الفساد في الصين,, أيضا في المدارس هدية ثمينة للمعلم تكفل علامات جيدة للأبناء |
* بكين (أ,ف,ب)
يتنافس الآباء المهووسون بمستقبل ابنائهم التعليمي في الصين على تقديم الهدايا لمدرسين على امل ضمان حصول اولادهم على علامات جيدة.
وروت دو ميهوا وهي ربة منزل في بكين ان المدرسة كانت في مطلع العام تنهر ابنتها باستمرار ,, واضافت معبرة عن فرحها رغم انها دفعت 700 ين (85 دولار) وهو متوسط راتب شهري في العاصمة الصينية ان الوضع تحسن منذ ان اهديتُها قلم حبر من الذهب,, والآن اصبحت ابنتي عريفة الصف.
والفساد يستشري في قاعات الدرس منذ الحضانة، كما في جميع انحاء الصين، وقد عاد بقوة تقليد تقديم (هدية) لتحقيق هدف ما بعد الاصلاحات الاقتصادية التي جرت خلال العشرين سنة الاخيرة، ومع تحسن مستوى المعيشة ازدادت شراهة الفاسدين.
واكدت دو التي تتلقى ابنتها البالغة من العمر عشرة اعوام تعليمها في احدى افضل مدارس حي هيديان للمثقفين شمال - غرب بكين ان المدرسين في بعض الصفوف يذكرون تلامذتهم بتواريخ ميلادهم ويشددون على وصف الهدايا التي تنال اعجابهم .
واضافت ان والد تلميذ اراد العام الماضي ان يقدم لمدرسة ابنه حاسوبا لكن المدرسة ابلغته انها تفضل ثلاجة لاستبدال الثلاجة القديمة التي كانت قد تلقتها هدية من احد تلامذتها منذ اربعة اعوام.
ولا يمكن ان يتعاون اهالي الطلاب لشراء هدية جماعية، وقالت هي ليلي والدة تيانيو (تسعة اعوام) ان المدرس لا يعرف في حالة من هذا النوع كم دفع كل شخص واضافت اقدم هدية ثمينة لمدرسة ابني بمناسبة رأس السنة الصينية لانني اخشى ان تكون علاماته سيئة اذا لم تكن الهدية غالية.
وتشتد المنافسة خصوصا في ارقى مدارس العاصمة حيث يدفع الاهالي ثروات من اجل تعليم ابنائهم.
وكل الوسائل مقبولة للحصول على علامات جيدة اذ لا يتعدى عدد الذين يدخلون الجامعات 600 ألف طالب اي خمس المرشحين لدخولها.
وقال زهو لي مدير مدرسة شيجيا الابتدائية النموذجية التي ترعاها منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) ان المشكلة الرئيسية في النظام التربوي تكمن في اكتفاء الطلاب بدراسة اجزاء من المنهج ستشملها الامتحانات .
واضاف بدلا من ان يعتمد الطلاب على التفكير فانهم يعتمدون على الحفظ غيبا استعدادا للامتحانات، معتبرا ان ذلك يؤدي الى اهمال كل تطور للشخصية وللحس الفني والابداعي.
والتعليم في الصين مجاني مبدئيا، لكن ذلك لا ينطبق عمليا الا على مدرسة الحي, ولكن معظم الآباء يقبلون على دفع اموال باهظة لتسجيل ابنائهم في احدى مدارس النخبة النادرة في العاصمة على امل ان يساعدهم ذلك يوما في الانتساب الى الجامعة.
واكد زهو ان التسجيل مجاني لابناء الحي، اما رسم التسجيل للآخرين فيبلغ 30 الف ين (3600 دولار) لمدة ست سنوات.
وبعد دفع رسم التسجيل تأتي نفقات اخرى (الغذاء والدفاتر واقلام التلوين الباهظة الثمن) كبيرة لتتراكم شهريا، ويتيح ذلك للمدرسين زيادة اجورهم بمعدل ألف ين (120 دولارا) شهريا في المدن من دون ان يثقل ميزانية الدولة.
|
|
|