في واحدة من مكرماته التي لا تحصى، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله وأيده- بالسماح لثمانية عشر ألف حاج عراقي بدخول المملكة لأداء مناسك الحج هذا العام وان تتحمل المملكة نفقات حجهم من رسوم ومأكل ومشرب ومسكن.
وجاء أمر خادم الحرمين الشريفين -طبقا لما أعلنه أمس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية- جاء الأمر السامي بعد ان علم -يحفظه الله- ان وصول هذا العدد الكبير من حجاج العراق الى الحدود الشمالية للمملكة بعد قفل المنافذ وبعد ان علم بعجزهم عن سداد الرسوم وتحمل نفقات الحج.
وتجيء هذه المكرمة الملكية من خادم الحرمين الشريفين -متعه الله بالعافية- تجسيدا عمليا لمبدأ خدمة الاسلام و المسلمين، خاصة في هذه الأيام العشر من ذي الحجة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما من أيام العمل الصالح فيها أحب الى الله من هذه الأيام، قالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء رواه البخاري.
والمعروف ان خادم الحرمين الشريفين أمر خلال الأسبوعين الماضيين باستضافة مئات الحجاج من روسيا الاتحادية ومن خمس جمهوريات إسلامية في آسيا الوسطى ليؤدوا مناسك الحج على نفقته الخاصة.
ولم تقتصر خدماته -حفظه الله- لضيوف الرحمن على استضافة المئات والآلاف منهم في مواسم الحج، بل تعدت هذه السنة الحميدة الى أرض الواقع في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وفي المدينة المنورة، حيث تعددت مرافق خدمات الحجاج من سكن حديث وراقٍ، ووفرة في مياه الشرب من مبرته لتوفير المياه المثلجة، الى الجسور والأنفاق والكباري، وتشجير الممرات، والخيام وتنظيم حركة السير في اطار لجنة أمن الحج حتى يؤدي ضيوف الرحمن حجهم في يسر وسهولة وأمن واطمئنان خاصة بعد التوسعتين العملاقتين في الحرمين الشريفين اللذين اصبح كل منهما يستوعب الملايين من المصلين في الوقت الواحد من أوقات الصلاة والطواف والسعي.
وكل هذه الاعمال لوجه الله وابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، لأنها جوهر رسالة المملكة التي من أجلها جاهد الملك الوالد المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- لاقامة هذا الكيان الوطني والعربي والإسلامي ليصحح مسار التاريخ حتى يستعيد المسلمون كخير أمة أخرجت للناس، مكانهم القيادي في ركب الحضارة الانسانية في المستقبل مثلما كانت رائدة وقائدة الحضارة الانسانية التي كرمت الانسان كخليفة الله في أرضه.
الجزيرة