في الغرب عندما تعقدت اساليب الحياة وارتبكت ادوار الأسر ومؤسسات التنشئة الاجتماعية وبرزت قوى الاعلام والسوق كأدوات مخيفة في الواقع الاجتماعي على الفئات الأضعف في المجتمع برزت الحاجة لأقنية مؤسسية طوعية مهمتها حماية واقع الطفل حباً في غدٍ بلا ضريبة,, يعني ما هو مثل ما احنا متصورين ان الناس من فضاوتها جالسة تعمل جمعيات مرات للعجزة ومرات للمسنّين ومرات لقصار القامة أو الكذابين ومرات للمغفلين وهلمّ جرا؟! ولا هو مثل ما يفكر بعضنا ان الناس هناك ما هي جالسة تعمل هالشغلات مجرد ترف فكري- أوووه على طارىء الترف الفكري، تصدقون اني من شي عشرين سني ركبت مع سواق تاكسي أيام المارك تو وربنا يريد ويصفقنا سواق قلاّبي واذكر فيما اذكر ان سواق المارك تو اللي انا في معيته اطلق عبارة الترف الفكري وهو يعقب على سواق القلابي بأن المرايات اللي على الجوانب ما حطوها المصانع ترف فكري,, تخيلوا!! المهم ما علينا نرجع لموضوعنا - يعني عبث ومالها لزوم,, اعرف ان هناك في بلد مثل امريكا - للاسف امريكا، واعرف ان التمثيل بأمريكا يزعل كثيرين من اللي عندهم ارتكاريا من يو اس أيه، بس صدقوني نكذب على روحنا ان كان ضربنا مثال في الشغلات اللي لها علاقة بآدمية البني آدم بدولة تحاكم الرئيس فيها واحدة ست - فيه جمعيات ناشطة في شغلات الطفولة هذه تسمح لها في اوضاع كثيرة بسحب بساط الوصاية من الأبوين او احدهما اذا كانت حياة أو كرامة او دماغ الصغير في خطر او حتى قابلة للدهورة,, صدقوني ان لا الأم ولا الأب يقدر يطق ولده او بنته في السوق او في الشارع او يسيء معاملته في الخفاء,, الشغلة ممكن تتطور ويصير فيها محاكم وبلاوي لا لها اول ولا آخر، وبمنتهى البساطة ممكن يصبح النظام وصي على عيالك، وعينك تشوق كونك غير مؤهل في نظر المجتمع لتربية ابنائك ومن الصعب جداً على معلم او معلمة ممارسة الارهاب على الصغار بأي شكل كان,, هناك نظام صارم لا يسمح بأن تكون بيئة التشكّل الأولّي الخطرة للطفل عرضة لأية نوازع مرضية سواء في البيت او المدرسة او على ذراع الاعلام أو السوق,, انا اقول يالربع ان وجود جمعيات معنية بالطفولة ومدعومة بنظام قوي في عالم ارتباك المسؤوليات والادوار للكثيرين من المعنيين بالطفل اليوم في مجتمعنا اصبح ضرورة لمحاسبة كل من يمكن ان يسيء لمواطن صغير حتى من اقرب الناس اليه,, اليوم اطفال يجوبون الشوارع حتى منتصف الليل مدفوعين من آباء قساة لا يعترفون بحقوق طفولة ولا يحزنون,, اليوم اطفال يحرمون من حق التعليم تحت ضغوط آباء غير مسؤولين يسوقونهم في دروب العمل الشاق بلا أدنى ضمير او مسؤولية,, طبعاً من بلد لآخر وحسب قسوة الظروف الحياتية يتفاوت الواقع المأساوي للطفل في عالمنا العربي,, وثقتي ان طفل اليوم الذي يعيش كل هذه الاوضاع غير الطبيعية لن يكون تلك اليد التي ستبني وذلك العقل الذي يخطط ويقود المجتمع في الغد,, وجود مؤسسات معها سلطة قانون ومال ليس الا تحوّط ضروري لأي مجتمع يراهن على بكره بحسابات واعية ومسؤولة,, طفل اليوم هو رجل الغد، وأم الغد.
عبدالله الطويرقي