* بيروت - الوكالات
عبر وزير الاعلام اللبناني أنور الخليل عن أمل بلاده في ان يكون التوجه الامريكي نحو تحريك المسارين السوري واللبناني في المفاوضات مع اسرائيل توجها جادا,, وان يتواصل قبل وبعد الانتخابات الاسرائيلية على السواء.
وكان وزير الاعلام اللبناني يعلق بذلك على بدء الجولة الجديدة لمساعد وزيرة الخارجية الامريكية مارتن انديك بالمنطقة التي يبدأها غدا الاحد والتي اعلنت الولايات المتحدة انها ستشمل اجراء محادثات امكانية احياء المفاوضات على المسارين السوري واللبناني.
وقال الخليل في تصريح لمراسل وكالة انباء الشرق الأوسط في بيروت,, معلقا على ظاهرة التنافس بين المرشحين الاسرائيليين في معركة الانتخابات الجارية حاليا حول الانسحاب من جنوب لبنان وتحريك المسارين اللبناني والسوري,, ان اسرائيل تواجه حتما ضغوطا داخلية كبيرة نتيجة لما تحققه المقاومة اللبنانية من انتصارات في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان.
وأضاف انه من الطبيعي ان تسبب هذه الضغوط ارتباكا سياسيا على صعيد المواقف المترددة داخل اسرائيل.
ووصف الخليل ما يجري في اسرائيل حول الانسحاب من الجنوب والبقاع الغربي بأنه مزايدات وقال ان اسرائيل لم تعودنا في السابق بأن تكون هذه المؤشرات حقيقية لاننا إذا اردنا ان ننظر الى حقيقة العلاقة العدوانية بين اسرائيل ولبنان نجد ان كلاما متشابها صدر مرارا عن مسئولين اسرائيليين في اتجاه الانسحاب من لبنان ولم يتحقق منه شيء.
وأوضح الوزير اللبناني ان هذا الامر يرجع الى ان المسئولين الاسرائيليين لايريدون ان يتعاملوا مع ملف السلام بشمولية كاملة وان هناك بالونات اختبار تطلق بين فترة وأخرى لتحاول اسرائيل من خلالها ان تجس نبض ردود الفعل اللبنانية والسورية باتجاه هذه المحاولات.
واعرب وزير الاعلام اللبناني عن اعتقاده بأن كل المبادرات الاسرائيلية في هذا الشأن تصب في خانة التسابق الاسرائيلي على نتائج الانتخابات انطلاقا من شعور واضح بأن المجتمع الاسرائيلي بدأ يشعر باحباط كبير بأن ما وعد به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما تسلم السلطة من توفير الامن لاسرائيل لم يتحقق اطلاقا بل على العكس فإن نشاط المقاومة اللبنانية منع اسرائيل من ان تحقق شيئا من هذا الكلام,, وبذلك فإن نتنياهو لم يستكمل شوط المباحثات في ملف السلام الشامل ولم يتمكن من ارساء الامن الذي وعد به الاسرائيليين.
ومن جانبه,, قال الدكتور علي الخليل رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان اللبناني والذي تولى عدة مناصب وزارية في الحكومات اللبنانية السابقة,, انه لا يعول كثيرا على جولة مساعد وزيرة الخارجية الامريكية مارتن انديك للمنطقة من اجل تحريك عملية السلام على المسارين اللبناني والسوري.
ووصف ما يجري حاليا من طروحات داخل اسرائيل بشأن لبنان بأنه عبارة عن مناورة لكسب اصوات الناخبين الاسرائيليين.
وأكد الخليل في تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط ان لبنان يعتمد على نضال المقاومة وعلى صمود اهله وشعبه في مناطق المواجهات ويتمسك بمبادئ الشرعية الدولية وبمبادئ مؤتمر مدريد التي تقوم على مبدأ الارض مقابل السلام وكذلك تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولية 425 و442 و338.
وحدد المسئول اللبناني مواقف بلاده من قضية السلام في عدد من المبادئ هي ضرورة تلازم المسارين السوري واللبناني لمواجهة العدوان الاسرئيلي,, والعودة الى طاولة المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها والتي توصلت إلى التزام اسرائيل بالانسحاب من الاراضي العربية المحتلة وتحديدا من الجنوب والبقاع الغربي ومن الجولان الى الحدود التي كانت قائمة في الرابع من يونيو عام 1967م.
واضاف الخليل ان السياسة الاسرائيلية تنتهج منهجا معاكسا لهذا التوجه,, مشيرا إلى ان نتنياهو يقول ان الامن مقابل السلام بدلا من الارض مقابل السلام وهو بذلك يسعى لاجهاض عملية السلام,, كما تسعى اسرائيل الى تعديل تفاهم ابريل بهدف الغاء هذا التفاهم.
ووصف الخليل ما يجري حاليا بأنه عبارة عن مناورة اسرائيلية لكسب اصوات الناخبين الاسرائيليين وبأنه لا يوجد شيء جدي يمكن ان يطرح من قبل اسرائيل قبل 17 مايو القادم.
وحول سبب الغاء زيارة انديك للبنان,, قال اننا لا نرى اي مبرر على الاطلاق لالغاء هذه الزيارة وخاصة في هذا الوقت بالذات نظرا لما يجري على الحدود اللبنانية من تصعيد وعدوان مستمر على الاراضي اللبنانية.
واضاف انه كان الافضل ان تتم هذه الزيارة ليسمع المسئول الامريكي الموقف اللبناني الواضح الذي يؤكد على الانسحاب دون قيد او شرط ودون حاجة إلى مفاوضات مباشرة او غير مباشرة ورفض اية ترتيبات امنية او شروط ترتبط بالانسحاب.