* الحدث,.
من خلال متابعة الملك عبدالعزيز يرحمه الله لمسئولياته على امتداد هذا الوطن حيث يرى انه مسئول عن كل تصرف يضر بمصلحة الوطن والمواطن وفي هذا الاطار كان يتلقى ملاحظات حكام المناطق ويفرد لها وقتاً من عمله اليومي وقد اكد له نائبه في الحجاز صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن عبدالعزيز ان محكمة الطائف الشرعية لاتهتم بانجاز المعاملات القضائية وانه قد نجم عن هذا بقاء بعض المتداعين في السجن في انتظار الفصل في قضاياهم,, وكان ذلك في اواخر شهر رمضان وعندما علم الملك بهذا الامر اصدر امره بحجز القاضي وجميع رجال المحكمة في دار المحكمة ليلاً ونهاراً حتى ينجزوا الفصل في قضايا الناس وترتب على ذلك ان بقى القاضي ومن معه في المحكمة للنظر في القضايا المؤجلة اواخر شهر رمضان وايام عيد الفطر حتى انجزوا مالديهم من قضايا وفصلوا فيها.
*التعليق,,من مميزات شخصية الملك عبدالعزيز التي اشار اليها باعجاب عدد من الدارسين لتاريخ هذا الرجل ان عقله رحمه الله كان يسبق لسانه وانه يتجاهل العاطفة امام المنطق ولايفعل ولايقول الامايعتقد انه السليم خاصة فيما يتعلق بقضايا المواطنين ونصرة الحق وهذة الميزة تتجلى بوضوح في هذة القصة فقد راينا دقة متابعته رحمه الله لكل صغيرة وكبيرة في مايهم امته وشعبه ووطنه وكان سريعاً في اتخاذ القرار المناسب والصارم والقوي اذا احتاج الامر لذلك وخاصة اذا كان الموضوع يتعلق بمواطنين بقضون اياماً من حياتهم في السجن وفي ايام مباركة من شهر رمضان بسبب الاهمال في انجاز معاملاتهم وهكذا امر بحجز القاضي ورجال المحكمة داخل مقر دار القضاء لانجاز المعاملات واخراج السجناء,, رحم الله الملك عبدالعزيز,.
ونستخلص من هذه القصة نقاطا منها.
-ان الملك عبدالعزيز ورغم مشاغلة في ترسيخ بناء مملكته كان حريصاً على متابعة احوال شعبه في شتى مناطق بلاده.
-انه كان يدرس القضايا المتعلقة بالمواطنين بنفسه ويتخذ القرار المناسب حتى لايتاخر البت في هذه القضايا.
- تحكيم المنطق وتجاوز العاطفة في القضايا التي تهم المواطن حيث امر بحجز القاضي في اواخر رمضان المبارك وايام العيد دون ان ينالوا اجازتهم في هذة الفترة.
- محاربة التسيب الذي يضر بمصلحة المواطن والوطن.