Thursday 25th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 8 ذو الحجة


الفنان التشكيلي إسماعيل سلمان
أرسم أحلامي المفطورة على ملامح وادي الفرات وتاريخ النهر العظيم

* أجرى الحوار: أحمد صبحي - دمشق
السيرة الذاتية
- مواليد الميادين - دير الزور 1974.
- عضو جماعة فناني الميادين والفن دراسة خاصة.
- له سبعة معارض فنية ثنائية مع اخيه الفنان عبود سلمان في المركز الثقافي السوفيتي سابقا - وفي المركز الثقافي بأبي رمانة وثقافي المزة منذ عام 1991 وحتى الان.
- مشاركات جماعية مع فناني القطر في الميادين - دمشق - سقيلبية - حلب.
فنان تشكيلي ونحات مسكون بالقلق لديه رغبة عارمة بالتعبير عن هم انساني عام من بلدته الصغيرة المتكئة على نهر الفرات انطلق باتجاه طرح لغته العصرية الى فضاءات ومناخات تستوعب هذا الهاجس الذي يلاحقه باستمرار اتجاه الانسان وقضاياه المعاصرة انطلق يحمل على قماشته البيضاء بعضا من تعاويذه الجميلة وهذا الارث الحضاري العميق للصوت السري الذي تسمعه حين تقف على ضفة الفرات.
* دائما هناك طعم خاص لاول عمل ,, يستطيع الفنان ان يكتشفه فيما بعد,,, عن هذا العمل واول قطعة ,, متى كانت وكيف؟!
- من حضرة الفرات لا يسعني الا ان املك صوتا مثل البلسم تحتاجه انت تحديدا ومعك الاخرون لوجبة روحية تعرف كيف تتصالح مع الاخرين والامتدادات الاخرى ومن صوتك الذي يقرأ اعمالي في الرسم والنحت الى اصوات المنادين على باقي الاعمال وهم المتذوقون الرائعون لقدرة الفن وسحره وهي القدرة الكامنة على تحديد الجهات المرسلة للنداءات ومن فحوى النهر وتاريخه وعمق تجربته الابداعية في انسانية المبدع تأتي الخصائص الاولى لاعمالي اما عن الاكتشافات فأعتقد انها جاءت من خلال الاغصان التي تمايلت على اعمالي الاولى سواء في مرسمي او على جدران المعارض عندما اخذت شهادة الرضا من فم امي الجميل الذي جاء كاعتراف ابدي على علامات التميز والابداع في رسوماتي او ما نحتته يداي على علاقة الحب والجرأة والطين والجص,, وكان اخي الذي يكبرني في العمر والتجربة والحياة له كل الانامل المضيئة التي عرفت مملكتي الذهبية مرسمي على اطراف بلدة الميادين ومع اغنامي الرائعة وحجارة خان الغنم الذي اعمل به منذ الولادة وحتى الآن.
* في منحوتاتك,, هاجس مسكون بالقلق اية انفعالات تؤرقك وانت تقف امام تلك المنحوتات لتتعامل معها؟
- في النحت كما في الرسم,, كان هناك امرأة مشتقة من فعل الخصوبة والحياة امي وربة الينبوع السورية في مملكة ماري الجميلة على نهر الفرات ومن كبرياء اختي الوحيدة التي تمثلتني بالرعاية والحنان مع امي وهي تناديني دائما كدروب فردوسية انفث فيها انفاسي الحميمة تجاه قلبي ومن احبهم ومن روح السنوات الاولى في حياتي لعمري النسبي الى سنوات الخيبة الدائمة معي الان وان أبحث لاسجل علاماتي المضيئة في الفن والحياة والعطاء التي قد تجمل ما اصاب مجتمعنا الراهن على عدة اشكال من صدق التجربة في سبيل ان نغرس شجرة المعرفة والكبرياء ووحشية من مروا وتعبير انامل المتعبين والمحتاجين وبحكم العادة والطبيعة والالفة غزلت يداي الجص والاسلاك والالوان كما تغزل اصابع امي جمال خيوط الصوف في بساط محبتها الدائمة لنا ومعها كل السعادة والاحساس بالامان ومن عدة خصائص قد تطول الاقاويل عنها تجدني أسكن القلق وكأن الريح تحتي.
* هناك حضور مهم لعازفي الموسيقى - عازف عود - كمان - في منحوتاتك كيف ترى العلاقة بين النحت والموسيقى؟
- من سماعة القلب والهاتف الداخلي لكينونتي التي لا تنكفىء على نفسها فحسب بل تمتد الى موسيقى الاخرين في وجودهم الرائع وما نحب تجدني ارقص هبلا على انغام موسيقى الدبكة والأوديسة او بمثل موسيقا الراي البربرية لتجدني آخذ صوتا قد يتخذ لي منحى آخر في الابداع او الرقص على قماشة المنحوتة في صور كثيرة ومتعددة منها قد تشكل ايذانا لحب لم يعلن بعد تجدني احاول ان ارتبك فقط قليلا في اعمالي المنحوتة في اشكال عازفي الموسيقى تجربتي الاولى في النحت لأغني معها واهمس فيها في شخوصي ملحمة لوجودي وصورة صدق الحال واحوالي وهم ملوك وقتي الثمين في فحوى اصوات المنادين عندما نمتلك القدرة على حب الاخرين.
* ما هي مصادر البحث الفكري والبصري ومن اي المنابع تنهل وتستلهم اعمالك؟
- اول الغيث كانت احلامي المفطورة على ملامح وادي الفرات وتاريخ النهر العظيم وقد استمرت معي في اعمالي الى الان مثلما استمرت الاحلام التي تودعني ومعها الايام التي تشردني على زمان غريب يمضي بنا الى حيث لا نعرف الا الاحاسيس المؤلمة وآثار الالام الحزينة التي تملأ حياتي وحياة الاخرين ومن كل ذلك انهل الاشارات الاولى والاخيرة لمنابع ما ارسمه كفن او حياة ومعي حقيبة الذكريات المرسومة على وردة عشقي الذهبية التي اخذت تتراقص في الهواء والمعارض هاربة من عقارب دقائق الحياة الاخيرة ليغني معها القلب والريشة والازميل ولون الفرات الساحر في المدى وألوان الفرح الدامي على شمس الحياة الشرقية في قصة هذا الواقع المرسوم في دفتر اليوميات لابن هذه البيئة وهو ابن الانسانية الكبيرة عندما يسترد حياته كقصة يومية باتجاه حب الآخرين.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved