Saturday 20th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 3 ذو الحجة


فيما أجمع المعلمون والطلاب على وجود الملل والرتابة في اليوم المدرسي
الجزيرة تناقش مسببات ملل الطلاب وتقترح البدائل لطرده
استحداث برامج جديدة في المدارس وتفعيل الأنشطة المدرسية بشكل جاد كفيل بطرد الملل

استطلاع : منيف خضير
آراء متنافرة
* في البداية اكد الاستاذ خالد بن ناجي الشمري- مدير متوسطة عبادة بن الصامت برفحاء - ان الملل يساور الأعمال اليومية بشكل عام وبنسب متفاوتة، ونسبة الملل في اليوم الدراسي قليلة, وذلك يعود لمدى تنظيم اليوم الدراسي وطبيعته- هذا من وجهة نظر شخصية-.
* اما الاستاذ فيصل بن جزاع الشمري - مدير ثانوية الحسن البصري برفحاء - فيؤكد وجود الملل اثناء اليوم الدراسي وذلك لطول اليوم الدراسي (سبع حصص) ووجود الطالب في نفس الفصل والمقعد طوال اليوم وخصوصاً في المواد النظرية.
* الاستاذ سعد بن سويدان - معلم عربي بمتوسطة رفحاء - يؤكد وجود هذا الملل بل ويطالب باستحداث بدائل اخرى وتهيئة المعلمين لمواكبتها وتخصيص مشرفين مختصين لهذه البدائل.
* وكيل متوسطة الملك فيصل برفحاء الاستاذ خالد الخضيري يقول: لا اظن ان الملل موجود بهذا الشكل فاليوم الدراسي يتناسب وقدرة الطالب وطاقة المعلم بالاضافة لوجود الفسحة وهي وقت للراحة وطرد الملل.
* بينما عارض الاستاذ كدّاش نايف زميله الخضيري وقال: ان اليوم الدراسي ممل لعدم وجود الانشطة المختلفة بالصورة الكافية.
هذا رأي المعلمين ولكن ما رأي الطالب بصفته المستفيد الأول من اليوم الدراسي,, ويبقى السؤال هل اليوم الدراسي ممل؟ ولماذا؟.
* الطالب نواف صالح (طالب ثانوي) يقول: لا يوجد ملل لأن اليوم متصل بالدراسة.
* الطالب فريد بن ملواح الشمري (طالب ثانوي): نعم اليوم الدراسي ممل لطول الوقت.
* اما عواد بن رمضان الشمري فيرى ان الموضوع يتعلق بالطالب نفسه فمتى ما استعد للدراسة فليس هناك ملل، اما اذا نفر منها وجاء للمدرسة متأخراً فالملل ينتظره بكل تأكيد!!.
* وينفي الطالب سراي عايد وجود الملل وكذلك زميله جلال محمد العنزي (طالب) وجود الملل لوجود الفراغ بين الحصص وهو فرصة لتجديد النشاط.
* اما الطالب رميح بن سعود الشمري فيرى ان الملل سمة بارزة في اليوم الدراسي وخصوصاً للطلاب الذين يسهرون ليلاً!!.
* ويؤيد الطالب عبد الله المنديل وجود الملل لكثرة الحصص وتأخر الدوام في فصل الشتاء الى الثامنة.
* ويتفق معه الطالب سالم بن سطم الشمري على وجود الملل وخاصة في نهاية اليوم الدراسي ومع وجود مواد صعبة كالرياضيات والانجليزي!!.
اما الطالب صلاح شامي فيقول: اننا تعودنا على اليوم الدراسي ولا أظنه مملاً الى هذه الدرجة!! ويرى عزيز ناشي الشمري (طالب بالمرحلة الثانوية) ان الملل سببه الطالب وليس اليوم المدرسي فمتى ما كان الطالب متفاعلاً مع الدرس فهو يستمتع بالدروس عكس الطالب السلبي فهو ينتظر نهاية الحصة بفارغ الصبر ومن هنا يتسرب اليه الملل.
* الطالب محمد مشوح العنزي (ثانوية الحسن البصري): انا شخصياً احب المدرسة ولا ارى وجوداً للملل,, ولكن المسه بوضوح بين زملائي وربما السبب في ذلك قلة الانشطة وبخاصة النشاط الرياضي بين الصفوف, كذلك ضيق الفصول في المباني المستأجرة وعدم وجود نشاط مسرحي.
ما هي الحلول؟
* اذا كان الغالبية يرون ان اليوم الدراسي ينتابه الملل,, فما هو الحل لطرد هذا الملل من وجهة نظر ضيوف الاستطلاع؟! وما هي البدائل التي يرون وجودها في اليوم المدرسي كحل لهذه المشكلة؟!.
