Thursday 25th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 8 ذو الحجة


رفاقه يسمونه بلينين الصغير لافكاره الشيوعية الجامدة
ميلوسيفيتش الدكتاتور الذي تعذر على الغرب فهمه هو أكثر الساسة قبحا في أوروبا

* بلجراد - د,ب,ا
على الارجح أن سلوبودان ميلوسيفيتش يشعر بالسعادة الآن لادراكه مدى الحيرة التي تعيشها وكالات المخابرات الغربية بسبب واحدة من ابرز صفات هذا الرجل، وهو براعة إبقاء العالم في دائرة من الظن والتخمين.
فقد عجز المحللون إلى الآن عن إيجاد دليل يفسر نجاحه في إحكام سلطته بلا منازع على 12,6 مليون صربي منذ عام 1987 حتى وان تعقبوا في بحثهم هذا أي عناصر امراض محتملة شابت طفولته او شبابه قد تبرر لهم قدرته الدائمة على الوقوف على حافة الهادفة.
فميلوسيفيتش الذي اعتاد رفاقه تسميته بلينين الصغير لمواقفه الشيوعية الجامدة يظهر بضع صفات ميزت كتاتورا اواكثر ممن اشتهروا عنه بكثير خلال القرن العشرين, غير انه مثلهم تماما يتمتع بشعبية أسسها على فهمه العميق لنفوس شعبه.
ولد ميلوسيفيتش في اغسطس 1941 لابوين فقيرين عملا بالتدريس في بوزاريفاتش بشرقي صربيا, ويذكر من عاصروه بمرحلة الدراسة من اقرانه انه كان طيبا لكنه لم يكن طالبا متميزا ولم يكن يهتم بالرياضة البدنية, احب ميريانا كاركوفيتش فتزوجها ليرزق منها بطفلين.
ويقول الخبير الصربي الدكتور فليكو فوياسيتش في رسالته عن ميلوسيفيتش واصول الحرب اليوغسلافية من وجهة النظر النفسية هناك عدة حقائق واضحة للعيان وان كان تقويم تأثيرها يبقى متعذرا .
فوالده واحد اعمامه انهيا حياتهما بالانتحار خلال فترة زمنية لاتتعدى عشرة اعوام اما حماته فواجهت نهاية مأساوية بتعرضها للتعذيب حتى الموت عام 1943 بعد اتهامها بالانتماء الى حزب سياسي معاد.
وانضم ميلوسيفيتش الى الحزب الشيوعي عام 1969 والتحق بكلية الحقوق في بلجراد بعد ذلك, ويقول معارفه انه كان بارعا كمنظم, وعمل عقب انتهاء دراسته في عدة وظائف إدارية ثم اصبح في وقت لاحق رئيس مجلس إدارة احد اكبر مصارف بلجراد.
وتولى رئاسة الحزب الشيوعي اليوغسلافي واصبح رئيسا لصربيا ثم تقلد رئاسة يوغسلافيا في تموز/ يوليو 1997 وادار ميلوسيفيتيش دفة الحروب التي اندلعت عقب تفكك الاتحاد اليوغسلافي القديم واخيرا خلق أزمة كوسوفو بنفسه, وعلى حد وصف الموفد الامريكي ريتشارد هولبروك فإنه الرجل الوحيد في العالم الذي يستطيع تحقيق السلام مع البان الاقليم العرقيين ليتفادى من ثم حربا محتملة بين بلاده وحلف شمال الاطلنطي (ناتو).
وقائمة الاسماء التي أطلقها العالم على الرئيس اليوغسلافي حافلة فهو وحشي وفاشيستي وأكثر الساسة قبحا في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ويرجع هذا الى حرصه على تهييج نعرة القومية الصربية وإصدار اوامر التطهير العرقي في البوسنة والتواطؤ لاقامة صربيا الكبرى .
وقد دب الصراع بين ميلوسيفيتش وكثير من خصومه بالداخل والخارج في طريقه الى السلطة، في حين قويت شوكته في السلطة بفضل لعبه على نغمة القومية الصربية.
ووفقا للطبيب فوياسيتش، فإن موقف ميلوسيفيتش في كوسوفو عامل رئيسي في فهم عقلية هذا الرجل, ويقول إنه بالرجوع الى الزيارة التي قام بها لبلدة بولي بإقليم كوسوفو عام 1987 ونص الخطاب الحماسي الذي القاه ميلوسيفيتش هناك بوصفه رئيسا للحزب الشيوعي في ذلك الوقت نجد أن هذا الخطاب خلق منه زعيما قياديا في التو واللحظة تقريبا .
وتقول مجلة فريمي المستقلة التي تصدر في بلجراد ان عجز ميلوسيفيتش عن التصالح مع التاريخ يهدد بتحويل مشكلة كوسوفو المحلية إلى خطر عالمي .
وتضيف المجلة ساخرة ان الرئيس اليوغسلافي وزوجته قوية النفوذ يشنان حربا خاصة ضد الغرب برمته.
ولتحقيق هدفهما هذا استغل ميلوسيفيتش وزوجته الآلة الاعلامية الصربية المطيعة في إقناع الشعب الصربي بأن الغرب بقيادة الولايات المتحدة يسعى لبتر كوسوفو الصربية المقدسة عن بقية اراضي يوغسلافيا ليجعل منها قاعدة لعمليات حلف الاطلنطي الناتو .
ويعيد هذا التوجه الى الذاكرة تلك الخطبة النارية التي القاها ميلوسيفيتش في بلدة كوسوفو بولي على مسامع الصرب العرقيين بكوسوفو الذين يشكلون نسبة تقل عن عشرة في المائة من اجمالي سكان الاقليم وجاء فيها هذه ارضكم وتلك دياركم وحقولكم وحدائقكم، وليس من شيمة شعب صربيا والجبل الاسود ابدا التراجع امام المحن او الفرار عند النداء للقتال او تثبط عزائمهم إذا ساءت الاوضاع.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved