) هذا رأي الهيثم بن عدي، وهو قبل الهمداني.
(4) قال أبو عبدالرحمن: هذا ضرورة لأن عيسى عليه السلام خلق من غير أب.
(5) قال أبو عبدالرحمن: عرض عليهم لوط عليه السلام الزواج، ويحتمل انه اراد بناته هو، ويحتمل انه اراد نساء القرية,, واستدلال الهمداني انما هو في الاحتمال الاخير، ولا دليل له، لأن الشاهد في غير محل النزاع، وهو نسبة الابن الى ابي امه.
(6) قال أبو عبدالرحمن: كل هذه الشواهد في غير محل النزاع.
(7) قال أبو عبدالرحمن: هذا احتمال,, ويحتمل ان المراد ان العرب من ذرية اسماعيل وفي طليعتهم اهل مكة، لأن القرآن نزل عليهم وبلغتهم، والرسول صلى الله عليه وسلم منهم,, والحكم عام لغير العرب حسب القواعد الاصولية.
ويحتمل ان المراد عموم العرب عدنانيهم وقحطانيهم فالخطاب لهم لأنه بلغتهم والحكم لهم ولغيرهم، فيكون العرب كلهم حقيقة من ذريه ابراهيم عليه السلام,, وهذا الارجح.
(8) قال أبوعبدالرحمن: ونسب هذا الشعر الى جد حسان رضي الله عنه وليس فيه دليل على ما اراد الهمداني وانما اول الهمداني دلالته بغير دليل وقد استدل به ابو عمر ابن عبدالبر وغيره على ظاهر دلالته، وهو ان الولادة من جهة الآباء لا الامهات.
(9) قال أبو عبدالرحمن: هذا الشعر من اكاذيب الهمداني والذي في ديوان حسان غير ذلك ويأتي مزيد نقد في نص الدكتور جواد الطاهر.
(10) بالجمع قراءة صحيحة.
(11) قال أبو عبدالرحمن: هذا الخبر اورده المسعودي معاصر الهمداني كما سيأتي من نصه فلعل مصدرهما الهيثم بن عدي,, واورده ابن الكلبي فقال في نسب معد واليمن الكبير 1/132:
(حدثنا ابو جناب الكلبي: عن يحيى بن عروة بن هانىء المرادي: عن ابيه: عن فروة بن مسيك المرادي (رضي الله عنه) قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم,,) الحديث.
(12) قال أبوعبدالرحمن: اي شيء ذلك التاريخ الاصلي؟,, انه الاكاذيب التي يبتدعها الهمداني، او يلفقها بعناصر من المأثور بإضافة وتحوير، او ينقلها من اساطير من قبله!!
(13) قال أبو عبدالرحمن: هكذا في الاصل، وهي عبارة مضطربة غير مفهومة، ولعل الصواب: كما ذكرناه.
(14) قال أبو عبدالرحمن: هذا النسب في كتاب جمهرة انساب العرب لابن حزم ص 438 منذ الحارث هكذا: الحارث الرائش بن شدد بن الملطاط بن عمرو بن ابين بن ذي يقدم بن الصواز بن عبد شمس بن وائل,, الخ,, الا انه لم يذكر ايمن بن الهميسع مع انه ذكره ص 432 و 433 - فهو تطبيع او سقط من الاصل - وفي ص 439 - 437 ساق نسب بلقيس هكذا: بلقيس بنت ايلي اشرح بن ذي جدد بن ايلي اشرح بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ الاصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الغوث بن ايمن بن الهميسع بن حمير.
وعلق ابو محمد بقوله: وفي انسابهم اختلاف وتخليط وتقديم وتأخير ونقصان وزيادة, ولا يصح من كتب اخبار التبابعة وانسابهم إلا طرف يسير لاضطراب رواتهم وبعد العهد.
قال أبو عبدالرحمن: ولغرابة الاسماء ايضا على اهل الشمال ولكثرة الوضع والاساطير، ولضياع آداب لغتهم.
وقال الامام ابن جرير في تاريخه 1/489 عن بلقيس: (وهي فيما يقول اهل الانساب يلمقة بنت اليشرح.
ويقول بعضهم: ابنة ايلي شرح.
ويقول بعضهم: ابنة ذي شرح بن ذي جدن بن ايلي شرح بن الحارث بن قيس بن صيفي بين سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان).
(15) قال أبو عبدالرحمن: ما سلف من كلامه يناقض هذه النتيجة ويقتضي ان المدة بين الطوفان وملكه 3314 سنة ويأتي بيان ذلك ان شاء الله.
(16) قال أبو عبدالرحمن: يعني عدد ما بين شعيب وحمير الاكبر بن سبأ من الآباء.
(17) قال ابو عبدالرحمن: كثافة الاجسام لا اثر لها في اعداد السنين ها هنا.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
جائزة الامير سلمان
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved