Thursday 18th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 1 ذو الحجة


على ضفاف الواقع
السير ,, في جنازة قديمة

* أخاف دوما,, بل وأتحاشى تلك الاسئلة التي تغير ملامحي,, بعد أن كانت هادئة في حالها ,, تبعثرها بعد ان سكنت واطمأنت,, تجعلها ندبات من ألم,, ذكرى تتشح بالحزن,, فتحترق به, حتى تترمد!, أتحاشى تلك الاسئلة, لكنها تصطادني تماماً مثلما يُصطاد أرنب هارب,, شارد,, يرفع عن الارض من أذنيه فيغمض عينيه ألما!!
أتحاشى تلك الاسئلة ذلك لأنني خلال ساعات يومي أكون قد امتلأت,, بكل الاشياء,, بكل التفاصيل التي أهميتها في حياتي,, تعادل الصفر لكن ما أن يقع عليها نظري,, حتى تتحول إلى منبه مؤلم لذاكرتي,, منبه قوي,, يخترق النسيان, ويبتسم له بخبث!!
مرة ,,.
رشقت روح ما سؤالها في وجهي,, في يومها كنت قد شحنت بكل ما يلهب الذاكرة,, ما يجعلها تتوهج,, مفردات جميلة لكاتبة ذات حس جميل قرأتها حتى أدخلت ذاكرتي زمرة الحضور أمام مالا ارغب استدعاءه من الذاكرة، صوت شجي جاءني عبر المذياع,, صوت شجي أدمنت ايامي عزف حباله الصوتية,, اذن لا مفر!!!
المسافات الطويلة التي قطعتها لكي اقوم بزيارة تلك الروح اعطتني مجالا خصبا لأقوم بشد بكرة الخيط من ذاكرتي,, لكل ما كان,, وما لم يكن,, وما تمنيته ان يكون (ليتنا لا نستطرد في الاحلام,, وقتما نفرح).
ثم جاء السؤال كجيش واثق من النصر من أن سهامه,, لا تخطئ، من ان اعلامه,, ستغرس على صفحة ملامحي!!
أذكر لحظتها انه كان في وجهي,, عينان صافيتان وفم يبتسم,, وانه كان لي رأس في موضعه السليم، لا أعلم كيف تحول كل ذلك,, ما بين طرفة عين وانتباهتها إلى ما يشبه ابخرة الدخان,, تتعالى لكي تختفي!!
تأتي تلك الاسئلة من ارواح لا تعلم عنك شيئاً,, أرواح جديدة في عالمك,, أرواح يغزوها الفضول الطيب!! أرواح تحاول امامها تجميع الحروف,, ورصف الكلمات لتجد ان اللغة التي تتحدث بها من فرط مداهمتك بالسؤال قد تكون لغة صينية عاجزة أمام عربية الذي أمامك - عن ستر اندهاشك من حدة السؤال!!
في كل مرة أقول لنفسي اني تعودت على كراكيب ذاكرتي وأن,, التعود قد ملأني,, فلم يعد لتلك الاسئلة المباغتة سيطرة على ملامحي,, لكنني اكتشف ان التعود لم يكن إلا غيبوبة,, لا أكثر!! تنتهي,, امام مطرقة بعض الاسئلة!!
ينتهي السؤال,, باجابة لا حروف لها,, لا معنى لاصدق، تذهب تلك الروح,, وكأن شيئاً لم يكن!1
تذهب,, تاركة ملامحنا المسومة بالاختناق تسير في جنازة قديمة,, من جديد,, جنازة وهمية لمصاب خلناه (ميتا),, لكنه بقي حياً يرزق مزيداً من الالم,,!!
وللحزن كذبة أخرى,, لفاروق جويدة:-
أحزاني تكذب يا قلبي,.
ما عدت أصدق أحزاني,.
قالت,, ستسير وتتركني,.
كالناس,, اردد ألحاني,.
وأعود,, لشعري عصفوراً,.
بالحب,, يسافر وجداني,.
لكن الحزن يطاردني,.
غيرت كثيراً,, عنواني,.
وبطاقة اسفاري شاخت
مزقها ليل الحرمان,.
يعرفني حزني,,
يعرفني,.
ما أقسى حزن الانسان,.
من يأخذ من حزني عهدا,.
ان يترك يوما شطآني,.
أحزاني,, تكذب يا قلبي,.
ما عدت,, أصدق احزاني,.
وهربت,, لعلي اخدعها,.
فوجدت لديها,, عنواني!!
غادة عبدالله الخضير

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved