Thursday 18th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 1 ذو الحجة


نوافذ
المرجعية,,,؟؟

ما هي الأسس او الشروط التي يرجع اليها الآباء ليحددوا نوعية المدارس التي سيلحقون بها اطفالهم؟ وما هو الضمان الذي ترفعه الي مدرسة (وانا هنا اتكلم عن المدارس الخاصة) ليسلم اولياء الأمور ادمغة ابنائهم اسفنجة بيضاء نقية لمكان سيمكث فيه هذا الطفل عدة ساعات في اليوم وما هي المرجعية السليمة التي من الممكن ان تبرز حسنات وسيئات كل مدرسة بشكل موضوعي وعادل.
فاذا اغفلنا الاعلانات التجارية التي تدرج في الصحف عن هذه المدارس والتي هي محض وسائل تسويقية لاستقطاب المزيد من المنتسبين، فاننا نجد كثيراً من الشروط والضمانات تتلاشى ونخضع لمقاييس غريبة سائدة في مجتمعنا مثل:
1 - المدرسة الجيدة هي الأغلى والتي اقساطها هي الأضخم على اعتبار أن العروس الأجمل ذات مهر مرتفع بينما (الرخيص مخيس)!!.
2 - او ان المدرسة الفلانية محتشدة بأولاد الحمايل و(الاكبارية) اذاً بالتأكيد هي ستكون مدرسة ممتازة ودماغ الابن الاسفنجي الأبيض سيمتص معلومة مضمخة بدهن العود.
3 - او ان فلان قد ادخل اولاده مدرسة معينة لذا يجب ان الحق اولادي بنفس المدرسة نظراً لاشتراكنا في نفس المستوى الاجتماعي!!
4 - او ان مدرسة معينة لها مبان فخمة ذات ردهات واسعة وفصول شاسعة واجهزة تلفاز ومواقف سيارات!!.
لا ادري ما هي المرجعية التي يعود اليها الآباء في اختيار مدارس ابنائهم، حيث ذلك المكان الذي سيسهم في بلورة وتحديد شخصية الطفل حتى آخر سنوات عمره.
ولكن باعتقادي الخاص ان السؤال الذي من حق اولياء الامور ان يسألونه هو: ماذا تُعد هذه المدارس من برامج وتدريبات وطرق خارج المنهج الدراسي والذي بدوره يعاني من مأزق (مزمن) تهيىء من خلالها الطالب لحياته العملية والعلمية بصورة جيدة, فالجميع بات يعلم بأن العلم لم يعد كتاباً فقط بل مجموعة من البرامج التي تتضافر بغرض اعداد الفرد المنتج والمبدع والمتميز في الوقت نفسه.
مثل تهيئة الطالب للنجاح الاجتماعي من خلال الانشطة الطلابية والفرق المدرسية والمشرف عليها تربوياً والتي ترسخ بداخل الطالب الثقة والحماسة والانخراط في الجماعة.
وتهيئته للنجاح على المستوى العملي من خلال تدريبه على الحاسب الآلي وعلومه على اعتبار انه لغة الغد.
احتضان المواهب الصغيرة وبلورتها وشحذها واعدادها لمزيد من التفوق والنجاح.
واعتقد بأن ما سبق هو اقصى ما يطمح اليه كل والدين في بحثهم عن مدرسة لأبنائهم!!.
ولكن يبقى السؤال هنا ما هو الأفضل؟ وما هي نقاط قوة وضعف كل مدرسة؟
واقترح انا هنا، ان تشكل لجنة من وزارة المعارف يتم من خلالها تقييم العطاء العلمي والتربوي لكل مدرسة ونقاط الضعف والقوة ووضعها في كتيبات يكون بامكان اولياء الأمور الاطلاع عليها وحتى تكون خياراتهم وفق اسس سليمة ومدروسة وليس وفقا لاعتبارات سلف ذكرها.
أميمة الخميس

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved