بسم الله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والحمد لله الذي أنزل القرآن على عبده والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حق جهاده.
وبعد: فعندما طلب إلي الأخ الأستاذ سلمان بن محمد العمري توجيه كلمة للآباء والأبناء لاستثمار مناسبة تخصيص جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لحث المزيد على حفظ القرآن الكريم وتعلمه.
رجعت بذاكرتي إلى الماضي القريب عندما أكرمنا المولى جل شأنه بحفظ القرآن بتلك الوسائل القديمة مثل لوح الخشب المطلي بالمضر، وقلم البوص وليقة الحبر الأسود.
أقول تذكرت ذلك وقارنت بين أيامنا وأيام أبنائنا من حيث الامكانيات ووسائل التعليم والتوضيح والمعلمين وحوافز التعليم التي هيأتها الدولة علىأعلى المستويات في جميع مجالات العلم ومراحله.
وأولت الدولة - رعاها الله - بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وعناية ومتابعة سمو ولي عهده البار الأمين اهتماماً خاصاً بحفظ كتاب الله وعلومه، فأنشأت له المدارس والمعاهد واختارت لذلك خيرة العلماء والمدرسين وطلاب العلم وقدمت الكثير من الحوافز والجوائز في هذا المجال.
وتلك من نعم الله الكثيرة على هذا البلد وأهله.
وأجدها فرصة طيبة أهيب من خلالها بجميع الآباء أن يحرصوا كل الحرص على توجيه أبنائهم لحفظ القرآن الكريم واستغلال العطل الدراسية وأوقات الفراغ خلال الدراسة مع المتابعة الدائمة في جميع المراحل.
وقد جاء في كتاب الله الكريم من الآيات ما يحث على تلاوة القرآن وترتيله وتجويده والعمل بما جاء فيه ومنها:
1- وان أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فقل إنما أنا من المنذرين (الآية 92 من سورة النمل).
2- ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (الآية 17 من سورة القمر).
3- أوزد عليه ورتل القرآن ترتيلا (الآية 4 من سورة المزمل).
4- فاقرؤوا ما تيسر من القرآن (الآية 20 من سورة المزمل).
5- أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (الآية 78 من سورة الإسراء).
وفي الحديث الشريف : خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
هذا كما أن لوالدي من يحفظ القرآن ذكوراً وإناثاً فضلاً كبيراً عن الله وأجراً عظيماً يقول الإمام الشاطبي رحمه الله يخاطب حافظ القرآن
هنيئاً مريئاً والداك عليهما ملابس أنوار من التاج والحلا فما ظنكم بالنجل عند جزائه أولئك أهل الله والصفوة الملا أولي البر والإحسان والصبر والتقى حلاهم بها جاء القرآن مفصلا |
ولاشك أن تخصيص جائزة باسم صاحب السموالملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لأفضل حافظ للقرآن الكريم في كل منطقة تقدم خلال افتتاح المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره بعناية وتنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي دأبت على دعم وتشجيع أجيالنا على حفظ كتاب الله سيكون حافزاً جديداً على السبق في هذا المجال الإسلامي العظيم.
ولا يفوتني هنا أن أنوه بالجهود المتواصلة الخيرة التي يبذلها معالي الوزير الدكتور عبدالله التركي وزملاؤه الكرام وأسأل الله لمعاليه دوام التوفيق على طريق الخير والرشاد.
جعل الله القرآن الكريم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء أحزاننا وجعلنا ممن يلقاهم في قبورهم سناً متهللاً.
وفق الله أجيالنا للسبق في هذا المضمار القرآني العظيم، وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
المستشار بالديوان الملكي
علي بن حسن الشاعر