Saturday 20th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 3 ذو الحجة


يارا
بجعات برية
عبدالله بن بخيت

يوم الاربعاء الماضي نشرت مقدمة لسلسلة من المقالات كنت أنوي نشرها مع بداية هذا الأسبوع في محاولة للكشف عن المغزى الحضاري والثقافي للصراع الدائر بين الهلال والنصر, وكان يفترض ان أبدأ هذه السلسلة اليوم, لولا ان قرأت تصريحا للأستاذ مسفر المسفر وكيل وزارة الاعلام المساعد للاعلام الداخلي حول ما كتبته قبل فترة عن غياب الكتب الممتعة عن أسواق المملكة, ومثلت بكتاب بجعات برية الذي يعد واحدا من أبرز الكتب التي صدرت في الثمانينات, والذي توهمت غيابه عن المكتبات التجارية في المملكة, ولكن الاستاذ مسفر أوضح ان الكتاب موجود في اسواق المملكة, وقد أجريت اتصالات مع بعض المكتبات التجارية في الرياض وقد تبين لي ان الكتاب فعلا كان موجودا في المكتبات حسب افادة مكتبة العبيكان, وقد بيع منه اربعمائة نسخة, كما تضمن تصريح الاستاذ الكريم احصائيات لعدد الكتب المفسوحة وعدد الكتب الداخلية المصرح بنشرها, وهي أرقام كبيرة اذا اخذنا في الاعتبار ضعف حركة النشر العربية.
اشكر الأستاذ مسفر على هذا التوضيح وأحب ان أشير انني من جهتي اقدر دور وزارة الاعلام البناء دائما فيما يتعلق بتوفير الكتب وكذلك دعمها الكبير للمؤلفين والكتاب في كل الظروف وخاصة ادارة المطبوعات فهذه الادارة في النهاية جزء من الحركة الثقافية ليس على المستوى الاداري والتنظيمي فحسب بل على مستوى الافراد فهي تضم مجموعة ممن ساهموا في انتاج الكتاب ورعايته, ولا يمكن ان يكون الانسان ضد نفسه, وما طرحته حول الكتاب لم يكن من الناحية الاجرائية, فقضية الكتاب حسب وجهة نظري هي قضية اجتماعية, فالكتاب يتصل بمفهوم يكتنفه الغموض والرهبة والاحترام.
وهذا ميراث تنامى عبر قرون في الذهنية العربية لم يستطع ان يتكيف مع صناعة الكتاب الحديثة أبدا، حتى في أذهان المثقفين الذين يتعاطون مع الكتاب بشكل مباشر.
والكتاب رغم هجمة ما يسمى بالانتاج الجماهيري ما زال مع الأسف في أذهاننا هو تلك الأداة التي تنشط في حقول التثقيف والتعليم والتأثير الأيدلوجي فقط, فهو مادة اعلامية موجهة وليس هجوم الكثير منا على القنوات الفضائية إلا لأنها لم تقدم مواد تثقيف وتعليم وأدلجة كما تعودنا في أي اتصال لنا بالجماهير, فأي معالجة تتصل بالجماهير يجب ان تأخذ الجماهير كتلاميذ, وهذه ثقافة عريقة في أذهاننا وحتى بين المثقفين المحدثين حيث تعاملوا مع الجماهير بهذا المفهوم تثوير السؤال في داخل القارىء,, على القارىء ان يصعد الى ما أكتبه,, على القارىء ان يفهم ما يقال الى آخر شعور الحاد برفعة المؤلف ودونية المتلقي, ومن هذا المفهوم السائد اصبح الكتاب أمام أمرين اما صديقا أو معاديا وماطرحته عدة مرات سواء في زاوية يارا أو في أماكن مختلفة أخرى يصب في هذه الخانة وليس في مسألة اجازة الكتاب أو عدم اجازته، فأنا لم أهتم في حياتي المتصلة بالكتابة بالمسائل التي تتعلق بالخدمات أبدا أو المسائل الاجرائية.
أعود وأعتذر للقارىء الكريم الذي توقع ان يقرأ عن الهلال والنصر وفوجىء بهذا التعليق وسنلتقي يوم الاثنين القادم.
يمكن مراسلة الكاتب على البريد التالي
E-mail:AL bakeet @ suhuf.net.sa
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
شعر
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير