إن نعم الله علينا لا تعد,, وفضله لايحد,, ان منها ماوهبه الله لهذه البلاد من ولاة أمر,, يحكمون بشرعه,, ويمتثلون أمره,, ويتسابقون في خدمة كتابه,, ويتسارعون لرعاية بيوته في أرضه,, وتلك نعمة لايجحدها ، ولا ينكرها إلا من كان في قلبه مرض من مكابر أو معاند.
فكتاب الله في هذه الارض الطيبة,, يحظى باهتمام فائق من ولاة الأمر أمرنا حتى صار ذلك غاية اهتمامهم,, وصفة من صفاتهم,, فها هو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة اصبح منارة في العالم كله حتى وصل هذا المصحف الشريف بفضل الله, ثم بفضل هذا المجمع الى أطراف الدنيا، واصقاع المعمورة، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين على هذا الصنيع العظيم عظيم الجزاء.
ولم تقتصر خدمة كتاب الله على طباعته فحسب، بل اهتم ولاة الامر بنشره وتعليمه في كل رقعة ومكان, فهاهي مدارس تعليمه، وجمعيات تحفيظه المنتشرة في هذه البلاد تلقى كل دعم معنوي ومادي وشخصي من ولاة أمرنا جميعا.
وهؤلاء حفظته، وحملته يلقون من ولاة أمرنا كل دعم وتشجيع وتنشيط، ولا ادل على ذلك من اننا الآن نحتفل بهذه الجائزة الكبيرة التي خصصها صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - لابنائه حفظة وحافظات كتاب الله تشجيعاً، وحثاً لهم على التعلق بكتاب ربهم، والتنافس في حفظه وتعلمه,, وما ذاك إلا لأن أميرنا المحبوب النشط الفطن يدرك بثاقب نظره وعمق فكره ان كتاب الله، والتعلق به هو الحصن الحصين، وهو السياج الواقي - بإذن الله - لأبناء وبنات المسلمين من كل عوج وشطط وزيغ وضلال في زمن تتقاذفنا فيه امواج الفتن ومظلات الهوى ونوازغ الشيطان، ولا نجاة من ذلك كله إلا بالعودة الى كتاب الله والتمسك به، والتأدب بآدابه، والتخلق بأخلاقه.
فجزى الله الأمير سلمان بن عبد العزيز عظيم الجزاء على هذه الجائزة العظيمة التي سوف يكون لها - بإذن الله - الاثر البالغ والثمار الطيبة والنتائج المرجوة.
كما لاتنسى الدور الريادي الذي تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، حيث انها الجهة المشرفة على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة متمثلة في معالي الوزير الشيح الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الذي يتابع شخصيا بكل عناية واهتمام نشاط تلك الجمعيات، ويقوم برعاية بالغة لها، وكذلك معالي نائبه الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وفقهما الله بكل خير، وأجزل لهما الأجر والمثوبة.
كما نسأله - سبحانه - ان يرزقنا جميعاً التمسك بكتابه، والعمل به، وان يذكرنا منه مانسينا، وان يعلمنا منه ماجهلنا، وان يهدينا به سراطه المستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
مدير الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد ومدير جمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة الحريق
سعود بن ناصر رشيد الكثيري