* الاستاذ كداش نايف يرى ان البديل هو تفعيل الانشطة الحالية وخصوصاً التي يحبها الطلاب مع استحداث انشطة ذات فاعلية وفائدة للطلاب كالأعمال المهنية (الزخرفة - النجارة - والكهرباء),, وكذلك تكثيف الجانب التطبيقي لحصص الحاسب الآلي للمرحلة الثانوية.
* ويقول الاستاذ خالد الخضيري ان الروح الطيبة والعلاقات الأخوية في المدرسة هي الحل لكثير من العقبات فمتى ما وجدت هذه الروح فليس هناك ملل ان شاء الله.
* ويرى الاستاذ سعد سويدان أن هذا الموضوع يحتاج الى دراسة مستفيضة من المختصين والتربويين وكذلك تخطيط سليم لاستحداث برامج تتوافق مع الواقع التعليمي.
* اما الاستاذ فيصل بن جزاع الشمري - فيقول: هناك حلول واجتهادات من المدرسة نفسها حيث تلجأ مثلاً الى تغيير مكان الدرس من حصة لأخرى لابعاد الملل عن نفوس الطلاب فمثلاً دروس التربية الاسلامية تؤخذ في مسجد المدرسة واللغة العربية في المكتبة والعلوم في المختبرات والاجتماعيات في معمل الاجتماعيات والحاسب في معمل الحاسب الآلي, وقد توضع نسختان بدلاً من واحدة وهنا يكون دور المدرسة في تفعيل النشاطات المدرسية ووضع المسابقات والمنافسات المختلفة مثل دوري الفصول لكرة القدم ومسابقات تجميل الفصول واحسن صحيفة حائطية,, وغيرها.
* الاستاذ خالد بن ناجي يقول: كما قلت- ان نسبة الملل قليلة ولتقليلها اكثر يوجد حلول منها تكثيف وتفعيل النشاطات المختلفة للطلاب والاعمال اللاصفية التي يروح بها الطالب عن نفسه ويستفيد منها والعمل على مد جسور الألفة بين الكل.
- اما الطلاب فلطرد الملل يقترحون ما يلي:
* يقول الطالب محمد بن مشوح العنزي: يجب ان تعمل مسابقات ثقافية بين الطلبة الاوائل في كل صف لبث روح المنافسة وكذلك عمل دوري لكرة القدم والالعاب الاخرى في الفسحة وعمل جوائز تشجيعية للطلاب المتفوقين بعد كل اختبار او نشاط طلابي وتكريمهم في صف الصباح.
* ويرى الطالب نواف صالح ضرورة استحداث حصص للترفيه البريء, والسماح للطلاب بالخروج اثناء الحصة كفيل بازاحة الملل عنهم!.
* اما الطالب فريد ملواح فيرى ان الحل هو بتقليل وقت الحصة واضافة حصة اخرى لمادة التربية البدنية ووضعها في مكان مناسب في الجدول الدراسي.
* الطالب عواد رمضان يرى ان جميع الانشطة التي تطرق لها الزملاء معمول بها بشكل او بآخر ولكن تتابع الحصص بشكل متصل هو سبب الملل فيجب ان يكون هناك وقت بين الحصص (5 دقائق).
* يقترح الطالب سراي عايد ان تكون هناك حصة أخرى للبدنية اخرى في المرحلة الثانوية وكذلك ان توضع الفسحة بعد كل حصتين.
* يرى الطالب جلال محمد ان الحل بيد الطالب نفسه فمتى ما كان ايجابياً اثناء الحصة فانه حتما لا يشعر بالملل.
* ومن جانبه قال الطالب رميح سعود: ان السهر يتسبب في عدم استمتاع الطلاب باليوم الدراسي وبالتالي يشعرون بالملل, واقترح تأخير بداية صف الصبح والحصة الاولى.
* اقترح تقديم الدوام باكراً,, هكذا قال الطالب عبد الله المنديل, فهذا فيه نشاط وحيوية وغالبية الطلاب يصابون بالملل في الحصص الاخيرة لرغبتهم في النوم, وربما اذا وجدت فسحتان فهذا افضل.
* اما الطالب سالم سطم الشمري فيقول ان الملل عادة يكون في الحصص الاخيرة لذلك اقترح وضع المواد الشيقة في الحصص الاخيرة كالعربي والدين.
*أما الطالب صلاح شامي فيرى الزام الطلاب بممارسة كل منهم النشاط المفضل لديه,, وعدم ترك الطالب بدون نشاط في المدرسة,, فشعور الطالب انه لا يستطيع عمل اي شيء في المدرسة يولد في نفسه الملل وفكرة الهروب من المدرسة.
ولكن تجب مراعاة صلاحية هذه النشاطات لكل طالب بحيث لا يصاب بعض الطلاب بالخجل.
* غدير ناشي (طالب ثانوي) يرى ان روح المحبة بين المعلمين والطلاب كفيلة بالقضاء على هذا الملل ووجود حصة فراغ كل يوم - غير حصة الفسحة - كفيل بتحقيق رغبات بعض الطلاب بالالتقاء بزملائهم وتبادل الاحاديث الجانبية معهم.
