* نيويورك - أ,ش,أ
أعلنت تقارير الامم المتحدة ان تعداد سكان العالم بحلول عام 2050 سيصل إلى 8,9 مليارات نسمة مما اثار العديد من التساؤلات حول امكانية اتساع الكرة الارضية بمساحاتها ومواردها لكل هذا العدد من السكان.
ولعل المخاوف التي انتابت الاوساط العالمية تمثلت في تلك الدرجة من التسارع التي يتضاعف فيها عدد السكان على الكرة الارضية فوفقا لما ذكرته نشرة برنامج اتصالات السكان الدولي بي,سي,اي فان نسبة النمو السكاني في العالم بلغت في الوقت الراهن 1,33 في المائة بما يعني ان نحو 78 مليونا ينضمون الى قائمة سكان العالم سنويا فيما يبلغ التعداد الراهن 5,9 مليارات نسمة.
واستعرضت النشرة تاريخ النمو السكاني في العالم لابراز الزيادة المحمومة للانتقال من مليار إلى آخر مشيرة إلى ان تعداد سكان العالم سجل في عام 1804 مليار نسمة واستغرق في الدخول إلى المليار الثاني نحو 123 عاما ليتجاوز حاجز الملياري نسمة في عام 1927.
وفي غضون ثلاثة وثلاثين عاما وبالتحديد في عام 1960 دخل العالم في المليار الثالث من التعداد السكاني,, ولم تمر سنوات طويلة حتى فوجئ العالم باضافة معلومات اثارت دهشة الجميع حيث زادت قائمة القاطنين على كوكب الارض بنحو مليار نسمة في اقل من اربعة عشر عاما إذ بلغ تعداد السكان في عام 1974 وفقا لاحصاءات الامم المتحدة اربعة مليارات نسمة.
ولم يقف الامر عند هذا الحد بل انتقل العالم في اقل من 13 عاما الى المليار الخامس في عام 1987 وبعد دخول عام 1999 بلغ تعداد السكان نحو ستة مليارات نسمة اي بعد مرور 12 عاما فقط من التعداد السابق.
وتناولت النشرة الصادرة عن برنامج اتصالات السكان الدولي التابع للامم المتحدة بي,سي,اي العديد من قضايا السكان مشيرة إلى ان متوسط معدلات الاخصاب في العالم انخفض من خمسة اطفال للمرأة في الخمسينيات ليصل في الوقت الراهن الى 2,7 اي انه تراجع بمقدار يقترب من النصف تقريبا في غضون خمسين عاما تقريبا.
غير ان النشرة اعتبرت ان ذلك التراجع لم يكن كافيا للحفاظ على التوازن السكاني والبيئي على الكرة الارضية حيث ابرزت ان معدلات التراجع تفاوتت وفقا للاقاليم المختلفة موضحة انه خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية انخفضت في افريقيا من 6,6 إلى 5,1 اطفال لكل زوجين فيما هبط ذلك المعدل في القارة الآسيوية من 5,1 إلى 2,7 طفل وتراجع من 5,0 إلى 2,7 طفل في امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
وألقت النشرة الضوء على التباين الشديد في معدلات النمو السكاني في العالم والتي ترتبط بصورة عكسية مع النمو الاقتصادي موضحة ان اكثر من 79 في المائة من الزيادة السكانية التي تشهدها الكرة الارضية تحدث في البلدان الاقل تقدما والاكثر فقرا.
وأوضحت ان المنطقة الآسيوية تشهد زيادة سنوية في السكان تقدر بنحو 50 مليون نسمة فيما تبلغ الزيادة في افريقيا نحو 17 مليونا سنويا اما في امريكا اللاتينية والكاريبي فتصل الزيادة إلى ثمانية ملايين نسمة سنويا.
وبلغت درجة التباين ابعد من ذلك حيث ابرزت النشرة ان اكثر من 60 في المائة من الزيادة السنوية للسكان في العالم تحدث في عشر دول فيما يتركز نسبة 21 في المائة من تلك الزيادة في الهند و15 في المائة في الصين.
واشارت إلى ان اعلى نسبة نمو سكاني تشهدها القارة الافريقية بنسبة 2,36 في المائة فيما سجلت اوروبا ادنى معدلات نمو سكاني بنسبة 0,03 في المائة,, اما في منطقة شرق اوروبا فتشهد معدلات نمو سكاني سالبة تقدر بنحو سالب 0,2 في المائة.