فرض سلوبودان ميلوسيفيتش رئيس جمهورية صربيا المتبقية مع حليفتها جمهورية الجبل الاسود من اتحاد يوغسلافيا السابق، فرض على حلف الناتو الخيار العسكري الذي تحاشى أعضاء الحلف اللجوء اليه طوال سنة كاملة من المحاولات السياسية والجهود الدبلوماسية معه لإيجاد تسوية سلمية لأزمة اقليم كوسوفو تضع حداً لمحنة سكان الاقليم الذين يشكل المسلمون من العرقية الالبانية أغلبيتهم المطلقة.
ومنذ اول امس والعالم كله وليس دول منطقة البلقان وحدها - يضع يده على قلبه مخافة تداعيات الخيار العسكري الذي ربما تم تنفيذه قبل أن يقرأ القراء هذه الكلمة، إذ بات واضحاً جداً ان الرئيس اليوغوسلافي قرر المواجهة العسكرية مع قوات حلف الناتو التي اكد اكثر من زعيم سياسي وقائد عسكري ان ضربتها ستكون قوية وقاسية.
وقد أعرب الأمين العام لحلف الناتو عن أسفه الشديد وهو يصدر امره لقائد قوات الحلف باستخدام القوة ضد الأهداف العسكرية للجيش اليوغوسلافي.
ويعترف زعماء دول الحلف وقادته العسكريون بأن الجيش اليوغوسلافي يملك قوة حديثة ودفاعات جوية متطورة وفعالة تشكل خطراً حقيقياً على طيران الحلف.
وليس هذا هو وجه الخطر الوحيد الذي يثير القلق من اتساع نطاق المواجهة وتفاقمها الى حرب بلقانية وربما اوروبية الاخطر من ذلك التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء روسيا الاتحادية ووزير خارجيتها وكذلك وزير دفاعها الذين هددوا صراحة برد فعل سلبي للغاية وهو تعبير قد يعني احتمال التدخل العسكري غير المباشر في القتال بين الصرب وحلف الناتو عن طريق امداد الجيش الصربي بوسائل دفاع جوية متطورة للغاية.
وقد صدر اتهام بالفعل من جمهورية اذربيجان بوصول اسلحة روسية الى يوغوسلافيا عبر اراضيها!.
وامس صعد الروس رد فعلهم لقرار الناتو باستخدام القوة ضد يوغوسلافيا عندما اعلنت مصادر روسية عن اجتماع بين وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين مكلف بوضع عدة خيارات لما يتعين على روسيا القيام به وتقديمها للرئيس يلتسين للتوجيه بتطبيق احد تلك الخيارات التي تشير الدلائل الى ان التحرك العسكري سيكون واحداً منها بدليل رفع درجة الاستعداد في القوات الروسية، والاعلان عن امكان نشر اسلحة ذرية تكتيكية تحسباً للاحتمالات, والعبارة الاخيرة تعني امكان تفاقم المواجهة واتساع نطاقها بحيث تصبح حرباً بلقانية/ اوروبية وتلك هي المقدمة المنطقية لاحتمالات الحرب العالمية الثالثة بغض النظر عن التفاوت في موازين القوى العسكرية بين الاطراف التي يمكن ان تتورط في مثل هذه الحرب بما فيها الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية التي لا تعدم حلفاء لديهم اسلحة ذرية في شرق اوروبا والجمهوريات الآسيوية التي استقلت حديثا عن الاتحاد السوفياتي السابق.
الجزيرة