 * واشنطن - رامبوييه - بروكسل - الوكالات.
اعلنت الادارة الامريكية ان يوغوسلافيا نشرت ثلاثين الف جندي في كوسوفو وحولها وذلك استعداداً لمواجهة الحرب المحتملة مع حلف شمال الاطلنطي الناتو.
وذكرت شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية امس ان تصريح الادارة الامريكية يأتي في الوقت الذي يشارك فيه وفد الصرب في مباحثات السلام في باريس من اجل التوصل الى اتفاق لانهاء القتال في كوسوفو.
واشارت الشبكة الى انه بات واضحاً ان وفد الصرب في المباحثات يرفض التوصل الى اتفاق سلام باصراره على اجراء تغييرات جوهرية في بنود الاتفاق المقترح والوثائق الاخرى وهو ما يلقى معارضة شديدة من باقي الاطراف الاخرى.
هذا ومن جانبه ذكر راديو لندن امس انه بينما تستمر المفاوضات في اجتماع احلال السلام في كوسوفو المنعقد حالياً في باريس كشف المسؤولون الامريكيون عن ان يوغوسلافيا تتهيأ لحرب مع حلف شمال الاطلسي.
ونقل الراديو عن متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية قوله ان الحكومة اليوغوسلافية نشرت اربعة عشر الف جندي على الاقل في اقليم كوسوفو وارسلت ستة عشر الف جندي آخرين على الاقل الى الحدود.
واضاف ان عدد الجنود المشتركين في هذا الحشد يزيد على عدد افراد قوة حفظ السلام التي اعدها حلف شمال الاطلسي مشيراً الى انه يبدو ان الصرب مستعدون لمنع قوات حلف شمال الاطلسي من دخول كوسوفو.
وعلى صعيد آخر يقول المراقبون الدوليون ان الجيش اليوغوسلافي نشر احدث دبابات لديه هناك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية انه لا داعي للتفاؤل من موقف المفاوضين الصرب في باريس ونبه الى ان الوقت والصبر قد اوشكا على النفاد فعلا.
وكان الجانب الالباني قد اعلن استعداده لقبول الاتفاق كاملا بشقيه السياسي والعسكري بينما يرفض الجانب الصربي الشق العسكري تماماً الذي ينص على ضرورة تواجد قوات عسكرية دولية في كوسوفو لمتابعة تنفيذ الاتفاق في حالة توقيعه ويطالب الآن بتعديل الشق السياسي ايضا من الاتفاق.
هذا واكد كين باكون المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية في تصريح نقله راديو صوت امريكا امس ان ما يصل الى 18 الف جندي يوغوسلافي قد وصلوا الى الاقليم فيما يتمركز نحو 21 الف جندي آخرين خارج الاقليم.
ويشير ذلك الى تأهب يوغوسلافي للحرب مع حلف شمال الاطلسي الناتو في الوقت الذي يشارك مسؤولون صربيون في محادثات السلام في فرنسا التي بدأت هناك أول امس.
وأكد بيكون في رده على سؤال ان الصرب مستعدون للتصدي لضربات جوية من حلف شمال الاطلسي اذا حدثت كما انهم مستعدون لمواجهة دخول قوات لحفظ السلام تابعة للحلف الى كوسوفو.
وقال ان قوات الصرب تنقل صواريخها المضادة للطائرات ومدافعها بمنأى عن ضربات جوية محتملة من الحلف,, كما حرك الجيش اليوغوسلافي ثماني دبابات الى كوسوفو,, الا انه اكد ان الحلف لا يعتزم غزو كوسوفو بقواته.
وتعد هذه اول مرة ترسل فيها بلجراد مثل هذه المعدات المتطورة الى المنطقة منذ شهر اكتوبر الماضي.
وكان شبح الفشل قد خيم من جديد على محادثات السلام التي تجرى في باريس بعد يوم من التفاؤل اثر موافقة البان كوسوفو على خطة للحكم الذاتي المحدود في الاقليم,, بيد ان الصرب اخذوا في عرض قضايا يعتقد المفاوضون انها جرت منذ امد طويل.
وقد رفض ممثلو مجموعة الاتصال احداث تغييرات جوهرية في خطة السلام المعروضة على جانبي المفاوضات, وابلغت الولايات المتحدة ممثلي الجانب الصربي ان عليهم ان يوافقوا وبسرعة على خطة طرحتها مجموعة الاتصال.
وقال جيمس روبن المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في تصريح له انه ليس ثمة ما يدعو الى التفاؤل من الجانب الصربي.
وفي باريس اكد متحدثون باسم مجموعة الاتصال الدولية حول يوغوسلافيا السابقة ووسطاء دوليون امس الاول ان مطالب بلجراد لاجراء تعديلات على الشق السياسي في مشروع اتفاق السلام المتعلق بكوسوفو ليست مقبولة.
وقالوا في تصريح صحافي على هامش المحادثات التي تجرى في باريس في ما يتعلق بالشق السياسي لاحظ المفاوضون ان التعديلات العديدة التي طلبها الوفد اليوغوسلافي تتناول عناصر جوهرية وتمس عناصر اساسية في اتفاقات رامبوييه .
واضافوا ان مفاوضي - المجتمع الدولي - متفقون تماماً مع مجموعة الاتصال على تذكير الوفد اليوغوسلافي بانه يمكن البحث في تعديلات تقنية فقط .
وكان الوفد الصربي الى مفاوضات باريس قدم اول امس وثيقة تطالب باجراء عشرين تعديلاً في الشق السياسي من خطة السلام المطروحة والتي كان الصرب والبان كوسوفو وافقوا عليها مبدئياً في 23 شباط/ فبراير في رامبوييه قرب باريس.
وقبل دقائق من ذلك اعلن الرئيس الصربي ميلان ميلوسوفيتش في باريس ان بلغراد لن تقبل الشق السياسي من مشروع الاتفاق حول كوسوفو اذا لم يعدل طبقاً للمطالب اليوغوسلافية.
وقال للصحافيين امام مركز المؤتمرات الدولية في باريس حيث يعقد مؤتمر السلام حول كوسوفو نحن على استعداد لتوقيع اتفاق سياسي، اقول سياسي لكن شرط الموافقة على التعديلات التي قدمناها البارحة مضيفاً نحن بحاجة الى مؤسسات واقعية وليست وهمية في كوسوفو .
|