 * بيروت - واس
اكد صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ان القضية الفلسطينية تمثل عند قيادات المملكة العربية السعودية منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - جوهر القضايا العربية.
وشدد سموه على ان حقوق العرب في فلسطين لا تقبل النقاش لانها بلادهم منذ اقدم العصور وهي عربية موقعا وانتماءً ولسانا وثقافة وتاريخا.
وقال سموه في حديث اجراه مع سموه رئيس تحرير صحيفة الشرق اللبنانية عوني الكعكي ونشرته امس ان العالم العربي والإسلامي يشهد بما تقوم به المملكة العربية السعودية وما تقدمه من تضحيات في سبيل القضية الفلسطينية حيث احتضن قادة المملكة العربية السعودية المتعاقبون قضية فلسطين
وحول سؤال عما اذا كانت المملكة تؤيد ما اكده فخامة الرئيس ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين حول تمسكه بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في شهر ايار المقبل قال سموه:نحن دائما مع الاشقاء الفلسطينيين في شأن توقيت اعلان دولتهم ونحن ندعمهم في السراء والضراء .
ودعا سموه الى التحرك الفوري لدعم عملية السلام في الشرق الاوسط وانقاذها من التداعي مؤكدا اصرار المملكة على ضرورة تنفيذ كامل قرارات الشرعية الدولية وما صدر عن مجلس الامن الدولي وخصوصا القرارين 242 و338 المتعلقين بالانسحاب من الاراضي العربية المحتلة والقرار 425 الخاص بالانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة.
وشدد سموه على ان لا سلام في المنطقة من دون استعادة الاراضي العربية المحتلة مؤكدا ضرورة الضغط على اسرائيل للانسحاب من الجولان وجنوب لبنان وموضحا سموه ان العرب يريدون السلام وان نتنياهو يضع العقبات في الطريق الى السلام.
واشاد سموه بدور فخامة الرئيس حافظ الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية وحكمته في هذا الصدد.
وعن الوضع في العراق افاد سمو النائب الثاني ان المملكة العربية السعودية لا تتدخل في الشئون الداخلية للعراق وكل ما نتمناه هو السلام والخير والمحبة لشعب العراق الشقيق.
وقال سموه نحن دائما ضد ضرب العراق ويهمنا وحدة العراق شعبا وارضا كما يهمنا استقراره مع التأكيد انه لم يتم قصف العراق ابدا انطلاقا من اراضي المملكة العربية السعودية بعد حرب تحرير الكويت اما زيارة وزير الدفاع الامريكي او غيره من المسئولين الامريكيين فهي زيارات لبحث العلاقات المشتركة والامور الدفاعية لكون المملكة في وضع الدفاع عن النفس .
وجوابا على سؤال عن العلاقات الوطيدة بين المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر قال سموه:منذ قديم الزمان وحتى اليوم تميزت العلاقات بين الدول الثلاث بالمتانة وهي بقيت على احسن ما يرام ونتمنى ان تزداد تطورا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وفخامة الرئيس حافظ الاسد وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك وهي الان علاقات ممتازة ومستقرة والحمد لله ويمكن القول ان العلاقات الممتازة بين الدول الثلاث هي ضمانة للعالم العربي على اعتبار ان السعودية وسوريا ومصر دول تشكل محور هذا العالم العربي والعلاقات المتينة بينها هي قوة للعرب في مواجهة التحديات على انواعها كافة والمملكة في الاساس تنبذ الفرقة والانقسام وتميل الى وحدة الصف العربي في وقت يتجه فيه العالم كله الى الاحلاف والتكتلات .
وحول سؤال عن تقييم سموه للوضع الحالي في لبنان قال سموه:لقد سررت جدا بوصول رجل عسكري مثل العماد اميل لحود الى منصب رئاسة الجمهورية وهذا ما يدعو الى التفاؤل وخصوصا ان سمعته ونظافة كفه وشخصيته الشجاعة هي مميزات يحتاج اليها لبنان وأنا أرى لبنان جنة على الارض هكذا عرفناه في الخمسينات وهكذا نريده ان يظل باستمرار والبلد يحتاج الى جميع ابنائه من اجل اعادته الى سابق عهده وهنا لابد من قول كلمة حق وخصوصا لجهة الانجازات التي تحققت في عهد الرئيس الياس الهراوي الذي تسلم بلدا دمرته الحرب في ظل غياب الدولة والقوانين فلا كهرباء ولا ماء حتى ولا أمن,, وسلّم الرئيس الهراوي الامانة بعد انتهاء عهده وسيادة القانون تعم الاراضي اللبنانية في دولة قوية ومؤسسات دستورية محصنة وباختصار لقد سلم الرئيس الهراوي دولة بكل ما يعنيه ذلك والرئيس الهراوي دخل التاريخ لانه هو الذي جاء بالسلم الى لبنان بعد حرب استمرت عشرين عاما ولا يمكن ان ينسى احد التضحيات الكبرى التي قدمها الرئيس رفيق الحريري الذي نجح في اعادة البناء والاعمار وأعاد انشاء البنى التحتية وطور النظم الخدماتية ولا اقول ذلك لأنني اعتبره واحدا منا بل لأن ما قام به وما قدمه يشهد له العالم .
