تشكل المملكة نموذجاً فريداً برعايتها الدؤوبة لحجاج بيت الله الحرام منذ تأسيسها على يد مرسي دعائمها جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله قبل مائة عام من الزمان وحتى يومنا الحاضر والشواهد على ذلك كثيرة جدا وقد يطول بنا المقام لوحاولنا الاستطراد بتعداد شيء من ذلك, ومن تلك الرعاية ان الملك عبدالعزيز كان يشرف بنفسه شخصيا على رعاية وخدمات الحجيج ويرافقهم خلال تنقلاتهم بالمشاعر المقدسة (مكة المكرمة وعرفات ومزدلفة ومنى) الى ان ينتهوا من اداء مناسك حجهم بكل يسر وسهولة واطمئنان وقد سار على منواله من بعده ابناؤه الملوك البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد.
ولايخفى على احد تلك التوسعة العظيمة التي شملت الحرمين الشريفين في عهد الملك عبدالعزيز وعهد الملك سعود والدولة في بداية عهدها فقد صرفت جهودها واهتماماتها لخدمة ورعاية شئون الحرمين الشريفين ولاتزال على العهد المبارك، ففي عهد خادم الحرمين الشريفين الزاهر شهد الحرمان الشريفان اعظم توسعة في التاريخ.
ومن تلك الاعمال الخيرة التي قام بها الملك عبدالعزيز إنشاء مصنع كسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة وامتداداً لها تم انشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في هذا العهد الميمون, ولاتخفى قصة ركوب الملك عبدالعزيز لاول طائرة حيث كان قاصداً بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج مما يدل على استخدام احدث وسائل التكنلوجيا لنقل الحجيج في وقت مبكر منذ عهد الملك عبدالعزيز ليس هذا فحسب بل كان الملك عبدالعزيز خلال رحلته الموسمية للحج من الرياض والى المشاعر المقدسة عن طريق البر يحرص على تفقد احوال الرعية ويجلس اليومين او الثلاثة في بعض الاماكن كقصره بالدوادمي وغيره يطعم الناس ويكسوهم ويحل مشاكلهم ويأمر بحفر الآبار لسقيا الحجاج المارين بها، ويولي ذلك كل عناية واهتمام وامتداداً لذلك مانراه اليوم من اقامة مدن خدمة حجاج الجو والبر والبحر المنتشرة بطول المملكة وعرضها وعلى المنافذ والاسطايل الجوية والبحرية والبرية, ولست هنا كما اسلفت بصدد حصر ذلك الغرس المبارك على يد المؤسس في سبيل خدمة ضيوف الرحمن والذي باركه من بعده ابناؤه ولاة امر المسلمين، وانما هي اشارة ودعوة صادقة لمن القى السمع وهو شهيد ان يكثر من الدعاء الصادق الخالص بالمغفرة والرحمة لأئمة المسلمين ولاة امر هذه البلاد السابقين من آل سعود وان يحفظ الله امام المسلمين ورائد التضامن الإسلامي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني الذين ساروا على نهج المؤسس ورفعوا شعار خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شرف لنا , أسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يجزي ولاة امرنا الذين سهروا على خدمة ضيوف الرحمن خير ماجزى راع عن رعيته وان يديم بهم عز الإسلام والمسلمين وان يجعلهم ذخراً لهذا البلد الامين.