* كتب - سعد العجيبان
دشّن اللواء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الفرائضي مدير الدفاع المدني بمنطقة الرياض صباح امس اصغر عربة اطفاء في العالم الصقر التي قام بتجميعها وتصنيعها العميد متقاعد فهد بن سليمان المشيقح وذلك بهدف توفير عربة تستطيع اطفاء الحرائق التي تقع في احياء سكنية لاتتوفر فيها طرقات واسعة وباقل كمية ماء مستخدمة.
وقد تم تجربة هذه العربة بمركز تدريب الدفاع المدني بالرياض حيث اشعلت غرفة مؤثثة وتم إطفاؤها عن طريق العربة الصقر كما تمت تجربتها في اطفاء سيارة تحترق.
واكد مدير الدفاع المدني ان التجربة الاولية للعربة الصقر ناجحة مبدئيا مشيرا الى ان الدفاع المدني تسلم العربة من صانعها لاجراء بعض التجارب لها من قبل الدفاع المدني والتي ستستغرق 2 -3 اشهر وامل الفرائضي خلال تصريح ل الجزيرة ان تستخدم العربة الصقر ويتم تجربتها في موسم حج هذا العام ومن ثم تجربتها بمدينة الرياض مؤكدا انه اذا ثبت نجاح هذه العربة سيوصى باقتنائها كواحدة من آليات الدفاع المدني وقال الفرائضي انه من خلال تجربة العربة الصقر بمركز الدراسات والبحوث بالدفاع المدني الذي يقوم بدوره بادخال تعديلات وتطويرها.
وابان اللواء الفرائضي ان هذه العربة التي صنعت بايد سعودية مثال على تعاون القطاع الخاص في توفير آليات السلامة المستخدمة بالدفاع المدني مفيدا ان ذلك مبادرة طيبة ومدعاة للفخر بان تؤمن مؤسسة وطنية آليات السلامة المستخدمة من قبل الدفاع المدني بدلا عن استيراد هذه الآليات.
وحول نجاح التجربة الاولية للعربة الصقر ومرئيات اللواء الفرائضي حولها قال ان هذه العربة تتميز بصغر حجمها وكفاءة ادائها,, وابرز ما يميز هذه العربة هو الانتقال السريع لمكان الحادث.
واكد الفرائضي اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني حفظهم الله الذين سخروا كافة الامكانات لقطاع الدفاع المدني لمواكبة التطور العالمي في آليات ومعدات المستخدمة في القطاع وقال ان هذا الاهتمام يعتزبه جميع منسوبي الدفاع المدني في هذا الوطن الغالي مشيرا الى المتابعة المستمرة لهذا القطاع من لدن صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسمو نائبه الامير احمد بن عبدالعزيز واهتمامهما بكل ما من شأنه رفع مستوى اداء الدفاع المدني في هذه البلاد.
وكان العميد متقاعد فهد بن سليمان المشيقح عقد مؤتمرا صحافيا قبيل تجربة العربة الصقر حضره مدير الدفاع المدني بمنطقة الرياض وعدد من منسوبي ادارة الدفاع المدني بالرياض بين خلاله ان فكرة تجميع هذه العربة وتطويرها استغرق سنة وثلاثة اشهر وبتكلفة بسيطة وجاءت الفكرة بعد ملاحظة مدى حجم التلفيات التي تنجم من جراء اطفاء الحرائق من قبل عربات الاطفاء المستخدمة حاليا حيث انها تقوم باتلاف محتويات المنازل والمتاجر التي لم تصلها النار، وذلك بسبب كثرة استخدام المياه، والتي تقوم بالتالي باتلاف ما تبقى من الموجودات,واشار إلى انه من هذا المنطلق قام باستخدام مضخة حريق فائقة الضغط في العربة الجديدة لتدفع الماء بقوة عالية تبلغ (250 بار) ليماثل انطلاق الماء من المضخة عبر مسدس الاطفاء سرعة عالية تصل الى ثلثي سرعة الصوت,وبين ان اسلوب الضغط الفائق مبني على تذرية المياه حال انطلاقها من المضخة بحيث تمتص وبشكل شديد للغاية الطاقة الناتجة عن الاشتعال وتخفيض نسبة الاوكسجين لاقل من النسبة الحرجة والتي تبلغ (15%) مشيرا الى ان اسلوب تذرية المياه لا ينجم عنها اي تلفيات اخرى لباقي محتويات الموقع.
وحول مدى استفادة ادارة الدفاع المدني والجهات ذات العلاقة من تلك العربة اكد المشيقح ان هذه العربة ستكون افضل وسيلة للوصول لمكان الحريق بشكل سريع وفعال لتحقيق اقل فترة زمنية لاطفاء الحريق دون التسبب في تلفيات لموقع الحريق، ويمكن استخدامها في الدفاع المدني كعربات للتدخل السريع في حالة حرائق المنازل والسيارات والمحلات التجارية بالاضافة الى استخدامها في المجمعات السكنية ومواقف السيارات الكبيرة والمجمعات التجارية والمصانع.
واكد ان هذه العربة ستكون ذات جدوى في موسم الحج، حيث ان هذه العربة تمتاز بصغر الحجم وامكانية تنقلها بين المخيمات والشوارع الضيقة علاوة على سرعة اخمادها للحريق وذلك نظرا لاندفاع المياه بشكل سريع بالاضافة الى ان تلك العربة لا يحتاج لحملها الا من قبل فرد واحد والقيام بمهمة اطفاء الحريق سواء كان من الحرائق العادية او الحرائق البترولية وذلك عن طريق اضافة مادة الرغاوي.
كما ان تلك العربة لا تحتاج الى كميات كبيرة من المياه حيث ان الخزان الموجود في العربة يتسع ل 300 لتر وهذه الكمية كافية لاطفاء حريق اربعة منازل دون الحاجة الى اعادة تمويل الخزان بالماء، موضحا بانه في حالة الاحتياج الى تعبئة الخزان بالماء فيمكن ذلك من خلال اقرب صنبور مياه في الموقع وبشكل سريع لا يؤثر على استمرار عملية اطفاء الحريق.
واكد المشيقح من خلال خبرته في مجال الدفاع المدني، ان هذه العربة تعتبر الاولى من نوعها في استخدام مضخات فائقة الضغط، مبينا انه بصدد تسجيل هذه العربة في ادارة براءات الاختراع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.