يحق لليوغسلاف أن يرفضوا توقيع اتفاق سلام كوسوفو,,!!
والرفض هنا ليس لوجاهة موقفهم، وليس أيضا لحقهم في إبادة شعب كامل، تحرق قراه بالكامل، ويجبر أهله على الهجرة، بل لأن الذين بيدهم الحل والذين يسعون لتطبيقه ما انفكوا ومنذ تشكيل لجنة الاتصال الدولية التي تضم في عضويتها أكثر الدول دعما للصرب سياسيا وعسكريا روسيا ،نقول ما انفكوا يحرضون الصرب على رفض خطة السلام,.
@ الأوروبيون لا يريدون قيام حرب في القارة، حتى لو كانت هذه الحرب لوقف عدوان متواصل، ونصرة مظلوم، وردع معتد.
@ الروس لا يخفون دعمهم ومساندتهم للصرب سياسيا وعسكريا ويتكفل وزير خارجية روسيا وسفراؤه في الأمم المتحدة وأوروبا وواشنطن بالقيام بالضغوط والتصريحات لعرقلة اي إجراء يفرض على الصرب الامتثال للوساطات المتعددة التي يقوم بها الامريكيون والأوروبيون، ولعل آخر ما قام به الروس حينما امتنع المندوب الروسي في الانضمام الى زميليه في لجنة الاتصال الامريكي والأوروبي اللذين وقعا كشاهدين ضامنين لتوقيع ثوار كوسوفو على وثيقة السلام,, هذا الامتناع يؤكد أن الروس لا يقبلون إلا ما يقبل به الصرب!!
@ الحلف الأطلسي الذي يهدد منذ أشهر ويحشد الطائرات ويعقد الاجتماعات إلا ان كل ما يفعله يذكرنا بالمثل العربي القائل أسمع جعجعة ولا أرى طحينا .
@ أما الامريكيون الذين تشكل طائراتهم وقواتهم النسبة الكبرى في قوات حلف الأطلسي فمنذ بدأ الحديث جديا عن التدخل العسكري وهم يتحدثون عن القوة العسكرية للصرب، وان أمريكا يمكن أن تخسر طائرات مقاتلة في مواجهاتها مع دفاعات الصرب وآخر هذه الأقوال الشهادة التي أدلى بها ما يكل ريان رئيس أركان القوات الجوية الامريكية يوم الخميس الماضي، إذ قال :هناك احتمال واضح باننا سوف نفقد طائرات في محاولتنا لاختراق هذه الدفاعات ,
ووصف ريان نظم الدفاع الصربية بأنها قوية ليس في كوسوفو فحسب بل في كل أنحاء يوغوسلافيا قائلا: ان تلك هي قدرات جوهرية للدفاع الجوي ليس في كوسوفو فحسب ولكن في كل أنحاء الأراضي اليوغوسلافية, انه نظام متكامل ووافر
واستطرد ريان قائلا ان الجيش اليوغوسلافي لديه ضعف الى ثلاثة اضعاف القوة التي واجهها الامريكيون في البوسنة.
وقال لقد كانت القوات البوسنية جيدة ولكن هؤلاء الصرب جيدون للغاية, ولذا فان التعامل مع هذه الدفاعات بالقوة الجوية لن يكون أمرا سهلا, وسوف يستلزم الأمر شن حملة قوية للغاية ضد هذه الأنظمة اذا كان علينا ان نخترقها مع تقليص المخاطرة, وليس هناك ضمانات باننا لن نفقد طائرات في محاولتنا التعامل مع الدفاعات الجوية الصربية .
هذا القول لرئيس أركان القوات الجوية الامريكية لا يحتاج من الصرب إلا ان يردوا عليه بما يُرد عندنا على الشعراء الجيدين صح لسانك ,,!! فهي شهادة على استحالة مواجهة عدوان الصرب الذين لن يكتفوا بعد المواقف الأربعة لأعضاء لجنة الاتصال الدولية بالامتناع عن التوقيع على اتفاق السلام,, بل أيضا في مواصلة حرق قرى الألبان المسلمين,, وفرض ما يريدونه من اتفاق,,!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com