Saturday 13th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 25 ذو القعدة


هنيئاً لك هذا الخير,, يا سلمان الخير

لقد اختار الله هذه الامة امة محمد - صلى الله عليه وسلم- وميزها، وكتب لها الخيرية المطلقة على غيرها من الامم، وتواردت النصوص في بيان جوانب هذه الخيرية:كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .
ثم اختار الله من هذه الامة اناساً، وميزهم، وكتب لهم الخيرية على غيرهم، لصفات اكتسبوها، واعمال جليلة بذلوها، فأصبحوا من خيار الاخيار، ونجباء الابرار.
ومن اعظم الصفات المؤهلة لذلك الاصطفاء خيرية القرآن الكريم: خدمة له، وعناية به، وحفظاً لحقه، تعلماً وتعليماً، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حديث عثمان- رضي الله عنه- المخرج في الصحيح: خيركم من تعلم القرآن وعلمه فالصحابة خيار الامة، وخيارهم من تعلم القرآن، وعلمه، والامة، خيار الامم وخيرها من تعلم القرآن وعلمه، قال ابو عبدالرحمن السلمي - احد رواة الحديث-: فذلك- اي الحديث- الذي اقعدني مقعدي هذا، وكان جلس اربعين سنة يُقرىء القرآن، والنصوص في بيان فضل تعلم كتاب الله، وتعليمه، وخدمته، وتحكيمه كثيرة جداً.
ان ذلك الفضل، وتلك المنزلة نابعة من فضل القرآن نفسه ومنزلته، وهو فضل لم يبلغه غيره، ولا غرو فهو كلام رب العالمين المنزل على سيد المرسلين، ليصلح الخلق ويسعدهم، ويخرجهم من الظلمات الى النور، ومن الضلالة الى الهدى، ومن الحيرة الى اليقين، ومن النار الى الجنة، وهو مصدر التشريع مع السنة، عنوان مجد امة الاسلام، ورمز خلودها وبقائها، ومدد استمرارها ورقيها، وآية عزها وريادتها.
ان كل من بذل جهده ووقته وماله في خدمة كتاب الله تعلماً، او تعليماً، فهو داخل في هذه الخيرية، بيد انها خيرية تتمايز، فتزيد خيرية المرء كلما زاد بذلاً وعطاء في خدمة هذا الكتاب العظيم، فالمعلم اعظم اجراً من المتعلم، لانه يحصل على اجر التعليم، واجر المتعلم معاً، فأجر التعليم يأخذه بنص الحديث السابق، ويأخذ مثل اجر المتعلم لقوله - صلى الله عليه وسلم:-من دل على خير فله مثل اجر فاعله وقوله -صلى الله عليه وسلم- :من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئاً رواهما مسلم.
ثم ان الراعي لمعلم القرآن اعظم اجراً من المعلم والمتعلم، لانه سبب وجود هذا المعلم وعمله، فينال مثل اجره، ويزيد عليه اجر الرعاية.
لقد تسابق اهل هذه البلاد المملكة العربية السعودية حكومة، وامراء، ومسؤولين، ورجال اعمال في هذا الخير، وقدموا اسهامات كبيرة جليلة من اجل تعلمه وتعليمه، وحفظ ناشئة الامة له، واتقانهم لقراءته، ومعرفة معانيه، والعمل به.
ان تلك الخدمة جاءت عظيمة في حجمها، كثيرة في تنوعها، ولا نجاوز الحقيقة اذا قلنا: ان كتاب الله لم يخدم بمثل هذا الحجم والتنوع كالذي نراه اليوم في المملكة العربية السعودية، وذلك من ضمن ميزات ميزتها على دول العالم الاسلامي الحاضر، فأهلتها ان تكون دولة الاسلام في هذا الزمان الحاملة لرايته، العاملة له، الذابة عن حياضه.
وان من الرجال المميزين الذين شرفهم الله بخدمة كتابه الكريم رجل الخير والفضل، سلمان بن عبدالعزيز الذي عرف عنه حرصه الشديد، وبذله الكثير في ذلك، وكان من اجل ذلك بادرته المميزة باقامة مسابقة في القرآن الكريم لابناء المملكة على جائزة سخية من سموه الكريم، يتنافس عليها حفاظ كتاب الله تعالى.
ان اقامة هذه المسابقات، ورصد الجوائز القيمة لها من اعظم ابواب تشجيع ناشئة الامة على تعلم كتاب الله، وحفظه، وضبطه.
ومن هنا فاننا نحتسب على الله -جل وعلا- ان يكون سلمان بن عبدالعزيز قد نال حظاً وافراً من خيرية القرآن الكريم، لما بذله، ويبذله لكتاب الله، اننا نحتسب على الله تعالى ان ينال سلمان بن عبدالعزيز بهذا البذل، وتلك الرعاية مثل اجور آلاف من الطلاب والطالبات المتعلمين لكتاب الله، ومثل اجور مئات من المعلمين والمعلمات كتاب الله، ومثل اجور مئات من العاملين في ترتيب هذه المسابقة، وتنظيمها فيكون قد حاز قصب السبق، وخير الخير، وغاية الفضل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون .
فهنيئا لك هذا الخير,, يا سلمان الخير.
* مدير مكتب معالي وزير الشؤون الإسلامية للدراسات والبرامج
د,محمد بن عبدالمحسن التركي *

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
جائزة الامير سلمان
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved