إن الشعر يكون مؤثراً بقدر المصداقية في الاحاسيس والمشاعر,, ويكون أقل تأثيراً عندما يصبح شعراً اجوف خالياً من المعنى والاحاسيس والمشاعر.
وهذه الانتقالية تسرنا كثيراً لان اللسان الشعبي يخطو نحو تعريب اللهجة المحلية خطاً وكتابة يحكمها النمو الثقافي, ولذلك اصبحت القصيدة العامية التي لاتنطلق إلا من عقول امية يكتبها طالب المرحلة الثانوية والجامعات والدراسات العليا,.
والشاعر/ علي بن عبدالله المفضي ذلك الوجه الذي تأثر بشاعر الفلك والحكمة محمد العبدالله القاضي، واعجب بشاعر الوجد والعفة/ عبدالله بن حمود بن سبيل وبهره شاعر العبارات الشعرية القوية نمر بن عدوان, فقد كتب القصيدة العربية,, وفقد الاستاذ الموجه ولهذا السبب اجبر على كتابة القصيدة الشعبية,, وبالذات القصيدة ذات الاسلوب الحضاري المضيء بثقافة العصر,, وهذا التوجه قاده سماعه لبيت من قصيدة يقول
ابو وجنة حمرا غشاها الهدب من فوق تكشف سناها من ورا طرقة الشيلة ومن بيوت قصائده قوله: اليوم تتركني من الهم مخنوق فاقد أمل ويني ووين العوافي وابحر مع اللوعه علىمركب البوق رابث حزني فوق شط القوافي وقوله في صورة شاعرية رائعة:- أقول انساك ياحلو التجني ولو نسيانك أصعب من وصالك والى جت تبتعد ذكراك عني وقف بدروب نسياني,, خيالك |
المتابع هنا لهذين البيتين سيجد ثمة فارقا، لأن المقطع الأول تغلب عليه سمة (التقليدية)، والمقطع الأخير سمته (رومانسية), والحكم على شاعرية هذا الشاعر لن يتسنى من مقطع او مقطعين وكذلك قصيدة او قصيدتين فلا بد لنا ان نرافقه بمشوار طويل لكي نميز لو ن غربة حرفه.
ولعل من يحاول ان يحكم على شاعريته ان يستعين بهذه المقطوعة التي يقول فيها
في صحاري حياتي يارياح الظروف لاتهبين اضيّع مابقي بالطريق اوقفي خلي عيوني لدربي تشوف كلّ حظ نساني من منامه يفيق لا تحدين عمري للعنا والحتوف يكفي اللي بقلبي من ندامة وضيق مابذل لي زماني غير سوء الكفوف لين صار السواد لدرب عمري رفيق وصرت بين الخلايق في شقايا معروف وين مارحت الا قي في طريقي مضيق والزمن في يديني صار صعب العسوف ماكسبت الرهان ولاسلمت الحريق |
بهذه المقطوعة حاول تجاوز الكلمة المبتذلة والأفكار السطحية التي اعتاد الشارع الشعبي ان يضمنها منهجه,.
وفي قصيدة اخرى يقول
انا اللي زرع بأرض الخيال الأماني انا اللي رسم حظه على الماء طريقه انا اللي شقاه اشهر وضحكه ثواني انا اللي سواد الليل دايم رفيقه انا عمر,, تايه في طريق المعاني انا روح في بحر المدامع غريقه متى تزهر آمالي وتملا,, كياني متى الهم يصبح ذكريات عتيقه واشوف الفرح لأرض السعادة دعاني وحظي صحا وأضوى بعمري بريقه واقول الشقا ولى وراح ونساني واعيش متهني مثل كل الخليقة |
إبراهيم محمد الجبر
ثرمداء