يتوالى عرض حلقات المسلسل المحلي الجديد زمن المجد بعد طول انتظار له وكان بالفعل عملا متميزا جمع بين الوثائقية والدرامية.
وجاء على نمط حديث المجالس (يبدأ عفوا ويأتي عرضا ولا يتقيد بنظام ولا يخضع لترتيب او تسلسل ولا يستقيم على مجرى واحد ولا يأخذ منحنى بعينه.
يستطرد المتحدث ويخرج عن الموضوع وقد يبعد ويشط ويقفز من قول الى قول ومن امر الى امر وقد يعود من اي منحنى الى ما سبق ان بدأه من حديث وقد يخلط بين جد وهزل ووعظ وارشاد وطرائف وغرائب .
(من مقدمة الجزء الاول لاي بني) والمسلسل كما نعلم يستند اساسا للعمل الادبي (اي بني) الذي كتبه معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر وحاول ان يخاطب فيه الجيل الجديد ويفتح له نافذة يطل منها على عالم القديم الذي لم يره ومن ثم يقارن بينه وبين عالم اليوم.
احسنت شركة نيو الدولية المنتجة للعمل حين وفرت له كل المستلزمات ولم تبخل عليه ابدا والقرية التراثية التي شيدت خصيصا له دليل اكيد على ذلك عدا الامكانيات الاخرى المساعدة بحيث اصبح المسلسل مادة وثائقية ارشيفية مهمة للكثير من العادات والتقاليد والحكايات والقصص الشعبية.
كما ان الاداء الفني بشكل عام كان جيدا وايقاع الحركة مقبولا حيث لم نر اي اثارة او (مبالغات) اخراجية لا ضرورة لها وكان المخرج بسام الملا وهو صاحب اعمال ناجحة كالعبابيد وايام شامية متمكنا من عمله وقادرا على التحكم بعناصر العمل رغم الاعداد الكبيرة والجموع الضخمة التي تتطلبها مختلف المشاهد واجاد الطاقم التمثيلي الاداء وفق متطلبات الادوار المختلفة وطبيعتها المتغيرة وكانت اللهجة مقبولة بالنسبة للممثلات السوريات.
ان زمن المجد يعد اضافة جديدة ومتميزة للاعمال التلفزيونية السعودية وسيتيح للمشاهد السعودي والعربي التعرف على الماضي بشجونه وهمومه وحكاياته ومقارنته مع ماتشهده المملكة اليوم من تطور وتقدم في كل الميادين.
ويبقى السؤال: هل نجح المسلسل كعمل فني في نقل النص الادبي بأمانة للمشاهدين حاول السيناريست نواف الحديدي جهده في ان يكون محافظا على مضمون الرسائل الورادة في الكتاب وتكيف وفق متطلبات العمل التلفزيوني وكان امينا على النص ولكن الرأي النهائي في هذا الموضع يظل للمؤلف اولا ومن ثم للمشاهد الذي سيحرص على الاطلاع على هذه السلسلة الادبية الوطنية (اي بني) وبهذا يكون المسلسل حقق فائدة معرفية اضافة للمتعة الفنية.