* سقسقة:
الطريق طويل من المشروع الى الموضوع .
- حكمة فرنسية -
* * *
من المؤكد اهمية ان نتساءل عما نريد حين نطمح في تحديث بعض جوانب الحياة الاجتماعية بكل منحنياتها.
هل نقبل على الاستحداث وادخال الجديد الى حياتنا لمجرد التقليد ام اننا بالفعل بحاجة الى هذه الخطوة الجديدة بالنسبة لنا, وبالتالي علينا الاهتمام بكل خطوات التخطيط والتنفيذ, قد يبدو التوقيت مهما ولكني أؤمن بان الوصول متأخراً افضل من عدم الوصول الى النقطة المتطورة والهامة في الحياة الا ان ما هو اهم من التوقيت هو حيثية صنع تلك الخطوة والايمان بجدواها الذي يدفع الى التطور الحقيقي.
كأقرب مثال يؤكد الدكتور سلمان الشهري مدير الخدمات الطبية في الرئاسة العامة لتعليم البنات في خبر نشرته جريدة المسائية بانه سيتم وضع ممرضة لكل مجمع مدرسي كمرحلة اولى وفي المرحلة الثانية سيتم وضع ممرضة لكل مدرسة.
وان هذا الاجراء اذا ما طبق فانه سيعزز جهود التوعية الصحية وسيوفر امكانية القيام بالاسعافات الاولية واجراء تحويل الطالبات الى الوحدات الصحية .
والسؤال في رأيي ما هو المهم تحسين اداء الوحدات الصحية التي ترزح تحت اعباء الانجاز الروتيني والبيروقراطية.
ام تعيين ممرضة لكل مجمع مدرسي وبعد سنوات عدة تعين ممرضة لكل مدرسة؟! بالتأكيد كلاهما هام ولكنني اعني اهمية تحسين الموجود قبل البدء في المستجد الا اذا كانت الخطة الموضوعة لعمل الممرضة مختلفة عن ممرضات الوحدات الصحية.
وهناك تساؤل هام لماذا اذا ما وجدت القناعة بدور الممرضة في المدارس ان يبدأ في تطبيق ذلك في كل مدرسة بدلاً من البدء في المجمعات اولاً.
بعد كل هذا نسيت ان اخبركم ان مدير الخدمات الطبية في الرئاسة ختم حديثه بقوله: هذا الاجراء يحكم تطبيقه تواجد الوظائف وامكانية شغرها بممرضات كذلك توفير الامكانيات .
اذن فلننتظر صدور تصريح قادم من قبل الرئاسة بعدم وجود وظائف للممرضات وعدم امكانية شغرها.
وبذلك يجهض الحلم قبل ان نضع أول لبناته.
ولعل الواقع يخلف ظني ونقرأ او نسمع ما يوحي باستحداث خطوات جديدة في تقديم الخدمات الطبية لمدارس البنات فمن المخجل حقاً ان تخلو تلك الصروح العلمية من عناصر فاعلة لتطوير الوعي الصحي وتحسين الاهتمام بالصحة الجسدية.
ناهد باشطح