Thursday 25th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 8 ذو الحجة


المسرحية المكشوفة
ثنيان بن فهد الثنيان

غريب وعجيب جداً ما أقدم عليه صدام حسين في هذه المسرحية المكشوفة التي شاهدناها، فقد جن جنونه وفقد اعصابه المنهارة أصلا حين لجأ إلى هذا الاسلوب البعيد عن الدين وعن الانسانية وعن المروءة, وقد رأيناه قد جمع عدداً كبيراً بزعم أداء فريضة الحج وهؤلاء المجموعة التي عددها ثمانية عشر ألف حاج جاءت بالحديد والنار, هؤلاء الحجاج المزعومون، وهذا العدد الكبير على حد قول حكومة العراق ليس المقصود بهم اداء فريضة الحج ولكن حاكم العراق أراد ان يجعل منها مسرحية انكشفت امام المسلمين والعالم ودللت على ان هذا الشخص يلجأ إلى اسلوب مغالط بعيد عن الصحة, لقد حشد هذا العدد الكبير ليتوجه الى الحج بزعمه حتى يقف على الحدود السعودية ثم يلجأون إلى القول ان هؤلاء الحجاج لا يملكون عملة صعبة تمكنهم من مصاريفهم لأداء فريضة الحج، ثم يطالبون بتمويل هؤلاء الحجاج الذين سيرهم صدام حسين ليجعل منهم أداة لادعاءاته الباطلة، ثم يتباكى ويقول للعالم بأسره انظروا إلى ما نحن فيه، حتى حجاج بيت الله منعوا من الحج بسبب ما حصل على العراق من الحظر على وارداته وصادراته, وقد رأينا هؤلاء الحجاج يطالبون بالافراج عن الاموال المحجوزة في الدول العربية وغيرها بما فيها السعودية على حد قولهم, انه من الغريب والعجيب ان يأتي مثل هذا الطلب، فهل هؤلاء الاشخاص الذين أرسلوا بزعم اداء فريضة الحج جاؤوا ليقوموا بالتفاوض على حدود المملكة؟ وهل هم اصحاب الشأن وأهل الحق المحجوز على حد قولهم حتى تسلم لهم مصاريفهم على الحدود,, وإلى آخر ما لجأوا إليه وتكلم به المرسل لارشادهم لهذا التصرف.
إن قادة هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الذي اصدر أمره الكريم وتبرع بنفقة هؤلاء الحجاج في الذهاب والاياب وجميع ما يترتب على مصاريفهم بما فيها تموين السيارات التي تنقلهم من الوقود وتسهيل طريقهم وتقديم ما يحتاجون إليه، كل هذا تبرع به حفظه الله على حسابه الخاص، حتى ما يتعلق بالاطباء وغيرهم مما يترتب عليه التسهيل لهؤلاء الحجاج في اداء فريضتهم بأمن وطمأنينة.
ولكن مقصد صدام حسين وأعوانه يريدون به باطلا وتضليلا, وليس بغريب ما التجأت إليه حكومة العراق عندما تصرفت هذا التصرف، ولكنه من المستغرب ان بعض المحطات الفضائية تدير حواراً مع من عمل هذه المسرحية البعيدة عن الصحة، ورددت هذه المحطات ما يقال من الأباطيل والتضليل دون وازع من دين او حياء.
لقد صرح صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ووضع النقط على الحروف بصحة الواقع وما اتخذ من الاجراءات، وما على العراق من المبالغ من الاموال للسعودية، فإن ما صرح به سموه واضح وصريح بدون مبالغة، بل هو الصواب والحقيقة التي ليس فيها مبالغة ولا التباس، وقال سموه ابوابنا مفتوحة لجميع المسلمين القاصدين بيت الله من عراقيين وغيرهم ولا نميز بين احد من المسلمين فيما يتعلق بمن كان يقصد بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج والعمرة، وقال سموه من المؤسف منع هؤلاء من اداء فريضة الحج واعادتهم من الحدود السعودية، نقول لقد باء صدام حسين بالفشل ولجأ الى افتراءات كاذبة كالادعاء بوفاة واحد من الحجاج وقول الكثير والكثير، ولكن ليس مستغربا ما يتخذ من قبل حكومة العراق من أباطيل وتضليل، فصدام حسين سيبقى بهذا الاسلوب لانه ينطبق عليه مثل دارج يقال ان هنالك شخصا اسمه علي جحش فقال له اصدقاؤه ممن يعرفونه: هذا الاسم يجب استبداله فاستجاب لهم ودعاهم الى حفلة تغيير الاسم فقالوا ما الاسم الجديد فقال بدلا من انني علي جحش فالآن اسمي حسن جحش فقال له اصدقاؤه الذين نصحوه بتغيير الاسم: الجحش باق سواء كان اسمك علي او حسن، فهذا المثل ينطبق على صدام لان افتراءاته وتضليله انكشفت للعالم وأراد بهذه المسرحية ان يجعل منها حجة ولكن انكشفت ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
نرجو من الله العلي القدير ان يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار وان يحفظ لهذه البلاد قادتها الذين هم ساهرون على ما يحقق الأمن والاطمئنان وما فيه صالح الاسلام والمسلمين ونرجو من الله العلي القدير ان يوفقهم فيما يصبون إليه في دينهم ودنياهم إنه على كل شيء قدير.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved