لبيك اللهم لبيك,, لبيك لا شريك لك لبيك .
تلك عبارة كان المكان لأجلها استثناءً زمانياً,, اعتدنا لقاءه كل عام,, ليأتي كما تعودناه دائماً,, مؤطراً بالتضرع والخشوع للخالق جلّ وعلا,, وملغياً لأي صفة تمايز بين البشر؟!,, فالوجهة واحدة,, والهدف منزّه دنس الرغبات الدنيوية,, ذلك لأن قاصد المكان,, لا ينتظر رداً مستعجلاً,, او استيفاءً لطلب حياتي,, بل رغب الرجاء فيما بعد الموت,, وخشية مما يصعب إدراكه او تخيل حاله متى حدث؟!,, فكم هو جميل هذا التجمع الانساني النظيف؟!,, وكم هي خلاقة تلك النفحات الروحانية التي تؤاخي بين الفرقاء وتجمع الأضداد,, وتزيل الأحقاد,, وتتجاوز الخلافات المتعذر حلّها ولو مؤقتاً؟!,, فنحن ربما مختلفون حول اشياء كثيرة,, لكننا أيضاً متفقون ولو لعدّة ايام سنوياً على اداء ما يجمع شتاتنا,, فالجراح أيها الإخوة نحتاج لتسكينها أحياناً مثلما نحتاج إليها لو استدعى الامر,, ولنبتهل للخالق سبحانه وتعالى حيث نمنح أنفسنا ولو لبعض الوقت,, فرصة التمتع المحبب لما نفتقر اليه,, تطلعاً لأمل ننتظر المستقبل ان يأذن له بالتحرر مما يقيد انطلاقه,, فاللهم نسألك العفو والعافية وان تجعل حج حجيجك مقبولاً وسعيهم مشكوراً.
بدر آل سعود