وضح ان رئيس وقادة جمهورية صربيا ليس في نيتهم التنازل عن موقفهم المتصلب تجاه حقوق سكان اقليم كوسوفو الذين يشكل الالبان المسلمون بينهم الاغلبية المطلقة، فبعد ان ظلوا يرفضون الشق العسكري من خطة السلام التي وضعتها مجموعة الاتصال الدولية مما ادى الى تعليق الجولة الأولى من مفاوضات رامبوييه الشهر الماضي لمدة شهر,, فاجأوا أول أمس الجولة الثانية من المفاوضات التي استؤنفت في العاصمة الفرنسية، بتقديم (20) تعديلا لخطة السلام الدولية مما حدا بمجموعة الاتصال السداسية الى رفض تلك التعديلات,!
وامس - وفي رد فعل رسمي من جانبهم رفض تعديلاتهم على خطة السلام - نشر الصرب - كما اعلنت الادارة الامريكية بلسان المتحدث باسم وزارة الدفاع - نشروا (30) ألف جندي، مع احدث الدبابات، وصواريخ ارض جو متطورة في خطوة عسكرية حربية لمواجهة تهديدات الناتو باللجوء للخيار العسكري اذا ما فشلت مفاوضات (رامبوييه/ باريس) والخطوة الصربية على الصعيد العسكري تضع مصداقية حلف الناتو على محك اختبار صعب ذلك ان الصرب لم يرفضوا فقط الشق العسكري من خطة الحلف لسلام اقليم كوسوفو، بل ورفضوا ايضا الشق السياسي من الخطة الامر الذي يعني بوضوح شديد ان الصرب ليس في نيتهم قبول أي حل سياسي يتعارض مع تمسكهم بسياسة الهيمنة على الاقليم ورفض اي تنازل من جانبهم يتيح لسكان الاقليم ممارسة حقوق وطنية وانسانية في الحرية والسيادة الذاتية ولو في اطار حكم ذاتي واسع وليس الاستقلال التام الذي رفضت المجموعة الدولية قبوله كمطلب لسكان الاقليم الذين تنازلوا وقبلوا بالحكم الذاتي واعلنوا الاستعداد للتوقيع على خطة السلام.
نعم ان مصداقية حلف الناتو بمواجهة الرفض الصربي لخطة السلام بشقيها السياسي والعسكري تواجه -المصداقية-, اختبارا دقيقا وصعبا، خصوصا مع كل هذه الحشود العسكرية من الجند والطائرات والمعدات الحربية التي تراكمت في ارض مقدونيا لاستخدامها في حالة فشل المفاوضات.
وها هي المفاوضات قد فشلت او هي في طريق الفشل وخاصة ان الادارة الامريكية اعربت امس عن عدم تفاؤلها باحراز تقدم فيها.