دنيس روس المبعوث الامريكي للشرق الأوسط، واحد من مجموعة كبار المسؤولين الامريكيين اليهود، مثله مثل رئيسته مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية، ووليم كوهين وزير الدفاع، وساندري بارجر مستشار الأمن القومي, فديانة دينس روس اليهودية كثيرا ما جعلت الفلسطينيين يشككون في مواقفه حيث يرون فيه انحيازا للجانب الإسرائيلي إلا ان الحقيقة هي توافق مواقفه مع المواقف الرسمية الامريكية التي هي في الأساس منحازة لاسرائيل وربما وجود آل جور نائب الرئيس الامريكي ووزيري الخارجية والدفاع ومستشار الأمن القومي اليهوديين جميعا ما عدا نائب الرئيس الذي يعتبر اكثر منهم منتميا فكريا وسياسيا لهذه المجموعة، يجعل من تلك السياسة منحازة أصلا لإسرائيل، إلا ان الذي يجب ألا يغيب عن بالنا وبال اخواننا الفلسطينيين ان أمريكا تعمل لمصلحة اسرائيل,, ثم لمصالحها,, وبعد ذلك اعطاء الآخرين بعضا من حقوقهم,, الآخرين ينطوي تحتها العرب والفلسطينيون وكل من ينصح أمريكا بأن تخفف انحيازها لاسرائيل.
والشيء الذي يجب ان نفهمه في العلاقة الامريكية الاسرائيلية هو ان هذه العلاقة ليست مرتبطة بالاشخاص أو بالحكومات، فاذا ما ساءت العلاقة بين الإدارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية كما حصل في عهد الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته جيمس بيكر ورئيس الحكومة الاسرائيلية اسحاق شامير وما يلاحظ هذه الأيام من بوادر سوء علاقة بين ادارة الرئيس كلنتون بما فيهم الوزراء والمستشارون الامريكيون اليهود ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو,.
اقول انه اذا ما ظهرت مثل هذه العلاقة السيئة بين الإدارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية أياً كان الاشخاص فليس معنى ذلك ان أمريكا تخلت عن انحيازها لاسرائيل وانها ستنصف الفلسطينيين او السوريين واللبنانيين او غيرهم بل ان الحقيقة ان الامريكيين يرون في تعنت وتطرف شامير سابقا ونتنياهو حاليا مضرا بالمصلحة الاسرائيلية، وان استياء الادارة الامريكية منهما هو نوع يشبه الى حدٍ ما استياء الأب من تصرف الابن الضال,, او الغضب من أفعال الشخص المعتوه.
ضمن هذا المفهوم يجب أخذ اقوال دنيس روس الوسيط الامريكي للشرق الأوسط الذي وصف النشاط الاستيطاني الاسرائيلي بانه مدمر جدا لمساعي السلام، وأن واشنطن ترى في الموقف الفلسطيني أكثر إيجابية في تنفيذ اتفاقية واي ريفر في حين لم ينفذ الجانب الاسرائيلي سوى الانسحاب الذي جرى بعد توقيع الاتفاق,, أي شيء ولهذا- والقول لدنيس روس- فإن الفلسطيين نفذوا بعض التزاماتهم من أجل السلام وفي هذه المرحلة لم ينفذ الاسرائيليون أيا من التزاماتهم في المرحلة الثانية للانسحاب !!
اعتراف امريكي من يهودي وان جاء متأخرا,, فإنه يؤكد شكاوى الفلسطينيين والعرب والأوروبيين ,,, والعالم.
ولكن ماذا تفعل أمريكا,, للجم نتنياهو على الأقل حتى لا يضر بمصلحة اسرائيل التي تعد السبب الأساسي لفتور العلاقة بين واشنطن وتل أبيب,,؟!
غدا الاجابة,, حسب قول دنيس روس طبعا,,!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com