وعن التقارب الاقتصادي مع ايران وهل يوصل الى تقارب سياسي وخصوصا ان فخامة الرئيس محمد خاتمي يسعى الى إدخال ايران في حالة انفتاح دولي قال سموه نحن نرحب بكل خطوة ايجابية تأتي من اي دولة في العالم ونبادرها فورا بأحسن منها فكيف اذا جاءت من دولة جارة ومسلمة وبالطبع فان التحسن في العلاقات الاقتصادية ينعكس تحسنا في العلاقات السياسية وزيارة فخامة الرئيس الايراني محمد خاتمي المرتقبة الى المملكة العربية السعودية ستكون لها انعكاسات ايجابية في العلاقات الخاصة بين الدولتين ومع دول الخليج ايضا .
واردف سموه يقول:بالنسبة لنا ليست لدينا ان مشكلة مع احد وقد يكون للاخرين مشاكل ومطالب وهذا أمر يخصهم ولكننا منفتحون لايجاد أي حل لأي مشكلة ان وجدت والتفاهم هو مفتاح لكل الحلول ,وردا على سؤال عن وساطة المملكة في قضية لوكربي ولماذا لم تتدخل المملكة منذ البداية قال سموه تدخلنا في هذه القضية فعلياً عندما طلب منا فخامة الرئيس نلسون مانديلا رئيس جمهورية جنوب افريقيا التدخل اضافة الى اننا لمسنا ان هناك استجابة عالمية لتدخلنا من الامم المتحدة اولا ومن امريكا ثانيا ومن بريطانيا ثالثا ومن الاخوة في ليبيا ومن فرنسا ومن الجميع, اما سبب عدم تدخلنا منذ البداية فيعود الى انه لم يطلب منا بالذات التدخل اضافة على ما نعتقد الى ان الظروف لم تكن مهيأة للحل في ذلك الوقت واما الان فأصبحت مهيأة .
وبخصوص موضوع ترسيم ما تبقى من الحدود مع اليمن اوضح سمو النائب الثاني ان المباحثات قائمة وممتازة مع الاشقاء في اليمن وان التواصل بين القيادتين موجود وقوي ومستمر للتوصل الى الحلول التي ترضي الطرفين.
وعن تجربة مجلس التعاون الخليجي افاد سموه ان قيام مجلس التعاون الخليجي جاء تجسيدا للروابط العميقة وتلبية لآمال وطموحات وتطلعات ابناء المنطقة واثبت المجلس انه عامل ايجابي من عوامل الاستقرار وقال:نحن نعمل لاستكمال المقومات الاساسية من دون عوائق او عراقيل لتكون تجربة مجلس التعاون تجربة تكاملية ناجحة تضيء الطريق امام البلدان العربية الاخرى ولا نستطيع بالطبع اغفال دور الجامعة العربية في توحيد الصف العربي ومجلس التعاون الخليجي ليس بديلا عنها وبالنتيجة فان تطور النموذج يبقى مطلوبا تجانسا مع روحية العصر .
وفيما يخص قضية كوسوفو وطريقة حلها بيّن سموه ان المملكة العربية السعودية هي دائما مع القضايا الاسلامية ومع كل المسلمين اينما كانوا متمنيا كل الخير والسلام لمسلمي كوسوفو وحل القضية سلميا.
وجوابا على سؤال عن قرار دول اوبيك خفض انتاجها تمهيدا لرفع اسعارها وهل ذلك كاف ام ان المملكة تعوض خفض سعر النفط عن طريق مجالات اقتصادية اخرى قال سموه:المملكة جادة بالعمل لدفع الاسعار ونعمل مع دول اوبيك لخفض الانتاج ونأمل ان يتم ذلك لمصلحة الجميع واما عن التعويض فهو موجود ونحاول تطويره وخصوصا ان امامنا استراتيجية للتنمية الصناعية تهدف الى تنمية قاعدة الصناعات وتنويع المنتجات وتوسيع الطاقات الانتاجية وما تحقق حتى الان من نهضة صناعية وتحولات ضخمة في المجال الصناعي هو كثير .
وشرح سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز ان المملكة تتجه نحو توسيع نطاق الاستثمار في الصناعات البتروكيماوية لاسباب عدة منها اتساع مجالاتها وتشابكها مع العديد من النشاطات الصناعية داخل الصناعة الكيماوية وخارجها وفي بقية النشاطات الاقتصادية القائمة في المملكة بما يساعد على توسيع القاعدة الصناعية المحلية اضافة الى وجود امكانات كبيرة في المملكة تتمثل في توفر الغازات الطبيعية في الحقول النفطية كالايتان والميثان والبروبان التي تعتبر من افضل دعائم الصناعات البتروكيماوية وان كل ذلك سيؤدي الى توفير بدائل للعملات الاجنبية وتقليل الاعتماد على النفط كمورد وحيد للعملات.
