الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته، وسار على نهجه الى يوم الدين.
اما بعد:
فانه من فضل الله - عز وجل- على هذه البلاد العزيزة انها منذ توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله- بنيت على اساس متين، هو عقيدة التوحيد، وجعلت شعارها لا اله الا الله محمد رسول الله ، واتخذت كتاب الله - عز وجل- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- دستوراً لها، واحتكمت في جميع امورها الى شريعة الاسلام، فنصرها الله -عز وجل- واعلى من مكانتها، وانعم عليها بالامن والخيرات.
وان هذه النعمة العظيمة التي افاءها الله على بلادنا -وهي نعمة الاسلام- من اجل النعم واعظمها، التي تتمسك بها حكومة خادم الحرمين الشريفين- وفقه الله ونصره- وتبذل من اجل الحفاظ عليها الجهود والاموال.
ولقد تجلى ذلك -ايضاً- وتأكد فيما تضمنه نظام الحكم في مادته الاولى التي نصت على ان المملكة العربية السعودية ، دولة عربية اسلامية ذات سيادة تامة دينها الاسلام، ودستورها كتاب الله تعالى، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولغتها هي اللغة العربية.
كما نصت المادة السابعة على ذلك:يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله، وهما الحكمان على هذا النظام، وجميع انظمة الدولة .
وجعل هذا النظام الغاية من التعليم، وتربية الاجيال التأكيد على هذه المزية التي تشرفت بها المملكة، فجاء في المادة الثالثة عشرة ان التعليم يهدف الى غرس العقيدة الاسلامية في نفوس النشء .
ولقد تجلى ذلك عمليا، بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله ونصره- من خدمة للاسلام والمسلمين، وحفاظ على كل ما يمت الى الاسلام بصلة، ورعاية للنشء في التعليم، وانشاء المعاهد والمدارس والكليات لتعليم البنين والبنات، وتأهيلهم بالعلوم الشرعية، واقامة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في جميع مناطق المملكة، ورعاية ابنائنا وبناتنا الذين يقبلون على تلاوة كتاب الله العظيم، وحفظه وتشجيعهم، وتقديم المعونات والجوائز لهم، بل تعدى ذلك الى اقامة المسابقة العالمية لحفظ كتاب الله- عز وجل- في كل سنة، واستضافة المتسابقين من جميع الاقطار الاسلامية، ورعايتهم، واكرامهم، وتقديم الجوائز لهم، خدمة لكتاب الله -عز وجل-وقياما بواجب الدعوة الى الله -عز وجل- واعزازاً لهذا الدين الذي اكرمنا الله -سبحانه وتعالى- بحمله، وطلبا للمثوبة والاجر من الله، عز وجل.
ان خدمة كتاب الله -عز وجل- تحظى باهتمام كبير في هذه البلاد العزيزة التي اكرمها الله- سبحانه وتعالى- بخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية المشاعر المقدسة، وهي خدمة جليلة تعتز بها بلادنا، وتحرص عليها، وسنة حميدة سار عليها ولاة الامر منذ تأسيس المملكة على يد القائد البطل الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- واكمل مسيرتها ابناؤه البررة حتى هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وفقه الله ونصره- وسمو ولي عهده الامين، وسمو النائب الثاني -حفظهم الله جميعاً- واجزل لهم الاجر والمثوبة.
وتأتي جائزة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض -وفقه الله لكل خير- لافضل حافظ وحافظة للقرآن الكريم في كل منطقة تأكيدا لهذا النهج الاسلامي الاصيل، والرعاية المستمرة لحفظة كتاب الله - عز وجل- فجزاه الله خيراً على ما قدمه، ويقدمه لهذه المنطقة - الرياض- ولجميع مناطق المملكة من خدمات جليلة في شتى الامور التي تعود بالنفع على بلادنا، وعلى ابنائها الكرام، وجعل ذلك في ميزان حسناته.
وان هذه المسابقات التي تقيمها سنوياً -في شتى المناطق- وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لحفظ كتاب الله، وتلاوته، ومدارسته، ستعود بالنفع على بلادنا وابنائنا وبناتنا، وستربي اجيالاً من حفظة كتاب الله العزيز الذي قال الله تعالى فيهم: ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور رحيم سورة فاطر 29 ، فهي التجارة الرابحة، والاجر الجزيل، الغفران والرحمة من الله -عز وجل- ان شاء الله، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هؤلاء الذين يتعهدون القرآن، ويحرصون عليه لا حسد الا في اثنين: رجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه في آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار البخاري ومسلم ، ويقول خيركم من تعلم القرآن وعلمه البخاري ، فهو من الاعمال الصالحة التي يحرص عليها كل مسلم، وهذا ما رأيناه في منهج وزارة الشؤون الاسلامية، التي تقيم هذه الاحتفالات، وتشجع حفظة كتاب الله - عز وجل-، وتفتح الجمعيات لتحفيظ كتاب في شتى مدن المملكة، قياما بواجب الدعوة الى الله، وتنفيذاً لسياسة حكومتنا الرشيدة، وتوجيهاتها السديدة في رعاية كتاب الله-عز وجل- ورعاية حفظته، فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء.
وان من واجبنا نحو ابنائنا وبناتنا ان نحرص على تنشئتهم التنشئة الصالحة، وتربيتهم على آداب الاسلام، فنشجعهم على حفظ كتاب الله -عز وجل- ومدارسته في هذه المراكز التي ترعاها حكومتنا الرشيدة ، وان ندعم -ماديا ومعنويا- هذه المراكز، لاتاحة الفرص لابنائنا وبناتنا للانخراط فيها، والاستفادة مما تقدمه لهم من علوم وآداب ورعاية، وان نشجعهم على المداومة والحفظ والتحلي باخلاق القرآن الكريم، وكسب مرضاة الله -عز وجل- ونيل ثواب القراء والحفاظ والمتعلمين، لان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشر هؤلاء فيقول: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر امثالها وفي رواية لا اقول ألم حرف، بل الف حرف، ولام حرف وميم حرف .
فهنيئا لهؤلاء الذين هداهم الله- عز وجل- واكرمهم بحفظ كتابه الكريم، والتحلي باخلاقه الحميدة، وتطبيق احكامه السديدة.
وجزى الله عنا حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -وفقه الله ونصره- وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني، التي يسرت لابناء هذه البلاد سبل التعليم، وسبل حفظ كتاب الله، عز وجل.
وجزى الله صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض، الذي رعى، ويرعى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ويقدم لها الكثير من الدعم والتشجيع والبذل السخي، وجعل الله ثواب ذلك في ميزان حسناته.
وبارك الله بجهود وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، وعلى رأسها معالي الوزير الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، والعاملون معه، الذين يحرصون على نجاح هذه الجمعيات، ويقدمون لها الجهد والمتابعة والرعاية المستمرة، وجزاهم الله عنا خير الجزاء.
وجزى الله كل من يقدم العون والتشجيع لهذه الجمعيات، ويحرص على حفظ كتاب الله -عز وجل- ومدارسته.
واسأل الله تعالى ان يديم على هذه البلاد نعمة الامن والرخاء والاستقرار، في ظل الرعاية السديدة لحكومة خادم الحرمين الشريفين.
والحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات,
الرئيس العام لتعليم البنات
د,علي بن مرشد المرشد