*الكتاب: الرواية الاسلامية المعاصرة
*المؤلف: حلمي القاعود
*الناشر: نادي جازان الأدبي
عن نادي جازان الأدبي صدر للدكتورحلمي القاعود كتاب بعنوان الرواية الاسلامية المعاصرة وهو عبارة عن دراسة تهدف الى الاهتمام بفن الرواية الاسلامية او كتابة الرواية من خلال منظور اسلامي حسب القاعود، بوصفها جنسا أدبياً مهما، يمكن ان يدعم الادب الاسلامي ويمده بالكثير من الثروة والقيمة الفنية ان صح التعبير.
ويقول المؤلف: لقد ركز الادباء الاسلاميون معظم اعمالهم الادبية في مجال الشعر، وقليلون هم الذين اتجهوا الى ميدان الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والملحمة ، ولعل ذلك يرجع الى سهولة التعامل مع الشعر في مجال الابداع ، على العكس من الاعمال القصصية او الدرامية التي تقتفي جهدا وتفكيرا وزمنا طويلا وفي رأي الباحث ان التصوير من خلال الشخوص والاحداث والتركيب القصصي يبدو اكثر صعوبة من التصوير الشعري,, هذه الدراسة عملت على تتبع ابرز الاعمال الروائية الاسلامية بالدرس والتحليل املا في تجليتها وابراز ايجابياتها وسلبياتها مع بيان قيمة المعالجة الروائية لقضايا الامة ومشكلاتها وآمالها.
وتأثير تلك المعالجة على القارىء الذي يرى الفكرة مشخصة ومجسمة في خياله ووجدانه من خلال احداث ومواقف، وشخصيات ونماذج، فيكون صداها في نفسه عميقا فعالا مثلما يذكر الدكتور القاعود، وذلك على العكس من الفكرة الذهنية المجردة التي تغرق في الخطابية والكلام المرسل، فيكون تأثيرها وقتيا وسطحيا.
ويذكر القاعود"ان هذه الدراسة تعنى بالقراءة التطبيقية للاعمال الروائية المختارة ، بوصف القراءة التطبيقية ضرورة مهمة في الدعوة الى الادب الاسلامي الذي كثر الحديث عنه حديثا نظريا مجردا، وجعل بعض الناس يتصورون ان الادب الاسلامي مجرد كلام وعظي لا يتقيد بتقاليد ادبية ولا قيم فنية ، ومن ثم فان القراءة التطبيقية حسب المؤلف، تفرز النصوص الجيدة والنصوص الروائية، او تبرز العناصر الايجابية ونظيرتها السلبية من النص الادبي، فتثبت اولا ان الادب الاسلامي لا يتسامح في هبوط المستوى الفني ولو كانت الغاية سامية وشريفة، وتؤكد ثانيا على عناصر القوى والضعف لدى الاديب في عمله الادبي.
وقد بدأت هذه الدراسة بتمهيد طويل حول الرواية الاسلامية المعاصرة يرصد واقعها ويعبر عن الامال المعقودة عليها ثم يعقب هذا التمهيد مجموعة من الفصول التي ضمت القراءة التطبيقية للروايات المختارة وهذه الروايات حسب ما يشير القاعود، تمثل الى حدما واقع الرواية الاسلامية في العالم العربي ثم اختيارها عشوائيا، فضمت روايات لأدباء من العراق والاردن وفلسطين والسعوديةومصر والمغرب,, وقد اضيفت الى قراءة الروايات المختارة قراءة رواية افغانية مترجمة، لتثبت ما تحدث عنه البحث في التمهيد من ضرورة اطلاع ادبائنا العرب على الادب الاسلامي في اللغات الاخرى مثل التركية والفارسية والاردية وغيرها لاثراء ادبنا الاسلامي فنا وموضوعا.
ولقد انتهجت القراءة النقدية: طريقة تحاول الاقتراب من القراء كلما امكن، بأيسر الالفاظ واوضح العبارات,, فالغاية، كما يرى القاعود، هي قراءة النص الروائي وفهمه واستبطان اعماقه والوقوف على ابعاده المختلفة فعندما: تصبح القراءة النقدية عبئا على القراء والنص، فانها تعني ان خللا ما يكمن في هذه القراءة، وهو ما يعيب دراسات عديدة، كما يقول المؤلف، تدعي مسايرة التطور والنظريات النقدية دون ان تستوعب هذه النظريات او ذلك التطور استيعابا حقيقيا يثمر عن اغناء دراستنا النقدية بالعناصر المفيدة والمثمرة.
وقد كان طموح هذه الدراسة، حسب المقدمة، التركيز على جماليات النصوص الروائية موضوع القراءة التطبيقية، مع تقديم نبذة او خلفية عن النص ومؤلفه، وعلاقة ذلك بالنصوص الاخرى للمؤلف ان وجدت، وفي الوقت ذاته فقد اهتمت الدراسة باللغويات انطلاقا من واقع نقدي اهمل هذا الجانب اهمالا ملحوظا، اذ تحاول الدراسة، كما يبدو، رد الاعتبار للغة وخاصة في مجال النحو والصرف.
|