واضاف سموه يقول:ان قطاع الثروة المعدنية يعد دعما اضافيا للتنمية الاقتصادية ونحن ايضا لا نغفل الزراعة وخصوصا ان ما تحقق من وثبة زراعية وتحولات ضخمة في القطاع الزراعي يعد من الانجازات التي نعتز بها وقد تحولت المملكة بفضل الله ثم بفضل الاستراتيجية الزراعية الى دولة مصدرة للقمح ولكثير من المنتجات الاخرى بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي .
وفيما يخص مشروع الخزن الاستراتيجي,, اسبابه وفوائده قال سمو النائب الثاني ان الحاجة الى الشيء هي التي تحدد سعره فيصبح الغالي رخيصا نظرا الى عدم حاجتك اليه والرخيص غاليا نظرا الى حاجتك اليه ومشروع الخزن الاستراتيجي هو من اكبر واهم المشاريع التي نفذتها المملكة العربية السعودية والفكرة اساسا طرحت عندما حدث اعتداء على المملكة خلال الحرب العراقية/ الايرانية حيث دعا خادم الحرمين الشريفين الى اجتماع لمجلس الوزراء فتم طرح اقتراحات عدة فجرى الاتفاق على مشروع الخزن الاستراتيجي وتم تشكيل لجنة وزارية برئاستي وعضوية وزراء الداخلية والتجارة والنفط لوضع الخطط الكفيلة بتنفيذ المشروع بهدف حماية الثروة النفطية التي تشكل العمود الفقري لاقتصادنا .
واردف سموه يقول:ان المملكة العربية السعودية شبه قارة اذ تبلغ مساحتها اربعة اضعاف مساحة فرنسا ومجمل هذه المساحة مليونان واربعمائة الف كيلو متر مربع وعلى هذا الاساس فان مشروع الخزن الاستراتيجي يحتاج الى انشاء عدد كبير من المستودعات في مناطق مختلفة تمت دراستها هندسيا وبالتالي لابد من ربطها بعضها ببعض بشبكة خطوط امداد تحت الارض بحيث تغطي المملكة ومناطقها ومدنها .
واضاف سموه انه وبعد دراسات عدة للموضوع تم الاتفاق على مشروع يجعل المملكة خمس مناطق مرتبطة احداها بالاخرى بشكل كامل وشامل ثم شكل وفد من الخبراء من وزارة الدفاع والطيران ومن جميع تشكيلات القوات المسلحة والحرس الوطني ووزارة النفط ووزارة التجارة ومن شركة أرامكو وقام بزيارة عواصم بريطانيا وفرنسا وسويسرا واليابان والولايات المتحدة الامريكية وغيرها.
وقال سموه:اتفق الرأي بعد ذلك على السويد وخصوصا ان رئيس الوزراء حينها اولوف بالمه تربطه علاقات طيبة معنا وهو صديق للعرب وعلى الرغم من ذلك استمرت المفاوضات سنة كاملة حتى وصلنا الى الاسعار التي نعتبرها مقبولة مع التذكير بان طبيعة جوف الارض في السويد وتضاريسها شبيهة الى حد ما بطبيعة جوف الارض عندنا وهكذا انطلق العمل في هذا المشروع الكبير الحيوي الذي يجعلنا مطمئنين الى مستقبل بلدنا ,وابرز سموه ان اهمية هذا المشروع بالاضافة الى انه يحمي ثرواتنا في ايام الحرب فهو في ايام السلم ذو فوائد كبيرة وخصوصا لجهة التوزيع الذي يصبح اقل كلفة بسبب شبكة التوزيع بالانابيب التي تغطي جميع احاء المملكة مع الاشارة في هذا المجال الى ان هذه المنجزات تحتوي سبعة انواع من الزيوت والنفط للطائرات والبواخر والسيارات وتوليد الطاقة.
ومضى سموه يقول:ان شركة ارامكو ستجني ارباحا كبيرة من هذا المشروع ونحن في وزارة الدفاع نوفر الاكلاف من دون الحصول على اية مردودات لان مهمة الوزارة بعد الله عز وجل حماية الوطن واشير هنا الى ان تخزين النفط له علاقة بضبط الاسعار اذ عندما يزداد الطلب فلا ضرورة لزيادة الانتاج على اعتبار اننا سنلجأ الى الكميات المخزنة وكذلك نستطيع اللجوء الى ذلك في موسم الحج حيث يزداد استهلاك النفط لتوليد الطاقة والمواصلات وغير ذلك .
|