التطرق إلى ذكرى التوحيد في كل الأحوال يعني التطرق إلى مولد الأمة السعودية التي شهد لها العالم بالرقي والحضارة من خلال مجدها الشامخ فوق ربوعها المتناثرة التي خاضت تجربة عظيمة كان جلالة المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - قد استهلها بجمع اجزاء هذا الوطن تحت راية التوحيد حيث اعقبه ذلك الإنجاز التاريخي عملية البناء والتعمير على يد ابنائه الذين صنعوا معجزة الإنجازات الحضارية بكل رفعتها خلال مائة عام من الزمان, ولعل الحديث عن هذه الولادات التاريخية العظيمة يرادفه في الغالب الحديث عن ابعاد اجتماعية استطاعت ان تزرع حولنا تطورات اجتماعية تجسدت خلال مائة عام من الزمان بر زمنها على سبيل المثال كثيرٍ من المظاهر الخاصة بحياة الفرد السعودي كحفلات العرائس والطقوس الاجتماعية المتعلقة بمسألة الزواج بالإضافة الى بعض التقاليد الاخرى التي ترسخ الكثير منها في ممارساتنا العديدة فامتزجت بشيء من العادات الحديثة وذلك بناء على النقلة الحضارية الهائلة التي شهدتها البلاد, في حين تلاشى البعض الآخر مما اسبغ على حفلات الزواج بصفة عامة شيئا من اللمسات والأعراف الملونة بأصالة الماضي وبريق الحاضر.
فالمظاهر الحالمية لتقاليد الزواج اختلفت كلياً عما قبل حيث أصبح بعضها ينهض على التنافس في الاستعراض الباذخ للحفلات الذي قد يؤدي احياناً إلى ارتداء العروس مثلاً لثوبي زفاف غالباً ما يكون احدهما تراثياً يحمل ملامح الماضي الاصيلة في حين يصمم الأخر على أحدث خطوط العصر,, بالإضافة إلى أرقى الصالات التي تكلف احياناً أموالاً طائلة لدفع نفقاتها وسحب الدخان التي تحيط العروسين وباقات الورود وتوهجات الأضواء.
وطبيعة الاشياء تتغير بتطور وتحول طبيعة العصر والتي ألقت بظلالها على الكثير من المظاهر الاجتماعية بينما كان الزواج في الماضي يحمل البساطة فلا مغالاة بالمهور وحفلات الزواج والولائم الباذخة كما يحدث اليوم والذي ادى إلى انتشار ظاهرة العنوسة التي يشكو منها المجتمع في الوقت الراهن.
روضة الجيزاني