Saturday 13th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 25 ذو القعدة


رأي الجزيرة
موقفا إسرائيل وأمريكا من الدولة الفلسطينية

قرر مجلس الشيوخ الأمريكي دعوة الرئيس بيل كلينتون وادارته الى معارضة أي إعلان من جانب واحد للدولة الفلسطينية,, وطالب القرار الذي اجازه (98) صوتا مقابل صوت واحد معارض، طالب الرئيس كلينتون بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية اذا أعلنت بدون موافقة اسرائيل,!
وبالرغم من ان قرار الكونغرس الامريكي ليس له ثقل القانون النافذ، إلا أنه من غير المعروف ما اذا كان الرئيس كلينتون سوف يعمل به عند لقائه بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في البيت الابيض يوم 23/ مارس الحالي.
والمعروف ان مجلس النواب الامريكي سوف يصوت على قرار مماثل لقرار مجلس الشيوخ هذا الاسبوع اذ قال السيناتور سام براونباك وهو جمهوري ان (مجرد اعلان الفلسطينيين لدولتهم من جانب واحد امر مرفوض لأنه يقوض الثقة في التزامهم بعملية السلام)!!
والمؤكد ان هذا الموقف العدائي السافر لاعلان الدولة الفلسطينية ينمُّ بوضوح شديد عن انحياز امريكي تام للجانب الاسرائيلي في العملية السلمية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل.
وهذا الانحياز يشكل خطأً استراتيجياً خطيراً في السياسة الامريكية الشرق أوسطية، ويهز بقوة الثقة العربية عموما والفلسطينية خصوصا في الرعاية الامريكية لعملية السلام بين العرب واسرائيل.
فقرار الكونغرس الامريكي مضافا اليه انحياز السياسة الامريكية يشذان شذوذا لا غموض فيه عن ارادة المجتمع الدولي الذي تمثل الامم المتحدة مرجعيته، حيث اصدرت قرارات لا تحصى بشأن التأكيد على شرعية حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني بدءا بقرار تقسيم فلسطين عام 1947م، رقم (181) الذي اصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضي بتقسيم فلسطين الى دولتين: يهودية هي اسرائيل التي اعلنت في 15 مايو 1948م، وفلسطينية يعتزم الفلسطينيون اعلانها، في الرابع من مايو 1999م، وانتهاءً باتفاقات اوسلو التي حددت الفترة الانتقالية بخمس سنوات تنتهي يوم 4 مايو 1999م واتفاق واي ريفر الذي حدد الابعاد الجغرافية لمساحة الدولة الفلسطينية وبالتالي الاعتراف الضمني بهذه الدولة الأمر الذي يعني - بالضرورة - وجوب تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194) القاضي بحق عودة اللاجئين والمشردين الفلسطينيين الى ديارهم واستعادة ممتلكاتهم التي صادرتها الدولة اليهودية اسرائيل.
ان رفض اسرائيل لاعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد يعني ان اسرائيل لا تريد اصلا قيام هذه الدولة وانها لن توافق على إشعار فلسطين لها بإعلان قيامها في الرابع من مايو او في اي موعد لاحق يقرره اصحاب الشأن: الفلسطينيون.
كما ان قرار الكونغرس الامريكي يظاهر الموقف الاسرائيلي بما يعني ان السياسة الامريكية سوف لن تؤيد قيام الدولة الفلسطينية وربما اتخذت الادارة الامريكية تحت ضغط الكونغرس قرارا بتوقيع عقوبات سياسية واقتصادية على السلطة الفلسطينية,وما لم يحزم الفلسطينيون امرهم وما لم يتوحد الموقف العربي لمناصرتهم حين اعلان دولتهم المستقلة فإن هذه الدولة لن تعلن ولن تقوم أبداً ,, ولن تكون السلطة الفلسطينية أكثر من مجرد ادارة ذاتية لأراضٍ تحتلها اسرائيل او ربما تملكها بالضم الذي يمليه منطق القوة بحيث يخضع سكانها الفلسطينيون لسياسات وادارة حكومة اسرائيل.
الجزيرة
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
جائزة الامير سلمان
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved