** أي سطوة هذه التي صارت للشعرالعامي,.
وأي احتفائية واسعة النفوذ ممتدة الطقوس حتى اجتاحت منصات التعليم والمدارس والاحتفالات التربوية,.
واي سكون صار يعتري كل القلوب فاعتادوا سماع العامي وهو يزاحم اللغة الفصيحة ويتفوق عليها لانه الاقرب والأبسط والملامس وهذا لايعطيه الحق بالتجاوز واقتحام مؤسساتنا التعليمية بهذه الفجاجة,.
** أزعجتني جداً عدة مناسبات تربوية حضرتها وحاولت ان أستكين في مقعدي وأن أرسم على ملامحي ابتسامة هادئة والشعر الشعبي يتكرر بكل اعتيادية وسطحية وتردده الفتيات احيانا دون ان يعين لمفرداته وتصعد الشاعرة الشعبية في محفل علمي تحضره صفوة التربويات تترجم أحاسيسهن بلهجتها العامية الخالية من اي حس إبداعي متميز,, لماذا,, هذه السطوة لقصائد ينقصها الكثير حتى تستحق ان تلقى على الجمهور,,
هل قصرت اللغة دون ذلك,,.
وهل تراجعت إلى الخلف خطوات,.
وهل لم يعد بإمكاننا ان نصوغ افراحنا إلا باللهجة العادية جداً التي نتحدث فيها مع جاراتنا ومع بائعي البقالات حولنا,.
** لست ضد الشعر الشعبي,.
والذين يعرفونني يدركون ذلك,.
والذين لايعرفونني لعلهم يتأكدون من انني ابنة قبيلة نجدية زادها الشعر,, وحليبها القصائد,.
هو جمرها في الشتاء
وهو قمرها في ليالي الصيف,.
لكنني قبل ذلك ابنة لنجد العربية,, احدى معاقل امرىء القيس وعنترة,, اضيق حين تزاحم اللغة وينافسها في مؤسسات التعليم منافس.
حتى وان كان هذا المنافس هو الشعر الشعبي الذي احببته منذ دهشة قديمة اصابتني حين كنت اتلوه على جدي في مساءاته الممزوجة برائحة الهيل وقهوة القاضي وجضيض خلوج العوني وعواء ذئب ابن شالح,, وادعية اسحار ابن حميد,.
** لكنها اللغة التي يلزم ان تبقى الوعاء المهيب الذي يقدره الناشئة ويرون تقديره متمثلا في احترام وجوده في كل ما له صلة بالتربية والتعليم فما بالنا بتنا نتهاون في امور ستقحمنا نحو خلخلة فكرية عميقة.
فإن كنا نشكو من معلمة تشرح درسها بلهجة عامية تقلل من قيمتها امام طالباتها بعدم مقدرتها على خلق لغة فصيحة غير متكلفة قادرة على ان تصل لتلميذاتها وعلى ان تحافظ على هيبة علمها وشخصيتها فإننا كذلك سنشكو حين تكون هناك حظوة اوحتى تواجد للشعر العامي في مؤسسات التربية والتعليم ولتبقى الفصحى مهابة في معقلها ولتراع كل المسئولات عن هذه الاحتفالات سواء في المدارس او مكاتب الاشراف اهمية المحافظة على اللغة الفصيحة وعدم اعطاء العامية الفرصة للتسلل في مناسباتنا التربوية.
فاطمة العتيبي