كأني لم أكن الا دخانا شاسعا
في موقد الاشجار
أو كأساً من الرغبان
مقلوبا على ظهر الزمان،
تضيئي سحب
واقمار مدلاة من السقف
كأني لم أكن الا صدى الأشجار
في الريح التي تنأى،
دمي دمها
ولحم ترابها لحمي الذي أخفي
صبيا كنت
ابحث عن سماء
لم تزل جدرانها ترنو من الاعلى
الى جسدي الصغير,.
راحت الأشجار تهرب من يدي
لكي ترابط في مكان
جئت منه،
كأنها الطفل الذي قد كنته ,,وكأنني طيفي
متباعدا ابداً
ومنقسم عل نفسي كمرآة،
أرى مدناً فاخطئها
واشجارا فأرجع نحو صورتها البعيدة
باحثا عني
كأن دمي تماثيل مسمرة الى الخلف
***
نمر كأسلافنا فوق نهر
تضيق بنا ضفتاه
ونرمي لأحفادنا القادمين
ثمارا تدل علينا
ونبحث بين الفقاعات عن مرفأ
لا نرى ساحله
نمر كما تعبر الامثلة
على مسمع الصبية الجالسين
الى موقد الجد
وهو يرمم كالثوب حكمته المهملة
زرعوا فأكلنا
ونزرع كي يأكلوا
ثم نخلي الطريق لكي تعبر القافلة
ومن أول النبع حتى المصب الاخير
يعلقنا الموت ,,مثل جدارية من ظلال
على شجر العائلة!
***
كبابٍ على البحر
اسلم صدري لشتى الرياح،
أعزّي دمي من جميع الزوائد
كيما يشف
اقشره كالثمار
لأعرف كم مات مني
وأعرف ما ابيضَّ من شهواتي
وما اسود،
رأسي يدور على نفسه
كالغريق
لكي يتبين
خيط القصيدة،
لاشيء الا منازل ضائعة
في بخار السنين ,,وذكرى محدبة الموج
لامرأة لم تعد
اهز حطامي قليلا
وانصب عيني على شرك
لا وقعها في حبال الكتابة.
***
هبطوا صباحا من منازلهم وهاموا
لم يحملوا اقمارهم معهم
ولا احتضن النحاس رنينهم
في الوعر،
كانت ريحهم بيضاء
حين تجمعوا كحصى على أهدابها
وتحصنوا بهوائها
كي لا يناموا
تركوا نوافذهم على شرفاتهم
ترعى غزال الذكريات.
* من ديوان القمصان لشومي بزيع.
|