ماذا لو أعلنت شركة الاتصالات عن عزمها على رفع رسوم الاشتراكات في الخدمة واجور الاتصالات بشكل عام, مع الابقاء على مستوى خدمة ممتاز وغير متقطع؟ طبعاً سيرفض الكثيرون إن تيسر لهم أن يعلنوا رفضهم ومع علمي ان هذا الاعلان لن يحدث الا في ظروف اسأل الله ألا نراها، الا ان الذي يحدث الآن هو شبيه بهذا الاجراء، ولكن بشكل مختلف, فالذي يحدث ان الشركة وفقها الله لم تتوقف عن تحميل شبكة الجوال ما لا تطيق فهي تواصل صرف الشرائح بشكل يتجاوز قدرة الشبكة الحقيقية.
والواقع الملموس يؤكد اننا وقعنا ضحية جهلنا بما يدور في كواليس الشركة, الجوالات لا تعمل بشكل يتناسب مع المبالغ المدفوعة رسوماً وأجوراً، والمسؤولون يهدئوننا بتصريحاتهم المتكررة، ويعِدوننا بزوال جميع المنغصات الاتصالية في المستقبل القريب، ومع كل هذا فالحال تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والشركة مستمرة في استقبال المشتركين مهما كان عددهم، غير آخذة في الاعتبار مدى امكانية تحمل الشبكة التي اصبحت تئن وتنقطع بشكل متواصل حتى بعد منتصف الليل او خلال ايام نهاية الاسبوع.
وعندما نحاول فهم ما يحدث نجد ان الشركة هي المستفيد الأول والوحيد من كل هذا، فكل شريحة معناها دخل ثابت مقداره ريالان في اليوم اي (730 ريالاً) في العام عن كل جهاز جوال تضاف الى مبلغ رسم الاشتراك البالغ 3500 ريال يدفعها المشترك نظير تقديم الخدمة له، بينما لا ينقص من هذا المبلغ شيء حتى ولو تعثرت مكالمات المشترك او انقطعت المكالمة عنه اثناء اجرائه لها,,! ولو اقفل المشترك جهازه لشهر او شهرين بسبب سفر مثلاً أو خرج من نطاق الخدمة لمدة طويلة فهو يبقى مطالباً بدفع ذلك الرسم مقابل (لا شيء) ولو انقطع الاتصال ليوم او يومين كما حدث في الرياض قبل اشهر فان الشركة لا تخسر شيئاً والمشترك ايضا ملزم بدفع الرسم كما لو انه مستمر في التمتع بالخدمة الممتازة التي يتمتع بها مشتركون في بلاد اخرى يدفعون رسوماً اقل بكثير مما ندفع، بل ولديهم امكانية تعليق اشتراكاتهم لفترات مختلفة عندما يضطرون للسفر مثلاً, وفوق ذلك كله تقدم لهم اجهزة بسعر شبه مجاني,,!.
يا شركتنا العزيزة: لا نريد كل هذه المميزات, بل نريد خدمة ممتازة سلسة نجدها حينما نريدها، وفي المقابل حلال عليك ما قدرتِ من مال مقابل هذه الخدمة الحيوية.
ومن غير ان ابالغ في القول، فقد عشت بنفسي تجربة مع الجوال لا اقول رواها لي غيري، وذلك انني لم اتمكن من اجراء اتصال عبر الجوال منذ اكثر من ثلاثة اشهر فتنجح المحاولة من اول مرة، من غير ان اقابل واحدة من المنغصات التي تتكرر دائماً كأن تكون الشبكة مشغولة او ان يكون الرقم المطلوب غير موجود في الخدمة بسبب وجوده في منطقة شبكتها مضغوطة، حيث عندما ينجح الاتصال بمن اريد بعد عدة محاولات يؤكد لي بأن جهازه يعمل ولكن الشبكة ضعيفة وحملت ما لا تطيق.
دعوة صادقة الى الاخوة في شركة الاتصالات بأن يوقفوا مؤقتاً الاصدار المستمر للشرائح الجديدة على الاقل الى حين ان يستطيعوا تطوير شبكة الجوال لتتمكن من استيعاب تلك الاعداد الهائلة من الجوالات المصروفة وليتمكن الناس من الاستفادة حقيقة من هذه الخدمة وحتى تكون الأموال التي يأخذونها من المشتركين لقاء هذه الخدمة حلالاً، ومقابل خدمة حقيقية.
د, عبد الله بن عبد الرحمن آل وزرة