عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مقال للاخت منى عبدالله في عدد 9663 بتاريخ 26/11/1419ه بعنوان (خفضوا رواتب المعلمات) يتأرجح مقال الاخت بين النرجسية ربما لانها من اللواتي لم ينتظرن للحصول على عمل وبين الواقعية بالنسبة للمثال الذي تطرقت إليه من انفاق الرجل على الاسرة وهذا يعطيه الحق في زيادة راتبه، لا يخفى على الاخت ان التطور الاقتصادي وزيادة متطلبات الحياة، فرضت على المرأة العاملة المشاركة مع الرجل مشاركة كلية إذا ارادت ان تحيا حياة كريمة، اما بالنسبة لضربها بمثال المعلمة التي تحصل على راتب 9000 ريال، يبدو ان الاخت لا ترى مقدار المعاناة التي تمر بها المعلمات فهي تعمل في مناطق بعيدة وربما قرأت في الصحف ان بعضهن يستخدمن وسائل نقل بدائية للوصول إلى اماكن التدريس، وما يتعرضن له من استغلال بعض اصحاب الباصات المادي.
لو اردنا ان نتجه للناحية الاقتصادية هناك جانب استهلاكي وجانب انتاجي، المرأة تحصل على نفس راتب الرجل ولا نبالغ إذا قلنا ان انتاجية المرأة ضعف انتاجية الرجل في المهن التي تتناسب مع طبيعتها مثل مجال التعليم، نجد الخريجات معدلاتهن تفوق معدلات الطلاب الذكور على الرغم من الحالات الفسيلوجية التي تعتري المرأة من حمل وولادة وما يترتب عليه من تقليل ايام العمل للمرأة إلا ان المرأة اكثر انتاجية بكل تأكيد نحن لا نتحدث عن الانتاجية بالمعنى الاقتصادي للكلمة، من تكوين سلع وغيره كما هو معروف عند الاقتصاديين ولكن نتحدث عن الخدمات فالاجر مقابل خدمة، إذا اعتبرنا العملية التعليمية عملية استثمارية كما يراها الاقتصاد ولكن واعتقد ان هذا ما حاولت ان تلمسه الاخت هل استهلاك المرأة يعادل انتاجيتها حتى تحقق نقطة التوازن, هنا اتفق مع الاخت وكما يقول الاقتصاديون (المرأة تعتبر مستهلكة غير رشيدة) حيث تنفق ما تحققه من دخل على سلع لا تعود عليها بالمنفعة الاقتصادية مقارنة بمستوى انفاقها، وقراءة لمعدلات استهلاك الملابس وأدوات المكياج وهي سلع ليست طويلة المنفعة ولا دورية وأقولها، وبكل اسف خصوصا لدى المرأة الخليجية نرى كيف ان المرأة مستهلكة غير رشيدة، خصوصا انها لم تدخل السوق الانتاجية بمعنى الكلمة فالمرأة في مجتمعاتنا مازالت في مجال المشاركة الخدماتية من تعليم وصحة وبنوك, أتذكر انني طرحت هذا السؤال على احد الاقتصاديين كيف يمكن ان نرتقي بعقلية المرأة في مجتمعنا حتى تصبح مستهلكةرشيدة وكما ارتقينا بها في النواحي التعليمية والثقافية والاجتماعية؟ وربما يطرح هذا السؤال على المرأة نفسها.