آراء حول المعوقات
* الجزيرة تساءلت: كل هذه المقترحات معمول بها في معظم المدارس بنسب مختلفة بحسب امكانات المدارس,, ولكن ما هي العوائق التي تحول دون ممارسة مثل هذه الانشطة المقترحة؟!.
* يقول الاستاذ فيصل بن جزاع الشمري: المعوقات تكمن في مدى ملاءمة الانشطة لامكانات الطلاب والمدرسة فاذا كان هناك توازن بين الامكانات المتوفرة للمدرسة والانشطة المطلوبة نجحت هذه الانشطة واذا لم يكن هناك توازن صارت هذه الانشطة عبئاً على الطلاب والمدرسة.
* الاستاذ خالد بن ناجي يرى ان المعوقات كثيرة منها عدم وجود الحوافز الكافية للطالب لتجعله ممارساً جيداً للنشاط وعدم تهيئة المكان المناسب لذلك وقد يعود هذا لطبيعة المباني المستأجرة.
ويتفق الاستاذ كداش نايف على ان الامكانات مهمة جداً في تحقيق اهداف ونتائج النشاط كذلك قلة الوقت المخصص في اليوم الدراسي لممارسة الانشطة يقلل من فاعليتها.
* والاستاذ خالد الخضيري يرى ان ضيق الوقت يقف حائلاً دون ممارسة النشاط على الوجه الاكمل، وحبذا لو كان هناك نشاط خارج الدوام الرسمي يشرف عليه مختصون من المعارف ايام الدراسة.
* عدم وجود مختصين لهذه الانشطة وعدم تفرغ المعلمين المكلفين بالانشطة من اكبر المعوقات التي تحول دون فاعلية الانشطة,, هكذا يعتقد الاستاذ سعد سويدان.
* اما الطلاب فلهم آراؤهم,, يقول الطالب عواد رمضان عدم محبة الطلاب لمعلم النشاط اوبعض معلمي المواد هو العائق نحو تطبيق وممارسة معظم الانشطة وكذلك يرى زميله رميح سعود، الوقت والمكان المناسب اكبر عائقين في نظر الطالب عبد الله المنديل.
وسائل الاعلام صرفت الطلاب عن الاقتناع بالوسائل والنشاطات الحالية في المدارس فهي من اكبر العوائق, ويجب استحداث بدائل قوية في المدارس تجذب الطلاب,, كان هذا رأي الطالب سالم سطم.
* اما صلاح شامي فيرى ان النظام التعليمي بشكله الحالي هو العائق.
* ويقول الطالب محمد مشوح: ان اهم العوائق هي عدم ادراك الطالب لفائدة النشاط وعدم وضع حوافز للمشاركين وعدم تخصيص فترات زمنية في اليوم الدراسي لمزاولة هذا النشاط.
من الجزيرة
لا يختلف اثنان على وجود الملل في اليوم الدراسي وذلك يعود لطبيعة ونظام الدراسة التي تعتمد على الدروس النظرية مما يجعل الطالب متلقياً سلبياً,, لا يشعر بوجوده ولا يستمتع بوقته.
والوزارة أدركت هذه الجوانب فهيأت السبل لانجاح اليوم الدراسي وخصصت مبالغ مالية للصرف على النشاطات المنوعة في المدارس وجهزت المعامل والمختبرات والمكتبات لتنويع اساليب وطرق التدريس.
ورغم كل ذلك ولتفاوت امكانات المدارس وفهم منسوبي التعليم لتوجيهات الوزارة يبقى اليوم الدراسي مملاًفي نظر غالبية الطلاب,, والدليل هو جري الطلاب للخروج من الفصل اثناء الفسحة وعند نهاية الدوام بشكل يلفت النظر ويتكرر في كل المدارس تقريبا!!, فأين الحل؟! هل هو في النظام التعليمي الحالي؟ ام في تطبيقه؟!.
نقاط متفرقة
* قلة المخصصات المالية وضيق الوقت المخصص للأنشطة والمباني المستأجرة وعدم وجود المختصين من معوقات الاستفادة من الأنشطة المدرسية ومن مسببات الملل والرتابة
* ما إن يقرع جرس الحصة الأخيرة في المدارس حتى يتهافت الطلاب للخروج من المدرسة بشكل يوحي بملل كبير كان يساور هؤلاء الطلبة أثناء سير اليوم الدراسي
* نسبة الهروب من المدرسة - وخصوصاً في المدارس الثانوية - ترتفع يوماً بعد آخر,,, الأنشطة المنوعة أصبحت روتينية في المدارس!!
* لماذا كل هذا الملل من اليوم الدراسي؟! هل ثمة حلول لجذب الطلاب إلى المدرسة وطرد الملل عنهم؟ وما هي البدائل التي يمكن أن تكون حلاً لهذه الظاهرة؟
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
شعر
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير