Sunday 21st March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 4 ذو الحجة


الرعاية الصحية للحجاج من عهد الملك عبدالعزيز إلى عهد الملك فهد
د, عبدالإله ساعاتي *

أولت حكومة هذه البلاد منذ تأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- اهتماما كبيرا برعاية حجاج بيت الله الحرام رعاية متكاملة من جميع النواحي وفي شتى المجالات,, ومن بينها توفير الرعاية الصحية الشاملة لهم.
ولقد حظيت صحة الحجاج باهتمام خاص من قبل المؤسس -يرحمه الله- وابنائه الملوك البررة من بعده.
فقبيل دخول الملك عبدالعزيز الى الحجاز كان الحجاج القادمون من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسك الحج يتعرضون لمخاطر الاصابة بالأوبئة والأمراض,, الأمر الذي أدى الى تدخل مكتب الصحة العالمي آنذاك -منظمة الصحة العالمية حاليا- مطالبا بتطبيق معايير صحية قاسية حماية للحجاج,, ولقد أوفد المكتب فريقا طبيا للوقوف على الوضع الصحي ولكن السلطات في الحجاز -آنذاك- رفضت استقبال ذلك الفريق الطبي بحجة ان في ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للبلاد.
وما ان دخل الملك عبدالعزيز الحجاز وتملك زمام الأمور فيه حتى سارع الى انشاء دائرة الصحة في عام 1344ه لتولي إنشاء مستشفيات ومستوصفات في مكة المكرمة وتولي رعاية صحة السكان والحجاج,, الى جانب انشاء مستشفيات ومستوصفات في المدن الأخرى من البلاد.
وكان أول قرار رسمي يتعلق بالخدمات الصحية للحجاج,, هو أمر النيابة العامة رقم 1936 في 19/11/1344ه متضمنا الاستعدادات الصحية لحج عام 1344ه.
وفي 27/8/1345ه أصدر الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- أمرا ساميا بتغيير مسمى دائرة الصحة الى مديرية الصحة العامة والاسعاف وحددت مهامها بالاهتمام بصحة السكان وصحة الحجاج,, حيث كان أمر الاهتمام بصحة الحجاج من الأولويات التي حرص عليها الملك عبدالعزيز.
ولقد اصدرت مديرية الصحة العامة والاسعاف العديد من الأنظمة المتعلقة بصحة الحجاج,, ومنها نظام علاج المرضى من الحجاج الذي صدر في 23/10/1345ه ونظام تسجيل الوفيات من الحجاج الذي صدر في عام 1346ه.
وفي يوم 29/4/1351ه شكل مجلس أعلى للصحة بموجب الأمر السامي رقم 3635 وذلك برئاسة النائب العام للملك في الحجاز - وكان آنذاك الأمير الملك فيصل بن عبدالعزيز -يرحمه الله- وعضوية كل من: مدير الصحة، مدير الكرنتينات، مدير شرطة العاصمة المقدسة،مدير الأوقاف، أمين العاصمة المقدسة، رئيس لجنة عين زبيدة.
ولقد تضمنت مهام المجلس تأمين الصحة العامة في موسم الحج واتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الأمراض والأوبئة وتوفير العلاج اللازم للسكان والحجاج.
وفي يوم 29/4/1351ه صدر الأمر السامي رقم 3636 القاضي باشتراك المملكة في المكتب الصحي الدولي منظمة الصحة العالمية حاليا , ومن ثم شرعت المملكة في تطبيق المعايير الصحية والعلاجية الدولية.
وفي عام 1362ه صدر أمر قضى بتكوين هيئة صحية يناط بها اصدار تقرير نظافة الحج من الأمراض والأوبئة المعدية,, وكان قبل ذلك يعلن عن نظافة الحج الصحية ببلاغ صحي.
وفي اطار حرص الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- على توفير الرعاية الصحية المتكاملة لحجاج بيت الله الحرام,, أمر بإنشاء مشروع المحجر الصحي بمدينة جدة الذي بدأ بتقديم خدماته في عام 1372ه وكان يعد أكبر مرفق صحي من نوعه في الشرق الأوسط -آنذاك- حيث بلغت سعته السريرية على النحو التالي:
200 سرير حميات.
75 سريرا للجراحة.
70 سريرا للأمراض الباطنة.
كما أمر الملك عبدالعزيز بتوسعة وتحسين مستشفى جياد بمكة المكرمة,, وأمر بإنشاء مستشفى الملك عبدالعزيز الزاهر بمكة المكرمة والذي افتتح في يوم 16/1/1372ه بسعة سريرية قدرها 200 سرير, وكذلك مستشفى أمراض النساء والولادة الذي افتتح في يوم 3/2/1371ه بسعة سريرية قدرها 50 سريرا.
وفي نطاق اهتمام الملك عبدالعزيز بتوفير الرعاية الصحية للحجاج أمر بإنشاء اربعة مستوصفات في أطراف مكة المكرمة حيث بدأت تقديم خدماتها في عام 1372ه.
وفي عام 1366ه تم انشاء مستشفى في منى لتقديم الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام في مشعر منى.
ولقد تواصل الاهتمام بتوفير افضل الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام من قبل الحكومة السعودية بعد وفاة الملك عبدالعزيز يرحمه الله حيث يمثل ذلك الاهتمام الكبير امتدادا لاهتمام الملك عبدالعزيز بتوفير الرعاية الصحية لضيوف الرحمن.
فلقد أعيد في عام 1380ه بناء مستشفى جياد ومستشفى الملك عبدالعزيز الزاهر بمكة المكرمة,, كما أنشىء مستشفى الملك فيصل بالششة بمكة المكرمة بسعة 220 سريرا تضم اقسام باطنة وحميات وأطفال,, وكان هذا المستشفى يعمل في مواسم الحج فقط حتى عام 1403ه حيث اصبح يعمل على مدار العام,, وتمت اضافة قسم للجراحة فيه بسعة سريرين قدرها 100 سرير,, وترتفع السعة السريرية في هذا المستشفى الى 480 سريرا في مواسم الحج.
وامتدادا للاهتمام بتوفير الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة لحجاج بيت الله الحرام فلقد انشىء مستشفى حراء بمكة المكرمة الذي افتتح في شهر شعبان من عام 1404ه وبدأ بطاقة سريرية قدرها 60 سريرا كمرحلة أولى بأحدث ما توصلت اليه تصاميم البناء الحديثة للمستشفيات العالمية واكثر التجهيزات الطبية تطورا,, وتبلغ طاقته السريرية حاليا 261 سريرا تصل الى 315 سريرا في مواسم الحج,, ويضم المستشفى كافة التخصصات الطبية.
كما أنشىء مستشفى النور بمكة المكرمة الذي افتتح في 1/7/1407ه لتوفير الخدمات الصحية المتطورة لسكان مكة المكرمة ولحجاج بيت الله الحرام ,, حيث تبلغ سعة المستشفى 633 سريرا تزداد في مواسم الحج لتبلغ 958 سريرا خدمة لضيوف الرحمن الكرام.
ويوفر المستشفى خدماته الطبية في كافة التخصصات الطبية وفق المعايير العالمية ويحتوي على أحدث التجهيزات الطبية,, كما يضم عناصر بشرية طبية وفنية عالية المستوى والتأهيل والخبرة.
وفي اطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بتطوير الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام,, أمر في عام 1412ه بتأمين أحدث ما انتجته صناعة الاجهزة الطبية العالمية لكل من مستشفى النور ومستشفى حراء بما قيمته 150 مليون ريال,, كما وجه باسناد ادارة المستشفيين الى احدى الشركات الوطنية المتخصصة.
وامتدادا لاهتمامه -يحفظه الله- بصحة الحجاج والمعتمرين اصدر في عام 1412ه مكرمة ملكية كريمة بانشاء 5 خمسة مراكز صحية داخل الحرم المكي الشريف على نفقته الخاصة,, حيث أنشىء مركز صحي في كل ركن من أركان الحرم,, ويضم كل مركز وحدة للعناية المركزة الى جانب الأجهزة الاسعافية,, وذلك بهدف توفير خدمة صحية واسعافية فورية للمرضى والمصابين من الحجاج والمعتمرين داخل الحرم بحيث يتم اسعاف المرضى واحالة من تستدعي حالته نقله الى مستشفى جياد العام خارج الحرم,, حيث ترتبط هذه المراكز بمستشفى جياد.
وتقدم الخدمات الصحية للحجاج حاليا في مكة المكرمة من خلال منظومة من المستشفيات والمراكز الصحية,, حيث يبلغ عدد المستشفيات في مكة المكرمة سبعة مستشفيات تضم 2710 سرير الى جانب 83 مركزا صحيا كما يوجد في العاصمة المقدسة ثلاثة مراكز متكاملة لعلاج اصابات ضربات الشمس,, الى جانب خمسة مراكز طبية تخصصية وهي:
- مركز التأهيل الطبي.
- مركز طب الفم والأسنان.
- مركز أمراض الكلى.
- مركز علاج أمراض السكر.
- مركز السموم والكيمياء الشرعية.
وجميع هذه المراكز تقدم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام على مدار الساعة.
وتوفر وزارة الصحة رعاية صحية شاملة للحجاج في المشاعر المقدسة وذلك من خلال شبكة متكاملة من المرافق الصحية تشمل سبعة مستشفيات تضم 2700 سرير,, الى جانب 78 مركزا صحيا تنتشر في كل بقعة على الثرى الطاهر في منى وعرفات ومزدلفة.
وفي المدينة المنورة جهزت وزارة الصحة 7 مستشفيات تبلغ طاقتها السريرية 1200 سرير,, احدها مستشفى لعلاج ضربات الشمس الى جانب اكثر من 100 مركز صحي تنتشر في مختلف انحاء منطقة المدينة المنورة.
ولقد أكملت وزارة الصحة كافة استعداداتها وفرغت من تجهيز مستشفياتها ومرافقها الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وفي المنافذ البحرية والبرية والجوية لتوفير أفضل الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام هذا العام منذ ان تطأ اقدامهم ثرى ارضنا المعطاء وحتى ينتهوا من أداء مناسك الحج ويعودوا الى ديارهم سالمين غانمين ان شاء الله تعالى.
* مدير عام التدريب والابتعاث بوزارة الصحة ورئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في الحج

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير