Saturday 20th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 3 ذو الحجة


التجديد والخروج عن الرتابة

مما لاشك فيه ان الانسان بطبيعته ميال للتجديد والخروج عن الامور الروتينية المملة,, والتجديد بالطبع يمنح الفرصة للابداع والابتكار ذلك لأنه خروج عن الدائرة التي اعتدنا ان نلف وندور فيها,, والتجديد لايقتصر على جانب دون آخر لذلك نجد ان من أبسط أموره هو محاولة اعادة ترتيب وضع أثاث الغرفة أو تبديل سجادة بأخرى أو ما الى ذلك من الامور البسيطة والبسيطة جداً ولعلنا نرى أو نلمس الملل الذي يصيب كل فرد فيما اذا قدم له نفس الطعام بذات الطريقة يومياً وعلى مدى ايام طويلة,, اذاً التجديد مطلوب بكل اشكاله بل وحتى في نوع الحديث المطروح وكثيراً ما نجد اشخاصا تعودوا على طرح موضوع ما في كل جلسة وفي كل مناسبة مما يجعلهم موضع نفور وملل ولكل حدث حديث.
التحديث للأحسن ووفق المبادىء التي يؤمن بها المجتمع أمر ضروري ومطلوب للخروج عن الأمور التقليدية التي بات بعضها بالياً لايصلح لمجاراة متطلبات العصر كالسرعة في انجاز المعاملات واتخاذ القرار وتسهيل قنوات الاتصال والبيع والشراء, ويتعدى التحديث هذه الامور ليصل الى المناهج والصحف والمجلات والبرامج الهادفة وغير ذلك, وعن ضرورة الخروج عن الامور الشكلية قدمت لي احدى الصديقات ورقة خرجت بها عن المألوف وتساءلت ماذا لو قدمت هذه الورقة عوضاً عن استمارة طلب مني تعبئتها وقد حملت بنوداً عديدة,,؟ الاستمارة كانت عبارة عن معلومات لإثبات الشخصية في مكان ما على ارض الوطن العربي,, كانت تقول,, ماذا يعني اسمي ومهنتي مقابل ماقدمته وما أشعر به,, عندها دفعني الفضول لمعرفة تفاصيل فكرتها فمدت لي ورقة حملت بنوداً عدة,, فأجابت عليها بالجهة المقابلة اجوبة راقت لي بحداثتها,.
الاسم واللقب - عاشقة الناس.
المهنة - فاعلة خير.
العنوان - شاطىء مهجور.
الهاتف - خط في الافق.
عنوان الاقامة الدائم - مجهول.
رقم الدار - تغريد عصفور.
المدينة - بقعة تحتويني بأمان.
رقم بطاقة العائلة - ثلاثة ابناء.
فصيلة الدم - زهرة اللوتس.
معاناة من بعض الامراض - حسد المحيطين.
قرأتها وفهمت مابين السطور,, انها المعاناة والتعطش الى التجديد بل وتصويره بشكل مغاير عن المألوف,, ذلك لعدم وجوده على ارض الواقع.
د, رافدة الحريري
مركز الدراسات والتقويم

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
شعر
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير